سفيرة الاتحاد الأوروبي لـ القبس: موقف أوروبي موحَّد لحل قضية فلسطين

أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت آن كويستينن وجود تواصل مستمر ودائم بين الاتحاد الأوروبي و دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت، لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بما يشمل القضية الفلسطينية.

وأشادت كويستينن في تصريح لـ القبس بالدور الريادي للكويت، لما تمتلكه من خلفية راسخة في مجال الوساطة الإقليمية، مؤكدة أن الكويت داعم قوي لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ التعددية، ما يؤهلها للقيام بدور محوري في هذا السياق الحيوي.

وأشارت إلى أن هناك إمكانية لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والكويت في مواجهة الأزمة الإنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار في غزة، فكلا الطرفين يشتركان في الالتزام بتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

شراكة وتعاون

وأضافت: «من خلال توظيف قدراتنا ومواردنا المشتركة، يمكننا العمل معاً لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بكفاءة وفعالية، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يثمن شراكته مع الكويت، وهو منفتح على استكشاف مبادرات إنسانية مشتركة في غزة، كما ظهر خلال زيارة المدير العام للمفوضية الأوروبية لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية، ماتشي بوبوفسكي، في وقت سابق من هذا العام».

وبينت أن المفوضية الأوروبية خصصت دعماً إضافياً للشعب الفلسطيني بلغ مجموعه 202 مليون يورو لمصلحة الأونروا، وفي إطار البرنامج الشامل ومتعدد السنوات للتعافي وبناء الصمود في فلسطين، مثنية على الدور الهام والمحوري الذي تقوم به الكويت في دعم الشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال الأونروا.

وبخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه دول مثل الكويت في دعم الرؤية الأوروبية لحل الدولتين، قالت كويستينن: «باعتبارها عضواً مرموقاً في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، ولها سجل في جهود الوساطة الإقليمية، يمكن للكويت أن تسهم في تسهيل الحوار وتعزيز الوحدة العربية دعماً لمبادرات السلام المتوافقة مع حل الدولتين، وذلك استناداً إلى مبادرة السلام العربية».

وأضافت: «ويمكن للكويت والاتحاد الأوروبي أيضاً توسيع نطاق تعاونهما واستكشاف فرص الاستثمار المشترك في مشاريع تنموية في فلسطين، وتقديم مساعدات تنموية لبناء واستدامة البنية التحتية والمؤسسات الفلسطينية، وهي عناصر أساسية لقيام دولة مستقلة وقابلة للحياة».

نهج موحَّد

وحول موقف الاتحاد الأوروبي من الاعتراف بدولة فلسطين وعما إذا كان هناك نهج موحد بين الدول الاعضاء، قالت كويستينن: «يبقى الاتحاد الأوروبي ملتزماً التزاماً راسخاً بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط من خلال حل الدولتين».

وأشارت إلى أن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين تُعد قراراً سيادياً لكل دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما يحترم استقلالية قراراتها في السياسة الخارجية، منوهة بأن اتخاذ قرارات السياسة الخارجية الرسمية للاتحاد الأوروبي يتطلب إجماع الدول الأعضاء الـ27.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر مزوّد للمساعدات الخارجية للفلسطينيين، وقد أكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كايا كالاس، مراراً أن قتل المدنيين أثناء بحثهم عن المساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه، وأن جميع الخيارات تظل مطروحة إذا لم تفِ إسرائيل بتعهداتها، بما في ذلك الخيارات التي قدمتها للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

بناء القدرات

وتابعت: «وانطلاقاً من هدف حل الدولتين، تسعى جهود الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز السيطرة الفلسطينية، وبناء القدرات وتحقيق الحكم الذاتي استعداداً لإقامة الدولة، كما يدعم الاتحاد الأوروبي جهود تعزيز الشفافية والمساءلة لدى السلطة الفلسطينية، بهدف تقوية دورها وتعزيز مصداقيتها.

وحول موقف الاتحاد الأوروبي من الخطوات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا واسبانيا وإيرلندا للاعتراف بدولة فلسطين، ذكرت كويستينن: «يعترف الاتحاد الأوروبي بالخطوات التي اتخذتها بعض الدول الأعضاء، لكنها قرارات وطنية مستقلة وليست جزءاً من سياسة منسقة على مستوى الاتحاد».

واعتبرت أن إعلان فرنسا، أخيراً، اعترافها بدولة فلسطين هو قرار سيادي، مشيرة إلى أن آلية اتخاذ القرار داخل الاتحاد الأوروبي تختلف، إذ إنها تتطلب إجماع الدول الأعضاء الـ27.

حل الدولتين

وعما إذا كانت هناك نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي لاعتماد موقف موحد بشأن حل الدولتين، خاصة في ظل التوترات الحالية في الأراضي الفلسطينية، أجابت: «يوجد بالفعل موقف موحد للاتحاد الأوروبي في دعم حل الدولتين، وهو موقف يعود إلى «إعلان البندقية» عام 1980»، مضيفة: «وفي 26 يونيو من هذا العام، جدد المجلس الأوروبي تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بتحقيق سلام دائم ومستدام يقوم على حل الدولتين».

4 تأكيدات أوروبية

1- تعزيز الشراكة مع الكويت في جميع المجالات

2- تنسيق مشترك لتخفيف معاناة المدنيين في غزة

3- توسيع نطاق التعاون واستكشاف فرص الاستثمار المشترك

4- الالتزام الراسخ بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط

دعم التسوية السلمية لقضية فلسطين

أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد مستعد للمساهمة في جميع الجهود الرامية إلى التسوية السلمية لقضية فلسطين، ويدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تقوض فرص تحقيقه.وأضافت: «كما سيواصل الاتحاد العمل مع شركائه الإقليميين والدوليين لتحقيق هذا الهدف، وسيواصل دعمه للسلطة الفلسطينية وبرنامجها الإصلاحي».

وتابعت: «وفي هذا السياق، يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى الجهود الدولية من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين».