اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
كأي قرار حكومي في قضايا التعليم والصحة والإسكان والمرور وغيرها من القرارات، جاء قرار «فيزا الكويت» ليعطي الضوء الاخضر بالمنافذ لزيارتنا، منفردا كان او عائليا حتى الدرجة الرابعة.
هذا القرار كغيره من القرارات واجه تباينا بين التأييد، خاصة من الذين كانوا ينتظرونه منذ عقود زمنية وهللوا بميلاده السعيد، وبين من يعارضه ويتحفظ عليه، وللجانبين رأيه، خاصة الجانب الاول الذي ينظر إلى مصحلته وأمنياته بزيارة الكويت، وهو حلم كان ينتظره ويتمناه وتحقق بقرار اتمنى ألا يكون غدا عبئا على كل خدماتنا المختلفة وهروبا او اختفاء عن المغادرة وبعدها نقول: انخشوا وين ندورهم؟!
لست عنصريا في قضية الزيارات السياحية، وقلب الكويت مفتوح لكل شريف عربيا كان ام اجنبيا، لكن الحذر من فتح هذا الباب والخوف من تداعياته يجعل الواحد يضع يده على قلبه لأسباب، منها ان القادم للزيارة لا يحمل شهادة «جنائية»، وعدم وجودها يفتح الباب للزين والشين للزيارة، خاصة أننا نقرأ الكثير من قضايا المخدرات وغيرها، فكيف يكون الحال بالزيارات السياحية؟
الجانب الآخر، هل لدينا مطار يستوعب جيوش القادمين للسياحة؟ وكان الله في عون رجال الامن والجمارك على ما سيواجهون من محاولات تهريب وتزوير وغيره، ثم اي سياحة عندنا؟ هل هي في مدن الألعاب التي تملأ المحافظات او في شواطئ الترفيه العائلي التي لا يملها السائح الزائر؟ لا ادري! واذا كنا ننظر إلى الجانب الاقتصادي فلماذا فتحنا الباب امام شركات الطيران تدخل في منافسة مع «الكويتية» في «استيراد» الزوار السياح وعدم حصرها بالكويتية دعما لاقتصادنا؟ أضف إلى ذلك علينا ألا نفرح بسكن هؤلاء بالفنادق فمعظمهم مع سكن أقاربهم بالكويت، والعزاب مع جماعتهم في خيطان ودولة جليب الشيوخ والفروانية، وغير تلك المناطق، فأين دعم الاقتصاد؟
ويبقى السؤال الاهم لماذا اقارب الدرجة الرابعة؟ ومن يضمن هذه القربى؟ هل نحن بحاجة لزيادة القادمين الينا بتزوير الاقامة الخليجية؟ ولماذا اقامة خليجية لستة اشهر ويكفي ان التزوير هنا وارد وسهل وتذكروا تزوير الجنسية وهو الاصعب بالتأكيد؟ ثم لماذا ستة اشهر زيارة سياحية للكويت؟ هل هي فترة للبحث عن عمل؟ رغم ان دول اوروبا وغيرها لا تعطيك سوى شهرين وربما ثلاثة وبعدها «شيل شلايلك» وغادر وارجع إذا أردت الاسئلة كثيرة حول سالفة فيزا الكويت، خاصة الذين يحصلون على واسطة عمل ببركات هامور بدلا من الزيارة، كل شي وارد، وكان الله في عوننا، واخشى ان نقول باكر: «بغيناها طرب صارت نشب».
نغزة
قرار وزارة الصحة الخاص بعدم تقديم خدمات علاجية لزوار فيزا السياحة مطلوب حتى لا تزدحم المراكز الطبية بأعداد يعجز عن مواجهتها الطاقم الطبي، لكن الخوف من علاج خلف الستارة لزائر يدخل العيادة من «الدريشة» باعتباره قريب الطبيب، تحت شعار «الاقربون اولى بالعلاج»... طال عمرك.
يوسف الشهاب