اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
عند تشخيص السرطان، يبدأ الكثيرون في البحث عن أنظمة غذائية «سحرية»، تساعدهم على الشفاء أو التخفيف من آثار العلاج. ولكن ما مدى صحة المعلومات المنتشرة؟
حول هذا الأمر، تقول نور العمر، اختصاصية التغذية العلاجية: هناك نوعان من الأنظمة الغذائية، التي يمكن استخدامها أو تجربتها، وهي:
1 - النظام الغذائي التكميلي: يُستخدم بجانب العلاج الطبي.
2 - النظام الغذائي البديل: يُستخدم بدلاً من العلاج الطبي، وغالباً ما يكون غير آمن.
وفي كلا الحالتين، لابد أولاً من أن يستشير المريض معالجه أو اختصاصي تغذية، حتى لا يعرض نفسه وصحته للخطر.
◄ أمان النظام الغذائي
أكدت الاختصاصية نور أنه من الضروري أن يعرف المريض إن كان النظام الغذائي، الذي ينوي تجربته موثوقاً، وقدمت نصائح للتحقق من ذلك، جاءت كما يلي:
• التحقق من المصدر، وهل تم تصميم النظام الغذائي من قبل طبيب أو جهة صحية.
• التأكد من وجود دراسات علمية تدعم أمان وفائدة هذا النظام.
• معرفة إن كان يُباع مع النظام منتجات معينة، فذلك سيشكك كثيراً في كون الهدف تجارياً.
• التحقق من أنه متوازن، لأن اتباع أي حمية تمنع تناول معظم الأطعمة لا يعتبر صحياً.
◄ 3 على المريض إبلاغهم
أشارت الاختصاصية نور إلى أن هناك ثلاثة أشخاص معنيين، عليهم معرفة إن قرر المريض اتباع نظام غذائي معين أو خاص:
1 - الطبيب المعالج.
2 - اختصاصي الأورام.
3 - اختصاصي تغذية علاجية مختص في السرطان.
وأضافت موضحة: تكمن أهمية إخطار هؤلاء الثلاثة باتباع المريض لحمية خاصة في ما يلي:
• بعض الأنظمة الغذائية قد تتداخل مع الأدوية أو العلاج.
• بعض الأنظمة الغذائية قد تسبب نقصاً غذائياً.
• تؤدي بعض الأنظمة الغذائية إلى فقدان كبير (وغير مقصود) في الوزن أو الكتلة العضلية.
خرافات غذائية
قالت الاختصاصية نور إن هناك خرافات ومعتقدات غذائية خاطئة تتعلق بالسرطان، وهي كما يلي:
1 - منتجات الألبان
◄ الخرافة: الحليب ومنتجاته من مسببات السرطان نتيجة لاحتوائها على الهرمونات.
- الحقيقة: لا أدلة تدعم هذا الاعتقاد. وبالعكس، توجد دراسات عدة تشير إلى فوائد بعض المكونات في الألبان مثل الكالسيوم وفيتامين D، لتأثيرها الواقي من بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي.
2 - الصويا
◄ الخرافة: الصويا تسبب السرطان لأنها تحتوي على مركبات تشبه الإستروجين.
- الحقيقة: تناول الصويا بشكله الطبيعي يعد آمناً، بل وقد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ولكن لا يُنصح باستخدام مكملات الصويا.
3 - السكر
◄ الخرافة: السكر يغذي الخلايا السرطانية.
- الحقيقة: كل خلايا الجسم، بما فيها السليمة، تستخدم السكر كمصدر للطاقة. وتقليل السكريات البسيطة مفيد للصحة العامة، ولكنه لا «يقطع» التغذية عن السرطان.
4 - النظام الكيتوني
◄ الخرافة: النظام الكيتوني يقلل (يقلص) من حجم الورم.
- الحقيقة: لا أدلة قوية مبنية على دراسات بشرية تدعم هذا الاعتقاد. كما قد يؤدي اتباع حمية الكيتو إلى فقدان الوزن بشكل مفرط، بالإضافة إلى صعوبة في الالتزام به. والبعض قد يعاني من الإمساك أو التعب والضعف.
5 - الصيام
◄ الخرافة: الصيام يزيد من فعالية جلسات العلاج الكيميائي للسرطان.
- الحقيقة: بعض الدراسات المبكرة تشير إلى فائدة محتملة، لكنها غير كافية. الصيام قد يكون خطراً على بعض المرضى، خاصة من يعانون من نقص الوزن أو أمراض مزمنة.
6 - المكملات الغذائية
◄ الخرافة: الفيتامينات والمكملات تقوي المناعة وتمنع عودة السرطان.
- الحقيقة: بعض المكملات (خاصة مضادات الأكسدة بجرعات عالية) قد تتداخل مع العلاج. لذا، من الضروري استشارة الطبيب دائماً قبل تناول أي مكمل غذائي. إلا أن تناول مكملات فيتامين «د» مفيد، ولكن بشرط أن يكون بجرعة مناسبة.
7 - الكركم
◄ الخرافة: الكركم يمنع أو يعالج السرطان.
- الحقيقة: المادة الفعالة في الكركم هي الكركمين وتعرف بخصائصها المفيدة، لكن امتصاصها في الجسم ضعيف. وطبعاً إن استخدامه في الطعام أمر مفيد ولذيذ، ولكن لا يُنصح بتناوله كمكمل غذائي بجرعات عالية من دون استشارة طبية.
8 - البروبيوتيك
◄ الخرافة: البروبيوتيك يعزز المناعة ويمنع السرطان.
- الحقيقة: الدراسات حول هذا الموضوع غير كافية. وفي بعض الحالات، لا يُنصح بها، خصوصاً لمن لديهم ضعف في المناعة. ويمكن تناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي أو الكيمتشي ضمن نظام غذائي متوازن.
9 - النظام القلوي
◄ الخرافة: الأطعمة القلوية تغير حموضة الدم وتقتل الخلايا السرطانية.
- الحقيقة: لا يمكن تغيير درجة حموضة الدم من خلال الطعام، لأن الجسم ينظمها بدقة. ولا أدلة علمية تثبت أن هذا النظام يعالج السرطان.
كيف تميّز بين الحقيقة والخرافة؟
قالت الاختصاصية نور إنه للتمييز بين الحقيقة والخرافة على المريض اتباع ما يلي:
• اقرأ من مصادر موثوقة.
• اسأل طبيبك أو اختصاصي تغذية.
• تجنب الحميات القاسية والمبنية على القصص الفردية.
• إذا شعرت بالحيرة، لا تتردد في طلب المشورة من المتخصصين.
وأضافت: «تذكّر أن فقدان الوزن المفرط نتيجة للخوف أو القيود الغذائية المفرطة، قد يكون أكثر ضرراً من أي نوع طعام أو خرافة غذائية. فهذا الفقدان قد يؤدي إلى سوء تغذية وضعف في الكتلة العضلية (الساركوبينيا)، والتدهور العام في الصحة، بل وقد يكون مهدداً للحياة. لذلك، فإن التوازن الغذائي والمرونة أهم بكثير من تجنب أطعمة بعينها من دون دليل علمي. وتذكّر أن الصحة لا تعتمد على تجنب طعام معين، بل على تناول تغذية سليمة ومتابعة طبية واعية».
5 نصائح للتعامل مع عدم تحمل اللاكتوز
قد يعاني بعض مرضى السرطان من عدم تحمل اللاكتوز بعد العلاج، خاصة بعد العلاج الإشعاعي أو الجراحة أو استخدام المضادات الحيوية، مما يؤدي إلى المعاناة من أعراض تشمل: الانتفاخ، الغازات، التقلصات والإسهال. وتنصح الاختصاصية نور بالإرشادات التالية للتعامل مع هذه الحالة:
1 - اختر منتجات مكتوب عليها «خالية من اللاكتوز».
2 - جرب بدائل الحليب مثل: مشروب الصويا، الشوفان، اللوز، أو الأرز المدعم بالكالسيوم وB12.
3 - تناول الأجبان الصلبة الصفراء مثل الشيدر أو الزبادي اليوناني، لأنها تحتوي على لاكتوز أقل.
4 - استشر الطبيب بشأن تناول مكملات «اللاكتيز»، وهو الإنزيم المسؤول عن هضم اللاكتوز.
5 - تحدث مع اختصاصي تغذية علاجية متخصص بالسرطان للحصول على خطة غذائية مناسبة.
