اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
يواصل المغرب تعزيز مكانته كأحد أبرز الفاعلين في مجال الطاقة المتجددة على مستوى القارة الإفريقية، بعدما سجل خلال عام 2024 ارتفاعا جديدا في سعة توليد الكهرباء من مصادر نظيفة، ليبلغ الإجمالي 4.37 غيغاواط، مقابل 4.1 غيغاواط سنة 2023، وفق ما كشفت عنه بيانات حديثة لمجلة الطاقة، مقرها واشنطن.
هذا الارتفاع الذي بلغ 270 ميغاواط خلال سنة واحدة يعكس دينامية واضحة في المشاريع الطاقية، خصوصا في قطاعي طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، اللذين شكلا المحرك الأساسي لهذا التقدم.
وحسب ما أوضحه التقرير فإنه خلال العام الماضي، أصبحت طاقة الرياح أكبر مصدر متجدد لتوليد الكهرباء في المغرب، متجاوزة الطاقة الكهرومائية لأول مرة في تاريخ البلاد، وارتفعت سعة الرياح إلى 2.128 غيغاواط، بعدما كانت في حدود 1.85 غيغاواط سنة 2023، وفي المقابل، شهدت الطاقة الكهرومائية قفزة ملموسة بعد سنوات من الاستقرار، إذ بلغت 2.12 غيغاواط، مقارنة بـ1.77 غيغاواط التي ظلت مسجلة منذ عام 2015.
وبالمقابل بقيت سعت الطاقة الشمسية، دون تغيير عند مستوى 934 ميغاواط، وهو ما يشير إلى بطء في تنفيذ مشاريع الطاقة الكهروضوئية مقارنة بالاستثمارات الموجهة للطاقة الشمسية المركزة.
وتؤكد المعطيات الرسمية أن المغرب يقترب من تحقيق أهدافه المتعلقة بالطاقة النظيفة، إذ يسعى إلى بلوغ حصة 52% من الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2030، مقارنة بنسبة 21.7% حاليا، فيما ينتظر أن تصل سعة الطاقة الشمسية إلى 2.97 غيغاواط في عام 2028، في سيناريو متوسط وضعته مؤسسة 'سولار باور يورو'، على أن تواصل الارتفاع لتبلغ 4 غيغاواط في أفق 2030.
في هذا السياق، تبرز محطة نور ورزازات كمثال على المشاريع الضخمة التي يعتمد عليها المغرب في استراتيجيته، إذ تعد أكبر مركب للطاقة الشمسية المركزة في العالم بسعة مركبة تبلغ 510 ميغاواط، إلى جانب 72 ميغاواط من الطاقة الكهروضوئية.
وأورد المصدر ذاته أنه منذ عام 2015، شهدت سعة الكهرباء المتجددة في المغرب زيادة قدرها 2.068 غيغاواط، باستثناء عام 2019 الذي لم يسجل أي تغير ملحوظ، وتظل سنة 2018 استثنائية من حيث الزيادة السنوية، حيث ارتفعت السعة بمقدار 733 ميغاواط، لتصل إلى 3.27 غيغاواط، مقارنة بـ2.53 غيغاواط في السنة التي سبقتها، أما أدنى زيادة سجلت فكانت في 2022، بفارق لم يتجاوز 87 ميغاواط.
واعتبرت المنصة المختصة في شؤون الطاقة أنه بالرغم من هذه التذبذبات الطفيفة، فإن النمو الإجمالي يبرهن على التزام واضح بتطوير مصادر الطاقة النظيفة، حيث ارتفعت حصة الطاقات المتجددة في مزيج القدرة المركبة للكهرباء إلى 40.4% سنة 2023، مقابل 37.6% سنة 2022.
وأشارت البيانات إلى أن المغرب سيواصل السير في هذا المسار التصاعدي، إذ من المرتقب أن ترتفع سعة الطاقة الشمسية تدريجيا خلال السنوات المقبلة: 1.22 غيغاواط في 2025، ثم 1.67 غيغاواط في 2026، لتصل إلى 2.27 غيغاواط في 2027، و2.97 غيغاواط في 2028.
ويرجع جزء من هذا النمو إلى دخول محطات جديدة حيز الخدمة، من بينها مزرعتا الرياح 'أفنتيسات 2″ بطاقة 200 ميغاواط و'بوجدور' بطاقة 318 ميغاواط، ما يعزز قدرة المغرب على تنويع مصادر طاقته والحد من التبعية للوقود الأحفوري.