وفد تجاري أمريكي يزور المغرب في ماي المقبل لتعزيز التعاون في الفلاحة والصناعات الغذائية

كشف سفير المغرب في الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العمراني، عن زيارة مرتقبة لبعثة تجارية أمريكية كبيرة للمغرب في مايو 2025، بهدف تعزيز التعاون في قطاع الزراعة والصناعات الغذائية، هذه الزيارة، التي تقودها أكثر من 15 ولاية أمريكية إلى جانب الوكالات الفيدرالية، تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لهذا القطاع الحيوي في الاقتصاد المغربي.

وأكد العمراني أن البعثة التجارية تهدف إلى تعزيز فرص تصدير المنتجات الزراعية والغذائية، مع التركيز على توسيع التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار، وأضاف العمراني عبر منصته في 'إكس': 'إن البعثة ستساهم في تقوية الروابط الاقتصادية مع الولايات المتحدة، ويؤكد الطرفان التزامهما المشترك في تعزيز هذا القطاع الهام'.

هذا، وتتسم العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة بالثبات والنمو المستمر، خاصة في مجالات التجارة والزراعة، وفي عام 2004، وقع البلدان اتفاقية التجارة الحرة التي دخلت حيز التنفيذ في 2006، ومنذ ذلك الحين، شهدت التجارة بين البلدين ارتفاعا كبيرا، ففي عام 2024، وصلت صادرات السلع الأمريكية إلى المغرب إلى 5.3 مليار دولار، بزيادة قدرها 37.3% مقارنة بالعام الذي قبله، مما يضع المغرب في المرتبة 46 بين أكبر أسواق التصدير للسلع الأمريكية.

وشهدت واردات الولايات المتحدة من المغرب زيادة ملحوظة بلغت 12.3% مقارنة بعام 2023، ليصل إجمالي الواردات إلى 1.9 مليار دولار، وهذه الزيادة تشير إلى تعميق العلاقات التجارية بين البلدين وتعكس أهمية المغرب كسوق استثماري واعد في المنطقة.

ويعد قطاع الزراعة والصناعات الغذائية من القطاعات الاستراتيجية في المغرب، يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي ويوفر العديد من الفرص الاقتصادية للمغاربة، كما أن هذا القطاع يولد أكثر من 17 مليار دولار سنويا من الإيرادات، ويخلق أكثر من 161,000 فرصة عمل.

ويشهد المغرب أزمة جفاف حادة أدت إلى انخفاض ملحوظ في إنتاج الحبوب الموسم الماضي بنسبة 43% مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ الإنتاج 3.11 مليون طن فقط، وهو ما يتعارض مع توقعات الحكومة التي كانت تعتمد على محصول يقدر بـ 7.5 مليون طن في حسابات النمو الاقتصادي.

ووفقا لبيانات المندوبية السامية للتخطيط الحكومية، ارتفع معدل البطالة في الأرياف من 6.3% إلى 6.8% في العام الماضي، وهو ما يعزى إلى الانتكاسة في الأنشطة الزراعية الرئيسية، بما في ذلك زراعة الحبوب والزيتون وتربية الماشية، في زيادة البطالة في المناطق الريفية.