اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بصدمة وأسف عميقين، خبر وفاة التيكتوكر المغربية 'سلمى تيبو'، الشابة التي عرفت بمحتواها المرح وتفاعلها الكبير مع متابعيها، وذلك بعد خضوعها لعملية جراحية لتغيير مسار المعدة في إحدى المصحات بتركيا.
وفاة سلمى خلفت حزنا عميقا في صفوف عائلتها وأصدقائها ومتابعيها، خاصة أن هذه العملية كانت أملها في الحصول على 'الجسم المثالي' وقطع الطريق على التعليقات السلبية التي ظلت تذكرها بمشكل بدانتها، لكن النهاية كانت مأساوية، لتعيد إلى الواجهة المخاطر المرتبطة بجراحات السمنة.
سلمى ليست الوحيدة التي لجأت إلى هذا النوع من العمليات، وليست أيضا الوحيدة التي انتهى بها الأمر على هذا النحو، فعمليات التخسيس، سواء 'التكميم' أو 'تغيير المسار'، حوّلت حلم الحصول على جسم مثالي إلى كابوس حقيقي، لما قد تسببه من مضاعفات خطيرة.
وفي تعليقه على تزايد وتيرة إقبال المغاربة على إجراء هذه العمليات، قال التومي محمد، أستاذ علم النفس المرضي والاكلينيكي، إن الطاقم الطبي مطالب بضم أخصائي نفسي، مبينا أن كل من يقبل على مثل هذه العمليات يجب أن يخضع لتقييم نفسي شامل، ليكون على وعي تام بجميع الاحتمالات التي قد تلي العملية.
وأوضح التومي، في تصريح لـ'الأيام 24″، أن 'وهم الصورة المتخيلة للجسم المثالي، إلى جانب غياب تنشئة أسرية متوازنة، يجعل الفرد تائها في البحث عن شيء قد لا يكون قابلا للتحقيق'.
وأشار التومي إلى أن المريض يجب أن يكون مستعدا لما وصفه بـ'الربح أو الخسارة'، إذ قد لا تتوافق نتائج العملية مع تطلعاته، مما قد يؤدي إلى خيبة أمل، مستدركا: غير أن إخضاعه لتأهيل نفسي ومعالجة أي هشاشة داخلية، حسب رأيه، يمكن أن يساعده على تقبل النتائج وتجاوز الإحباط.
من جهته، اعتبر مهدي عواض، أخصائي التغذية، أن عمليات التخسيس بأنواعها يجب أن تقتصر على من يعانون من سمنة مفرطة أو أمراض مزمنة تهدد حياتهم.
وأوضح عواض، في تصريح لـ'الأيام 24″، أن عمليات 'التكميم' أو 'تغيير المسار' تتطلب توفر شروط معينة، من بينها بلوغ المريض وزنا معينا يستدعي تدخلا جراحيا في حال فشله في الالتزام بحمية غذائية أو ممارسة الرياضة.
وأضاف أن العديد ممن يتوجهون إلى هذه العمليات، يسعون للحد من شراهتهم من خلال تقليص حجم المعدة، بعد عجزهم عن الالتزام بنظام غذائي متوازن، منبها إلى أن العمليات الجراحية ليست حلا سحريا للتخلص من السمنة، إذ أن العودة إلى نفس العادات الغذائية السابقة قد تؤدي إلى تمدد المعدة مجددا.
وخلص عواض،إلى أن اللجوء للعملية يجب أن يكون آخر خيار، بعد خوض تجربة علاجية مع أخصائي تغذية، تليها متابعة نفسية، وفي حال فشل كل المحاولات يمكن التفكير في العملية كحل نهائي.
هجر خصار – صحافية متدربة