اخبار المغرب
موقع كل يوم -لو سيت اينفو عربي
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
كشفت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) عن تسجيل 142247 حادثة سير خلال سنة 2024 على الصعيد الوطني، أسفرت عن 3641 وفاة و9334 إصابة خطيرة، أي بزيادة قدرها 15,2% مقارنة بسنة 2023، و80,4% مقارنة بسنة 2015، وهو ما يعكس منحى تصاعدياً مقلقاً في مؤشرات الحوادث الطرقية بالمملكة.
وأظهرت المعطيات الرسمية الصادرة عن 'نارسا' أن فئة الراجلين يشكلون 24,7% من الوفيات، بزيادة قدرها 2,98% خلال الفترة نفسها.
وحسب تقرير الوكالة فإن الفئات غير المحمية والمتمثلة في الراجلين ومستعملي الدراجات الهوائية والنارية، يشكلون نسبة 72,6% من مجموع قتلى الطرق في المغرب.
وأكدت 'نارسا' في تقريرها السنوي أن واحدا من كل أربعة قتلى على الطرق في المغرب سنة 2024 كان راجلا، وهو ماجعلها تحصي خسائر الأرواح لدى هذه الفئة في 899 وفاة.
في المقابل، سجل التقرير انخفاضاً في وفيات سائقي السيارات بنسبة -9,12%، وفي صفوف مستعملي الشاحنات الثقيلة بـ-24,44%، بينما ارتفعت الوفيات في فئة 'مستعملي وسائل النقل الأخرى' (كالحافلات، التراكتورات، عربات النقل المختلط…) بـ+34,29%.
كما أوضح التقرير أنه من أصل 12 جهة، سجلت 4 جهات انخفاضًا في عدد الوفيات وهي درعة تافيلالت بـ -1,2%، وبني ملال خنيفرةبـ 8,0%، والشرق بـ-11,3%، والعيون الساقية الحمراء بـ-17,0%. فيما سجلت 7 جهات ارتفاعًا، وهي سوس ماسةبـ+2,2%، والدار البيضاء سطات بـ+4,6%، ومراكش آسفي بـ+7,0%، وفاس مكناس بـ+8,4%، والرباط سلا القنيطرة بـ+16,0%، وكلميم واد نون بـ+17,4%، فيما حافظت جهة الداخلة واد الذهب على نفس عدد الوفيات (17 وفاة).
وسجلت نارسا ارتفاع عدد الوفيات في المجال الحضري بـ16,6% سنة 2024 مقارنة بـ2015، فيما اعتبرت أنه خارج المدن، ورغم الارتفاع السنوي بـ3,7%، فقد سُجّلت انخفاضات مقارنة بـ2015 (-3,1% في الوفيات و-34% في الجرحى التي حالتهم خطيرة).
وشددت 'نارسا' على أن الأرقام المسجلة خلال سنة 2024 تؤكد أن السلامة الطرقية في المغرب لا تزال تعرف تحديات جسيمة، لا سيما فيما يخص الفئات غير المحمية كمستعملي الدراجات والراجلين، مشيرة إلى أنه رغم بعض التحسن في مؤشرات الجرحى خارج المدن، فإن المنحنى التصاعدي في الحوادث داخل المدن وتزايد ضحايا الدراجات النارية يفرضان تدخلًا شاملاً ومتكاملاً من كافة الفاعلين، مجددة دعوتها إلى تفعيل الإجراءات الميدانية، وتعزيز التوعية، وتشديد المراقبة، وتطوير البنية التحتية، لضمان حماية الأرواح والحد من النزيف المروري المتواصل بالطرقات المغربية.
ولتفادي حوادث السير التي من الممكن أن تودي بحياة الراجلين تطرقت 'نارسا' إلى العديد من الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها من بينها، احترام ممر الراجلين الذي يُعد ركيزة أساسية في منظومة السلامة الطرقية، فهو ليست مجرد خطوط بيضاء، بل مساحات محمية تم تصميمها بعناية لتمكين الراجلين من عبور الطريق في ظروف آمنة، خاصة وسط المدن التي تعرف حركة كثيفة.
وتلعب هذه الممرات دورًا وقائيًا حاسمًا، إذ تساهم في تقليص حوادث السير وخفض خطورتها، وتُرسخ مبدأ المشاركة الآمنة في الفضاء الطرقي بين الراجلين والسائقين، كما أن احترام السائقين لهذه الممرات هو تعبير مباشر عن ثقافة السير واحترام الحياة.
وشددت 'نارسا' على أن احترام ممرات الراجلين يرتبط بشكل وثيق بـ'الالتزام بإشارات المرور'، التي تنظم حركة العبور وتمنح كل فئة حقها في التنقل بأمان، مشيرة إلى أن غياب الالتزام بهذه القواعد أو تجاهل الممرات من طرف الراجلين يُعرّضهم لمخاطر كبيرة، ويُربك السائقين الذين لا يستطيعون توقع تحركات غير منظمة.
ولم تنس الوكالة إبراز مخاطر تشتت الانتباه على الطريق الذي يخلف حوادث سير خطيرة في صفوف الراجلين، داعية هذه الفئة إلى ضرورة التحلي باليقظة الكاملة أثناء عبور الطريق، والامتناع عن استخدام الهواتف المحمولة أو الانشغال بالاستماع إلى الموسيقى أو إجراء الأحاديث الجانبية، لما لها من أثر بالغ في تشتيت الانتباه وإضعاف القدرة على تقييم حركة المرور بشكل دقيق.
وأكدت الوكالة أن فئة الراجلين مطالبة بالتركيز التام على البيئة المحيطة بها، ومراقبة الإشارات الضوئية بعناية، والتأكد من خلو الطريق من المركبات قبل اتخاذ قرار العبور، موضحة أن كل لحظة تركيز قد تعني الفرق بين العبور الآمن والتعرض لخطر لا يحمد عقباه.
ومن جهة أخرى، دعت 'نارسا' السائقين إلى تحمل مسؤولية كبيرة ومضاعفة درجة اليقظة والحذر خاصة في الأماكن التي تشهد حركة راجلين كثيفة، كالقرب من المدارس والأسواق، أو خلال الظروف الجوية الصعبة التي تتطلب انتباها مضاعفا لكل تفصيل على الطريق.
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية