اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
د. ولاء حافظ -
في مجال التغذية والصحة، تُعدّ شوربة البصل أكثر من مجرد طعم لذيذ، إنها مزيج من مضادات الأكسدة، ومركبات مضادة للالتهاب، ودعم مناعي شبه دوائي.
لطالما ارتبطت شوربة البصل بالراحة والدفء، ولكن هل تعلم أنها قد تخفي وراء طعمها صحة مذهلة؟ الدراسات الحديثة كشفت أن للبصل، وخاصة مستخلصة وشوربته، قوة تحوّلها إلى مكمّل غذائي طبي يعالج أمراضاً متعددة، منها أمراض الرئة، القلب، جهاز المناعة، وضبط السكر، وتكيس المبايض. لذا هذا يضفي عليها طابعاً صحياً أكثر يستلزم إضافتها في النظام الغذائي بانتظام. ويؤكد الخبراء مثل الدكتورة رند حامد، المتخصصة في الطب الصيني، وعضوة في جمعية الطب الصيني البريطانية، على دورها الفاعل ضد التهابات الجسم المسببة للأمراض المختلفة. وفي ما يلي أهم التأثيرات الصحية وفق الخبراء:
أولاً: تأثير ملحوظ في الرئتين
وفق مراجعة منشورة في مجلة Pharmaceutical Biology، يحتوي Allium cepa (البصل) على مركّبات تقاوم التهابات الرئتين، وتجفف البلغم الناتج عن الالتهابات، والمسبب لكثير من الأمراض. وفي دراسة على الفئران المصابة بالربو، أظهر مستخلص البصل تأثيراً واعداً، حيث قلل الانقباض القصبي، وخفض عدد الخلايا الالتهابية في المسالك الهوائية، وهو ما يعزز فكرة شوربة البصل كعلاج مساعد لهذا الداء.
ثانياً: مضاد للأكسدة ويحصّن القلب
البصل غني بفيتامين «سي» والمركّبات الفلافونويدية، ولا سيما الكيرسيتين (Quercetin)، الذي ثبت أنه يمنع تجمّع الصفائح الدموية والخثرة، مما يقلّل خطر الجلطات القلبية، ويحمي من تصلّب الشرايين.
ثالثاً: تقليل الأكسدة والالتهابات بالجسم
تُظهر دراسات أنّ مركبات البصل تخفّض مؤشرات الإجهاد التأكسدي مثل MDA، وتزيد من نشاط مضادات الأكسدة الذاتية مثل SOD وCAT، مما يجعلها مهمة في الوقاية من الأمراض المزمنة. كما تؤكد الدراسات، قدرتها على تقليل أكسدة الدهون. ومن هنا يعد البصل درعاً واقية لجهاز التنفّس، والقلب، وحتى الجهاز المناعي.
رابعاً: تعزيز المناعة
أظهرت الدراسات أن للبصل تأثيراً فعّالاً في إعادة توازن الجهاز المناعي، إذ يعمل على:
- خفض مستويات بعض المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم مثل IL-6 وIL-8، وهما نوعان من «الإنترلوكينات»، وهي بروتينات يفرزها الجسم عند حدوث التهابات، ارتفاعها يرتبط بأمراض مزمنة كالحساسية والربو.
- زيادة مستوى IFN-γ (الإنترفيرون غاما)، وهو بروتين مناعي يساعد على مقاومة الفيروسات وتنشيط خلايا الدفاع، ويؤدي دوراً رئيسياً في تقوية المناعة الفطرية والمكتسبة.
وبالتالي، فإن تناول شوربة البصل بانتظام يمكن أن يساعد في التخفيف من أعراض الربو، وتقليل تحسس الجهاز التنفسي، وتعزيز المناعة بطريقة طبيعية وآمنة.
خامساً: الوقاية من السرطان
البصل يُعتبر مصدراً ممتازاً للألياف، ويحتوي مركبات الكبريت والفلافونويد التي تعزز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وتحسّن صحة الجهاز الهضمي. كما يدعم احتمالية الوقاية من أنواع سرطانات الجهاز الهضمي.
◄ ما الذي يقوله الخبراء؟
توضح الدكتورة رند حامد، إن مادة «الكيرسيتين» الموجودة في البصل تملك قدرة رائعة على تثبيط الالتهابات الصدرية، مع دعم التوازن المناعي، مما يجعله علاجاً مساعداً من الدرجة الأولى لأمراض مثل الربو والالتهاب الشعبي بسبب قدرته الهائلة على تجفيف البلغم المتكون من الالتهابات والذي بدوره المتسبب في كثير من الأمراض وتكوين الحصاوي في الجسم.
كما تؤكد أن النظم الغذائية الغنية بالبصل والتوابل مثل الثوم تساهم في دعم صحة الرئة والقلب معاً.