زيت الزيتون.. الإفراط في تناوله يرفع الدهون الثلاثية

ريم قاسم

يعتبر زيت الزيتون، وخصوصاً زيت الزيتون البكر الممتاز المعصور على البارد، مفيداً للقلب، فهو يخفض الكوليسترول الضار، ويرفع الكوليسترول النافع، ويحمي الشرايين ويحارب الالتهابات، لكن احذروا من الكمية، فإن تم استهلاكه بكميات زائدة، يمكن أن يزيد من الدهون الثلاثية.

وتقول خبيرة التغذية آن غيو، في مقابلة مع مجلة Sante الفرنسية، إن زيت الزيتون ممتاز لصحة الشرايين، فهو غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، وخصوصاً حمض الأوليك والمركبات المضادة للأكسدة، التي لها تأثير وقائي على الجهاز القلبي الوعائي، كما يقلل من مستوى الكوليسترول الضار، ولكن له فوائد أخرى:

1 - مضاد للالتهابات

يلعب الالتهاب المزمن دوراً رئيسياً في تصلب الشرايين وانسدادها. ويحتوي زيت الزيتون على نسبة عالية من البوليفينول، وهي مضادات أكسدة طبيعية، تعمل على تقليل الالتهابات، وتحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي في شيخوخة الأوعية الدموية.

2 - يحسّن مرونة الشرايين

أظهرت دراسة، نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن تناول زيت الزيتون يحسّن وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وهي قدرة الشرايين على التمدد والتكيف مع التغيرات في تدفق الدم، ويؤدي هذا إلى خفض ضغط الدم، ويمنع تصلّب الأوعية الدموية.

3 - تعزيز سيولة الدم

ولزيت الزيتون تأثير مفيد على تخثّر الدم، حيث يقلل من تراكم الصفائح الدموية. وهذا يعني انخفاض خطر تكوّن جلطات الدم، التي يمكن أن تسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

◄ هل يزيد زيت الزيتون الدهون الثلاثية؟

يمكن أن تزيد الدهون الثلاثية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب البنكرياس، عندما تكون موجودة بشكل زائد، لذلك فإن الإفراط في تناول زيت الزيتون يمكن أن يرفع مستويات الدهون الثلاثية في الدم (كما هو الحال مع أي مصدر للدهون الزائدة)، ولكن أظهرت العديد من الدراسات أن استهلاكه باعتدال، كجزء من نظام غذائي متوازن، لا يؤثر بشكل مباشر على مستويات الدهون الثلاثية.

◄ أفضل أنواع زيت الزيتون

ليست كل زيوت الزيتون متشابهة، إذ من من المهم اتخاذ الاختيارات الصحيحة عند المعاناة من ارتفاع الكوليسترول.

ويُفضّل استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز المعصور على البارد، فهو يُستخرج في درجة حرارة الغرفة، مما يضمن الحفاظ على العناصر الغذائية الأساسية بشكل أفضل، بما في ذلك البوليفينولات والأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة للقلب.

◄ تجنّب زيت الزيتون المكرر

لقد خضع زيت الزيتون المكرر لمعالجات حرارية وكيميائية، مما أدى إلى انخفاض كبير في محتواه من مضادات الأكسدة والبوليفينول، كما أنه أقل فعالية في خفض مستوى الكوليسترول السيئ وحماية الشرايين.

◄ الزيوت المفيدة

هناك الكثير من الزيوت المفيدة للقلب، وفيما يلي أبرزها:

• زيت بذور اللفت.

• زيت بذر الكتان.

• زيت الجوز.

• زيت دوار الشمس (غير المكرر).

◄ تجنب الزيوت الغنية بالدهون المشبعة

تحتوي بعض الزيوت على نسبة عالية من الدهون المشبعة، مثل زيت النخيل أو زيت جوز الهند، ذلك أنها يمكن أن تزيد من نسبة الكوليسترول السيئ. لذلك لا ينصح باستخدامها إذا كنت تراقب مستويات الكوليسترول لديك.

باختصار، يعتبر زيت الزيتون حليفاً حقيقياً لصحة القلب والأوعية الدموية، ولكن يجب دمجه في نظام غذائي متنوع ونمط حياة صحي ليكون فعّالاً.

طريقة الاستخدام

ستساعدك هذه النصائح العملية القليلة على دمج زيت الزيتون في نظامك الغذائي مع ارتفاع نسبة الكوليسترول في دمك:

• الاعتدال

يعتبر زيت الزيتون غنياً بالدهون الصحية، ولكنها تبقى مواد دهنية، وبالتالي فهو يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية.

وتوصي خبيرة التغذية بعدم تجاوز 2 إلى 3 ملاعق كبيرة يومياً بالنسبة للبالغين الأصحاء. فهذه الكمية المعقولة سوف تسمح لك بالاستمتاع بفوائدها من دون المخاطرة بتناول سعرات حرارية زائدة قد تضر بإدارة وزنك وصحتك القلبية والأوعية الدموية.

• استبدال الدهون المشبعة

إحدى أفضل الطرق لاستخدام زيت الزيتون لخفض الكوليسترول هي استبدال الدهون المشبعة (الزبدة والسمن واللحوم المعالجة واللحوم الدهنية) بزيت الزيتون في نظامك الغذائي اليومي.

• إضافة زيت الزيتون إلى الأطباق النيئة

يعتبر زيت الزيتون مفيداً بشكل خاص عند استخدامه نيئاً أو كتوابل للسلطات أو الخضروات المشوية أو حتى المعكرونة.

وبهذه الطريقة، فإنه يحتفظ بجميع خصائصه المضادة للأكسدة والدهون الصحية، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب وحماية الشرايين.

• استخدام درجة حرارة معتدلة عند الطبخ

من الأفضل استخدام زيت الزيتون على درجة حرارة معتدلة (أقل من 180 درجة مئوية).

وتُحذّر آن غيو قائلةً: «إن الطهو على درجات حرارة عالية، كتلك المستخدمة في القلي، قد يُفقد زيت الزيتون بعض فوائده، لذلك يُفضّل الطهو على نار متوسطة أو منخفضة».