الرميلي: الدار البيضاء تقترب من حلمها الحضري والمحج الملكي يضعها في مصاف نيويورك وبوسطن

عقد مجلس جماعة الدار البيضاء، اليوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025، دورة استثنائية بقاعة الاجتماعات الكبرى بمقر ولاية جهة الدار البيضاء، سطات، خُصصت لدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة لتسريع وتيرة إنجاز مشروع “المحج الملكي”، أحد أكبر الأوراش الحضرية المنتظرة بالمدينة.

وخلال عرضها للمشروع، أكدت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، أن الاتفاقية ليست مجرد وثيقة إدارية عادية، بل تجسد إرادة دولة في تنزيل رؤية عمرانية وحضارية طال انتظارها منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، قبل أن يجد طريقه اليوم نحو التفعيل في إطار التوجيهات الملكية السامية، قائلة:' إن هذا المشروع يعدّ محطة مفصلية في تاريخ المجلس الجماعي خلال هذه الفترة الانتدابية، لكونه بترجم حلماً ملكياً وضعت له جميع اللبنات منذ سنوات'.

وأوضحت الرميلي، أن المشروع، الذي رُصدت له ميزانية تناهز 2 مليار درهم على مساحة تقارب 50 هكتاراً، سيجعل من الدار البيضاء أكبر مدينة إفريقية تحتضن منتزهاً حضرياً داخل نسيجها العمراني، مؤكدة على أن الاتفاقية الجديدة جاءت لتوحيد الجهود وتجاوز الإكراهات التي كانت تحول دون إخراج هذا الورش إلى حيز التنفيذ، بما يتيح خلق فضاء بيئي وترفيهي يليق بمكانة العاصمة الاقتصادية وسكانها.

وكشفت العمدة أن الأسر القاطنة بالمدينة القديمة، حيث سيُقام المشروع، ستستفيد من عملية إعادة إيواء في حي النسيم بمنطقة الحي الحسني، الذي بدوره سيعرف مشروع تطوير شامل في إطار هذا الورش الكبير.

وأضافت الرميلي أن تأثير “المحج الملكي” لن يقتصر على المدينة القديمة، بل سيمتد إلى أحياء واسعة مثل الحي المحمدي ودرب السلطان والحي الحسني، ما سيمنح الدار البيضاء فضاءات عصرية تضاهي كبريات المدن العالمية مثل نيويورك وبوسطن.

واستحضرت الرميلي تجارب سابقة في تهيئة المساحات الخضراء والمنتزهات بمختلف مقاطعات وعمالات المدينة، معتبرة أن هذه المشاريع مثلت قفزة نوعية في تعزيز البنية التحتية الترفيهية، مبرزة أن “المحج الملكي” يشكل طفرة حقيقية في المشهد الحضري، وفأل خير على ساكنة المدينة، مؤكدة أنه سيكون معلمة عمرانية ومعيشية جديدة تعزز جاذبية الدار البيضاء وطنياً ودولياً.

ولم تفوت العمدة الفرصة للتنويه بالدور الكبير لوزارة الداخلية في مواكبة جميع مراحل الإعداد، مبرزة حضور الوزير 'لفتيت' شخصياً لاجتماعات سابقة بالرباط، إضافة إلى انخراط شركة التنمية المحلية (سيديجي) كشريك أساسي في هذا المشروع الاستراتيجي.

وبذلك، يخطو مشروع “المحج الملكي” أولى خطواته الفعلية نحو التفعيل، في أفق أن يتحول إلى أيقونة حضرية جديدة تعكس طموح العاصمة الاقتصادية في أن تصبح متروبولاً بمواصفات عالمية.