اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
في حدث يستمر شهراً، فتح «غاليري ضي» بضاحية الزمالك في القاهرة أبوابه لاستقبال النسخة السادسة من معرض «مبدعون خالدون»، الذي يعد واحة فنية تستعيد إرثاً تشكيلياً غنياً لأكثر من 100 فنان مصري وعربي. وهذا الحدث الفني الذي يشهد مشاركة أعمال بعضها يعرض للجمهور للمرة الأولى، ليس مجرد عرض فني عابر، بل رحلة عبر الزمن تُحيي ذكرى رواد الحركة التشكيلية المصرية، وتكشف تنوع إبداعاتهم التي شكلت ملامح الفن الحديث.
تبرز في هذه الدورة الجديدة أعمال الفنان حسن سليمان، أحد أعمدة الحركة التشكيلية المصرية، إلى جانب أجنحة خاصة لرموز رحلوا عن عالمنا لكن فنهم بقي خالداً، مثل عز الدين نجيب، ومصطفى الفقي، وعصمت داوساشي، وحلمي التوني، وفرغلي عبدالحفيظ.
كما يسلط المعرض الضوء على إنجازات فنانين آخرين مثل سيد عبدالرسول، الذي يُعرض معظم أعماله الخزفية النادرة، وعبدالمنعم مطاوع، وجمال المرسي، وخلف طايع، إضافة إلى أعمال لنجوم مثل إنجي أفلاطون، وصلاح طاهر، ومحمود أبو المجد، الذين تركوا بصمات لا تُنسى.
... وجانب آخر من اللوحات
ولا يقتصر المعرض على الأسماء المصرية فحسب، بل يمتد ليشمل ثلاثة فنانين سعوديين راحلين عشقوا مصر وتركوا فيها إرثا فنياً، هم: فهد الحجيلان، وسمير الدهام، وعبدالله نواوي.
وفي حديقة الغاليري الخارجية، يجد الزائرون أنفسهم أمام منحوتات لكبار النحاتين المصريين مثل محمد رزق، ومصطفى متولي، وعبدالحميد حمدي، الذين حوّلوا الحجر إلى حكايات فنية بديعة تخاطب الروح.
رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة، الفنان أحمد نوار، وصف المعرض بأنه «تاريخ غير مسبوق» للحركة التشكيلية، لافتاً إلى أهميته الفنية والثقافية والتاريخية. وأكد أن «مبدعون خالدون» يمثل نموذجاً للوفاء تجاه الفنانين الكبار، ودعا قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية إلى توثيق هذه الأعمال التي تُشكّل جزءاً أساسياً من التراث الفني المصري.
نجيب: المعرض يدعم الذاكرة التشكيلية المصرية
وصف الناقد عزالدين نجيب المعرض بأنه «يمثل حالة وفاء للمبدعين، ويدعم الذاكرة التشكيلية المصرية العميقة الممتدة مثل نهر النيل، والممتلئة بجينات إبداعية متوارثة لدى أطفال كل المصريين، لا يتوقف توالدها جيلاً بعد جيل، لكن نسبة منها قليلة جداً هي التي تجد الرعاية والتشجيع في سن الطفولة والمراهقة، فتواصل تدريب مواهبها بالدراسة والصقل، ويُسفر الكثير منها عن عبقريات فذة، قد لا نعرف منها إلا ما يساوي قمة جبل الجليد العائم الذي يختفي معظمه تحت سطح البحر».
ويؤكد في كتاباته عن الدورات السابقة للمعرض: «100 فنان يمكنهم تحريك جبال الصمت والتجاهل والنسيان في حياتنا الثقافية، وقد تغبطنا عليهم - بمعيار الحضارة والإبداع - بلاد تغدق الأموال والاهتمام والرعاية على فنانيها، وتفخر بوجود تراثهم على أرضها، وهم نابعون من أرضها وهبوا حياتهم للفن، وألف عمل يبلغ مستوى الكثير منها أعمال الفن العالمي الحديث بكل من الغرب والشرق».