اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
دعا مشاركون في ندوة علمية نظمتها جمعية تزويت العالمية، يوم الأحد الماضي بدار الثقافة بجماعة بومالن دادس (إقليم تنغير)، إلى ضرورة اعتماد مقاربات تقاطعية وشاملة لتنمية المجتمع الواحي، تراعي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، وتستجيب لخصوصيات المجال الواحي وتحدياته المتعددة.
وقد شهدت الندوة، التي حملت عنوان 'المجتمع الواحي من منظور تقاطعي: رؤى معاصرة وصعوبات منهجية'، مشاركة واسعة لباحثين وأكاديميين وفاعلين مدنيين وسياسيين وطلبة، حيث تم استعراض ومناقشة قضايا التنمية المحلية والتحديات التي تواجه المجتمعات الواحية من زوايا نظر متنوعة.
وفي كلمة افتتاحية، شددت فاطمة الوردي، ممثلة عن مكتب الجمعية، على أهمية هذه المبادرة في تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الواحات، وسعي الجمعية نحو تشجيع البحث العلمي في هذا المجال، معتبرة أن فهم الواقع الواحي يتطلب تجاوز النظرة القطاعية الضيقة، واعتماد رؤية شمولية ومندمجة.
وتوزعت أشغال الندوة على عدة مداخلات علمية، من بينها مداخلة للباحث إبراهيم العلاوي حول دور المجتمع المدني في تنمية المجتمع الواحي، تناول فيها الفرص المتاحة أمام الفاعلين الجمعويين إلى جانب الإكراهات المؤسسية التي تعيق فعاليتهم. من جهته، ناقش الباحث محمد قشا السياسات العمومية ودور الفاعل السياسي في الارتقاء بأوضاع ساكنة الواحات، مشيرا إلى أهمية الإرادة السياسية والتخطيط الترابي في تحقيق تنمية منصفة ومستدامة.
أما الدكتور مولاي أحمد دريسي، فقدم مداخلة سوسيولوجية قاربت إشكالات التنمية المحلية في ضوء الواقع الميداني، بينما أبرز الباحث عمر صبراني أهمية إدماج الفئات الهشة، خاصة النساء والشباب، في بلورة السياسات التنموية، من خلال مداخلة ركزت على العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية.
وشهدت الندوة تفاعلا واسعا من الحضور، الذين طرحوا تساؤلات واقتراحات همّت سبل تجاوز الإكراهات التي تعاني منها المناطق الواحية، مؤكدين على ضرورة تبني منهجيات تشاركية تعتمد على الإنصات للساكنة المحلية وإشراكها في اتخاذ القرار.
وفي ختام اللقاء، أوصى المشاركون بعدد من التوصيات أبرزها: تشجيع البحث العلمي في قضايا الواحات، تقوية قدرات الفاعلين المحليين، دعم المبادرات المدنية، وإرساء سياسات عمومية تستند إلى خصوصيات المجال الواحي.
وتسعى جمعية تزويت العالمية، من خلال هذه المبادرات، بحسب رئيس الجمعية، يوسف بلهوى إلى ترسيخ تقاليد علمية للحوار وتبادل الخبرات حول سبل النهوض بالمجالات الواحية، ضمن رؤية شمولية تربط بين الثقافة، والتنمية، والعدالة المجالية.