اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
في أمسيةٍ تماهى فيها الشعر مع الضوء، والعاطفة مع الحروف، دشّنت الشاعرة أفراح مبارك الصباح ديوانها الجديد «صندوق»، الصادر عن دار كلمات للنشر والتوزيع، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، في منصة التوقيعات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، حيث انعقد المعرض هذا العام تحت شعار «الرياض تقرأ». كان ذلك مساء الخميس 9 أكتوبر، حين تجلّت لحظة الشعر في أبهى صورها، وسط حضورٍ لافت من المثقفين والإعلاميين وعشّاق الأدب.
استقبل الشاعرة في حفل التدشين المدير العام للنشر في هيئة الأدب والنشر والترجمة، بسام البسام، وعدد من المسؤولين إلى جانب نخبة من المهتمين بالشعر والفكر، حيث يُعدّ هذا التدشين أول حضور للشاعرة أفراح الصباح في المشهد الثقافي السعودي، بعد سلسلة من المشاركات الخليجية والعربية التي أثرت من خلالها الحركة الشعرية المعاصرة.
محفل ثقافي
وأعربت أفراح الصباح عن سعادتها بلقاء القرّاء ومحبي الأدب في هذا المحفل الثقافي العربي الكبير، مشيرةً إلى أن «صندوق» يشكّل تجربة شعرية جديدة في مسيرتها، إذ تمزج فيه بين الوجدان الشخصي والرؤية الإنسانية، وتنسج قصائدها بخيوط من التأمل والحنين واستحضار التفاصيل اليومية بلغةٍ رشيقةٍ وإيقاعٍ حديثٍ يُجسّد هويتها الشعرية الخاصة، مضيفة ان «كل قصيدة في الصندوق نافذة على روح، ووشوشةٌ من زمنٍ مضى لكنها لا تزال تنبض في الذاكرة».
حلة جديدة
ويأتي ديوان «صندوق» الذي صدر بحلة جديدة كثاني ديوان في مسيرتها الشعرية بعد إصدارها الأول «عويل لصمت لا يسمع» الذي حظي باهتمام نقدي واسع وديوانها الثالث «شغف أزرق» الذي ترجم إلى اللغة الإنكليزية عقب صدوره، في تأكيد على الحضور الأدبي الذي تحقق للشاعرة على الساحتين العربية والعالمية، ما يعكس الاهتمام المتزايد بأعمالها، ويؤكد أن صوتها الشعري يتجاوز الحدود ليخاطب الإنسان أينما كان.
لغة موسيقية
ويمثّل «صندوق» تحولاً نوعياً في تجربة أفراح الصباح الشعرية، إذ تبحر فيه في عوالم إنسانية أكثر رحابة، وتلامس عبر نصوصها هموم الإنسان وأسئلته الوجودية بلغةٍ موسيقيةٍ تُزاوج بين الشجن والحكمة، وكأنّها تفتح صندوقها لا لتُخفي الأسرار، بل لتُنثرها نجوماً في سماء القصيدة.
وتأتي هذه الإطلالة ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية، التي تُكرّس للحوار الثقافي بين التجارب الخليجية والعربية، وتحتفي بالتنوّع الإبداعي الذي يجمع بين الأجيال والأصوات المختلفة في فضاء واحد من الجمال والمعرفة.
صوت الحياة
تجربة أفراح مبارك الصباح تُعتبر إضافة متميزة للمشهد الشعري الخليجي، إذ تتسم كتاباتها بالصدق والشفافية والتعبير العميق عن الذات الإنسانية، فهي لا تكتب من مسافة، بل من قلب التجربة، ومن مناطق الوجع والأمل والدهشة، لتُعيد إلى الشعر وظيفته الأولى: أن يكون مرآةً للروح وصوتاً للحياة.
وقد نشأت الشاعرة في بيئة ثقافية غنية تركت أثرها الواضح على لغتها وحساسيتها الفنية، فوالدها الشيخ مبارك العبدالله الجابر، مثقف نوعي معروف في الأوساط الفكرية، وكان مصدر إلهام وتحفيز رئيسي لها، بينما يشكّل جدها الأكبر الشيخ عبدالله الجابر، أول وزير معارف في الكويت وأول من ترأس نادياً أدبياً كويتياً كما أنه شخصية تربوية وثقافية بارزة، يعد أحد الجذور الراسخة في إرثها الإبداعي. من هذه البيئة نهلت أفراح حبّ الكلمة، وتعلّمت مسؤولية الحرف وجمالية القصيدة.
العالم الشعري
ولا تقف موهبة أفراح عند الشعر فحسب، بل تمتد إلى عالم الموسيقى، إذ تُجيد العزف على آلتي القانون والعود، وتعتبر أن «العالم الشعري لا يكتمل إلا إذا دُوِّن على نوتة موسيقية»، فهي ترى القصيدة لحناً قبل أن تكون نصاَ، وإيقاعاً قبل أن تُصبح معنى، لذا، تبدو لغتها مموسقة بالفطرة، مشحونة بنغمة داخلية تمنحها تفرّداً في المشهد الأدبي الخليجي.