اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الشاهد الوحيد الباقي على قيد الحياة في «شارع بلس» وأمام مبنى الجامعة الأميركية في بيروت فيليب سفر «شيخ المزينين» الذي لا يزال يمارس مهنته كحلاق بعد أن تجاوز ال 90 عاماً.صاحب وجه بشوش، كأنه شاب في العشرين من عمره، يقف أمامك ويتحدث عن وقائع تاريخية وأسماء مرت عليه دون أن يخطئ في اسم أو توقيت.كل يوم يصل إلى محل «صالون سفر» وهو الذي ورثه عن والده عندما افتتحه عام 1930 ولم يكن مخصصاً فقط للرجال بل للنساء أيضاً. كان والده يعزف الموسيقى ويسكن منطقة «رأس بيروت»، ويأتي أصدقاؤه إلى الصالون وكل واحد يمسك آلته الموسيقية، يتجمعون حول بعضهم بما يشبه الفرقة الموسيقية للغناء والطرب.فيليب المولود عام 1935 تسلم المهنة وأدار الصالون بدءاً من عام 1950، حينها ذهب إلى فرنسا ودرس هناك ثم عاد إلى بيروت.جلس على الكرسي الجانبي في غرفة الصالون التي تتوزع فيها كراسي وأدوات قديمة تحاكي أزمنة غابرة تضفي «الزينة» على المحل، بحيث باتت أقرب إلى «المتحف» منه إلى «الصالون» المودرن، وفوق رأسه مجموعة أعلام لدول أجنبية، وهي الصورة المحببة إلى نفسه. فقد كانت مباني معظم السفارات في الخمسينيات بنفس المنطقة، وهؤلاء السفراء يأتون إليه كزبائن، وبعد انتهاء قص الشعر يهدون إليه علم بلدهم، وهكذا تجمعت لديه عشرات الأعلام، وهي رمز للصداقة والمحبة.
الشاهد الوحيد الباقي على قيد الحياة في «شارع بلس» وأمام مبنى الجامعة الأميركية في بيروت فيليب سفر «شيخ المزينين» الذي لا يزال يمارس مهنته كحلاق بعد أن تجاوز ال 90 عاماً.
صاحب وجه بشوش، كأنه شاب في العشرين من عمره، يقف أمامك ويتحدث عن وقائع تاريخية وأسماء مرت عليه دون أن يخطئ في اسم أو توقيت.
كل يوم يصل إلى محل «صالون سفر» وهو الذي ورثه عن والده عندما افتتحه عام 1930 ولم يكن مخصصاً فقط للرجال بل للنساء أيضاً.
كان والده يعزف الموسيقى ويسكن منطقة «رأس بيروت»، ويأتي أصدقاؤه إلى الصالون وكل واحد يمسك آلته الموسيقية، يتجمعون حول بعضهم بما يشبه الفرقة الموسيقية للغناء والطرب.
فيليب المولود عام 1935 تسلم المهنة وأدار الصالون بدءاً من عام 1950، حينها ذهب إلى فرنسا ودرس هناك ثم عاد إلى بيروت.
جلس على الكرسي الجانبي في غرفة الصالون التي تتوزع فيها كراسي وأدوات قديمة تحاكي أزمنة غابرة تضفي «الزينة» على المحل، بحيث باتت أقرب إلى «المتحف» منه إلى «الصالون» المودرن، وفوق رأسه مجموعة أعلام لدول أجنبية، وهي الصورة المحببة إلى نفسه. فقد كانت مباني معظم السفارات في الخمسينيات بنفس المنطقة، وهؤلاء السفراء يأتون إليه كزبائن، وبعد انتهاء قص الشعر يهدون إليه علم بلدهم، وهكذا تجمعت لديه عشرات الأعلام، وهي رمز للصداقة والمحبة.
عن قصة المحل يقول «والد جدي يعمل في البناء، شارك في بناء الجامعة الأميركية وكان يسكن فيها، وهي تطل على حي يمين المريسة مقابل البحر، وفي إحدى المرات كانت المراكب (الشراع الكبيرة) تأتي إلى هنا محملة بالبطيخ فيتجمع حولها والدي والأصدقاء ويرسلون صوتاً مشتركاً لصاحب الشراع (عومها ياريس) أي أوقف الشراع ووزع علينا البطيخ الذي يطفو على سطح مياه البحر ثم يهرعون سباحة لالتقاطها».
التكنولوجيا الحديثة وصلت إليه متأخرة، لذلك تراه حراً من حمل جهاز هاتف الآيفون، بل بقي منسجماً مع تاريخه والتعامل مع تليفون أرضي.
يتمتع بصحة جيدة، ويتردد أحياناً على طبيب العيون، وبعد أخذ ورد يداعب الطبيب باستدعائه إلى الصالون وهناك يقوم بفحصه واختبار النظر لديه... للتأكيد على مهارته بالحلاقة ودقة بصره الذي لا يخطئ.
وقف أمام لوحة فيها عدة صور وأشار بيده قائلاً: هذا نواف سلام رئيس الوزراء يحمل ابنه عبدالله على كتفيه فهو من زبائن المحل، ومن سكان رأس بيروت. ويحتفظ بقصاصات صحافية عن حفل الزواج المدني لعبدالله نواف سلام في قصر بسترس عام 2019.
يعدد أسماء الزبائن الذين يحتفظ بصور تجمعه بهم ومنهم رئيس الجامعة الأميركية الحالي السيد فضلو خوري والمواظب حتى اليوم على الجلوس على كرسي الحلاقة في صالونه والذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مبنى الجامعة.
يتذكر كيف كان ميشال عفلق يتردد عليه بالصالون عندما كان يدرس بالجامعة وعندما هرب إلى العرق والتجأ هناك إثر صدور حكم بالإعدام بحقه في سورية. وذكر أن من زبائنه د. عصام نعمان وبيتر دولمان أحد الأساتذة الأميركان والمولودين في رأس بيروت، ود. أحمد الخطيب وراشد الراشد.
شهرته تعدت «شارع بلس» BLESS وباتت الصحف والتلفزيونات والسوشيال ميديا تتناقل أخباره، ولا يمر يوم إلا ويدخل محله المتواضع شخصية عربية أو أجنبية زائرة.
اهتم بتربية وتعليم أبنائه (ولدين وبنت) ومنهم من درس بالأميركية وصاروا من المتميزين في حياتهم الوظيفية وكل ذلك من وراء علمه بصالون الحلاقة.


































