اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
تقترب أسعار الزبدة في معظم أنحاء العالم من ذروتها التاريخية، من دون مؤشرات واضحة على انحسار هذه الموجة - بحسب تقرير لـ «بلومبرغ».
ويعود ذلك إلى مجموعة معقدة من العوامل، من بينها التحديات التي يواجهها مربو الأبقار في فرنسا إلى نيوزيلندا، وتغير أذواق المستهلكين الآسيويين التي ترفع وتيرة الطلب العالمي، بالإضافة إلى قرارات تجارية تتخذها شركات إنتاج الألبان لحماية هوامش أرباحها.
والنتيجة النهائية لذلك هي ضغوط إضافية على أسعار الأطعمة المفضلة لدى المستهلكين، وزيادة في تكلفة المطاعم وأعبائها المالية.
ففي قلب الدائرتين التاسعة والعاشرة بالعاصمة الفرنسية باريس، تعتمد مخابز «ماميشي» الشهيرة في صُنع معجناتها مثل الكرواسون و«بان أو شوكولا» على مكون أساسي يزداد ندرة يوماً بعد يوم، وهو الزبدة.
فالمورد الرئيسي للمخبز لم يعد قادراً على تأمين إمدادات منتظمة من زبدة التوريق الفرنسية، وهي زبدة مسطحة مخصصة لتحضير المعجنات. وهذا النقص دفع «ماميشي» إلى البحث عن مصادر بديلة لضمان استمرار الإنتاج، إلا أن ذلك يأتي مع أعباء مالية متزايدة.
ويشكل إنتاج أوروبا ونيوزيلندا حوالي 70% من صادرات الزبدة حول العالم. وقد دخلت هاتان المنطقتان عام 2025 بمخزونات متدنية بشكل غير مسبوق، وهو ما ساهم في دفع الأسعار نحو مستويات قياسية، بحسب ما أفادت به منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
وتعود جذور هذه الأزمة إلى عام 2022، حينما بلغت أسعار الحليب في أوروبا ذروتها نتيجة ضغوط التضخم وارتفاع تكاليف الوقود، مما أضر بالمزارعين، ودفع شركات تصنيع الألبان إلى البحث عن أفضل السبل لتعظيم الأرباح.
وفي الوقت الذي لم تعد فيه الزبدة أولوية لدى مصنعي الألبان، يزداد إقبال المستهلكين، لا سيما في آسيا، عليها.
ويُتوقع أن ينمو الاستهلاك العالمي للزبدة بنسبة 2.7% خلال عام 2025، متجاوزاً وتيرة الإنتاج، بحسب وزارة الزراعة الأميركية.
ففي الصين، قفز الطلب بنسبة 6% خلال عام واحد فقط. وفي تايوان، سجل الاستهلاك نمواً بنسبة 4% بين عامي 2024 و2025، بينما ارتفع في الهند، التي تُعد أكبر مستهلك عالمي، بنسبة 3%.
وفي السياق ذاته، يتناول المستهلكون في الغرب المزيد من الزبدة، التي كانت تُنبذ لسنوات باعتبارها غير صحية، وذلك في إطار محاولاتهم تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ضمن أنظمتهم الغذائية.
ولا يُتوقع أن ينعم المستهلكون بالراحة قريباً، إذ لا تزال أسعار الزبدة تتأثر بالصراعات العالمية واضطرابات سلاسل التوريد وحروب الرسوم الجمركية التي طالت السلع الأساسية الأخرى.