اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، عن وجود اختلالات مزمنة في تدبير ملف التحاق الأطباء الاختصاصيين خلال السنوات الماضية، حيث كان الخريجون يعانون من تأخر كبير في الالتحاق بمناصبهم.
وأوضح الوزير خلال مروره في 'لقاء خاص' على القناة الثانية، مساء الاثنين، أن هذا الوضع استمر لعدة سنوات، إذ كان الطالب يتخرج، لكنه لا يُلتحق فعلياً بمهمته إلا بعد مرور سنتين تقريباً، مما أدى إلى تراكم الخصاص في عدد من التخصصات والمناطق.
وأشار إلى أن هذا التأخر كان سائداً منذ عام 2019، حيث لم تكن الوزارة تسجل سوى التحاق يتراوح ما بين 200 إلى 250 طبيب اختصاصي في السنة، وهو رقم لا يرقى إلى حاجيات القطاع ولا يتماشى مع المعايير الدولية في مجال الموارد البشرية الصحية.
وأكد أن هذا الخلل دفع الوزارة في عام 2025 إلى اعتماد سياسة استعجالية لتسريع وتيرة الالتحاق وسد الفراغ المتراكم.
وبحسب الأرقام التي قدمها الوزير، فقد تمكنت الوزارة من ضمان التحاق دفعات متأخرة، إذ التحق 300 طبيب من خريجي سنة 2023 خلال شهر فبراير، تلاهم 400 طبيب من خريجي سنة 2024 خلال شهري أبريل وماي.
كما أطلقت الوزارة عملية جديدة خلال شهر أكتوبر 2025 لتمكين 500 طبيب من خريجي العام الجاري من مباشرة مهامهم في المؤسسات الصحية، ليصل إجمالي الأطباء الاختصاصيين الذين التحقوا بمناصبهم خلال عام 2025 إلى حوالي 1200 طبيب، أي ما يعادل سبعة أضعاف المتوسط السنوي خلال الفترة ما بين 2019 و2024.
وأكد التهراوي أن هذه الجهود تأتي في إطار معالجة 'مشكل التدبير' الذي لازم ملف الموارد البشرية لسنوات، مضيفا أن الوزارة عملت على توجيه الأطباء الجدد إلى المناطق والأقاليم التي تسجل خصاصا فعليا، وفق خريطة صحية دقيقة تهدف إلى تقليص الفجوة الجغرافية في التغطية الطبية، خاصة في المناطق النائية والمحرومة.
ورغم هذا التقدم، أقر المسؤول الحكومي بأن هناك نسبة محدودة من الأطباء لا تلتحق فعلياً بمراكز تعيينها، لأسباب مختلفة، بعضها شخصي أو إداري، لكنه شدد في المقابل على أن نسبة الالتزام بالالتحاق بلغت حوالي 95%، وهي نسبة اعتبرها مشجعة وتعكس جدية الإصلاح الجاري.
كما أكد على أن هذا الإنجاز لا يعني أن مشكل الخصاص قد تم تجاوزه كليا، لكنه يشكل خطوة حاسمة نحو التغطية العادلة والمتوازنة للموارد البشرية، معتبرا أن 'التحاق الأطباء في وقته' هو أحد مفاتيح استرجاع الثقة وتحقيق الفعالية في منظومة الصحة.
