اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
علمت 'الأيام 24' عن تحركات مفاجئة داخل السوق الوطنية، بعد صدور تعليمات صارمة تقضي بمصادرة وإتلاف كميات كبيرة من لحوم الأغنام المعروضة للبيع في عدد من المتاجر الكبرى، أبرزها 'مرجان' و'كارفور'.
ويأتي هذا الإجراء غير المسبوق في سياق اقتراب عيد الأضحى، وسط تساؤلات حول خلفيات القرار وعلاقته بالإهابة الملكية الإهابة الملكية لعموم المغاربة، بعدم القيام بشعيرة ذبح الأضحية خلال عيد الأضحى.
وبحسب معطيات حصرية حصلت عليها 'الأيام 24″، فإن أوامر عليا صدرت بشكل رسمي إلى إدارات السلاسل التجارية الكبرى تقضي بوقف تزويد المستهلكين بلحوم الأغنام، بما في ذلك 'الكرشة' و'الدوارة' و'الشحمة'، مع الشروع الفوري في إتلاف الكميات المتوفرة.
وأثار هذا القرار موجة من الجدل، خصوصا في ظل الارتفاع الملحوظ لأسعار اللحوم في الأسواق الوطنية، والذي فجر موجة استياء عارمة بين المواطنين.
ورجحت ذات المصادر أن يكون التدخل الرسمي نابعا من رغبة الجهات العليا في كبح جماح المضاربات التي يتورط فيها بعض 'الشناقة'، والتي أدت إلى بلوغ الأسعار مستويات قياسية غير مسبوقة.
وكشفت المصادر ذاتها، أن القرار جاء، في جزء منه، كرد فعل على خطوة مثيرة للجدل أقدمت عليها سلسلة كارفور، التي أطلقت عرضا تجاريا غير مسبوق يقضي ببيع 'خروف كامل بدوارته' فيما يشبه 'باك الأضحية'، وهو ما اعتُبر خرقا لتوجيهات رسمية بعدم تشجيع ذبح الأضاحي هذا العام، حفاظا على القطيع الوطني وتخفيفاً من وطأة الأسعار على المواطنين.
وربط متابعون هذا التحرك الصارم بتوجيهات سابقة صادرة عن الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، والتي دعا فيها إلى الحفاظ على القطيع الوطني، ومنع ذبح الأضاحي بشكل عشوائي، خاصة في ظل الظرفية الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
وفي متابعة ميدانية لـ'الأيام 24″، تمت معاينة الوضع داخل أحد فروع 'مرجان'، حيث تبيّن بالفعل أن بيع لحم الغنم قد تم توقيفه، مع سحب جميع المعروضات ذات الصلة من الرفوف، تأكيدا للتعليمات التي طُبقت بصرامة.
وتأتي هذه التحركات بعد تزايد الضغط على السوق وارتفاع الطلب، الأمر الذي دفع بالعديد من المحلات إلى مضاعفة الأسعار، مما فجر موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن سخطهم من غلاء الأسعار وتجاهل معاناتهم في ظل الأزمة المعيشية الخانقة.
وفي سياق ذي صلة، أكد هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة، في تصريح لـ'الأيام 24″، أن 'التعليمات بالفعل وصلت إلى مجموعة من المتاجر الكبرى تقضي بوقف بيع لحوم الغنم وإتلافها'.
وفي المقابل، أوضح جوابري، أن 'المجازر الحضرية والأسواق لا تزال تتوفر فيها كميات من لحوم الغنم والبقر والدوارة، ويتم تزويد المهنيين بها بشكل عادي، ما يدل على أن القرار يستهدف نقطاً تجارية بعينها لأسباب تنظيمية مرتبطة بالسوق'.
ولا تزال الأسئلة مطروحة حول ما إذا كان هذا القرار يحمل في طياته 'غضبة ملكية'، خاصة مع الإشارة إلى عدم التزام شريحة واسعة من المواطنين والمهنيين بالتوجيهات الرسمية، في حين يبقى الغموض سيد الموقف حول ما إذا كانت الإجراءات الحالية ستُستكمل بقرارات أخرى أكثر شمولا تشمل مراقبة الأسواق وتنظيم عمليات الذبح وتوزيع اللحوم خلال عيد الأضحى.
وفي انتظار توضيحات رسمية، يعيش الشارع المغربي حالة من الترقب، وسط مخاوف من تفاقم أزمة العرض والطلب، في وقت يظل فيه العيد مناسبة دينية واجتماعية لا تحتمل المزيد من التأزم الاقتصادي.