كيف تعمل الكويت والصين على تعزيز شراكتهما العسكرية؟

طه العاني - الخليج أونلاين

ما أبرز مشروع صناعي دفاعي مشترك حالياً؟

مصنع ذخيرة كويتي - صيني يُتوقع افتتاحه قريباً.

متى بدأ التعاون العسكري بين البلدين؟

منذ توقيع مذكرة تفاهم في عام 1995.

تتجه العلاقات بين بكين والكويت نحو شراكة عسكرية أعمق، تتجسد في مشروعات صناعية وبرامج تدريب متواصل بين الجيشين، في إطار استراتيجية كويتية لتنويع مصادر التسليح وبناء قدرات دفاعية محلية.

وفي إطار ذلك أعلنت وزارة الدفاع الكويتية أنها تنفذ حزمة مشروعات مشتركة مع الجانب الصيني، في مقدمتها إنشاء مصنع لإنتاج الذخيرة الخفيفة والمتوسطة، والمتوقع افتتاحه قريباً، ويعد هذا المشروع أحد أبرز ملامح التعاون الصناعي الدفاعي بين البلدين.

كما أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ عبد الله مشعل الصباح، على هامش مشاركته في احتفال الذكرى الـ98 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، في 28 يوليو 2025، أن 'برامج التدريب المشترك بين الجيشين الكويتي والصيني مستمرة وتشهد توسعاً متزايداً عاماً بعد عام'.

ولفت أيضاً إلى مشاريع استراتيجية أوسع تشمل ميناء مبارك الكبير ومشروعات إسكانية ضخمة تنفذها الدولة بالتعاون مع الصين، ما يعكس شراكة تمتد إلى مجالات متعددة يتداخل فيها البعد الأمني مع التنموي، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

من جانبه أشار ملحق الدفاع في السفارة الصينية لدى الكويت العميد ليو تسونغ تشن، إلى أن العلاقات العسكرية بين البلدين تشهد نمواً إيجابياً، مؤكداً أهمية التعاون في مجالي الصناعة الدفاعية والتدريب بوصفهما ركيزتين أساسيتين في الشراكة الدفاعية المتنامية.

انعكاسات إيجابية

ومنذ إعلان الكويت والصين شراكتهما الاستراتيجية في 2018، توجّه التعاون العسكري بين البلدين نحو بناء قدرات صناعية وطنية مدعومة صينياً، وتوسيع برامج تدريب وتبادل الضباط، وتضمنت زيارات البحرية الصينية لكويت كإشارة ملموسة لتقارب التكامل العسكري.

وكان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أجرى، في 9 يوليو 2018، محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، جرى خلالها توقيع عدة اتفاقيات، من بينها بروتوكول لتعزيز التعاون في الصناعات الدفاعية بين البلدين.

كما تضمّن البروتوكول حينها تفاهماً أولياً لشراء مركبات عسكرية صينية الصنع وأنظمة برية أخرى لصالح الجيش الكويتي والحرس الوطني الكويتي.

وكان موقع 'تاكتيكال ريبورت' المتخصص بتقديم التقارير الاستخبارية ذكر، في 30 أبريل 2025، أنبكين أبلغت الكويت باستعدادها لتلبية غالبية احتياجات الكويت الدفاعية دون شروط مسبقة.

يقول المحلل الاستراتيجي وخبير الشؤون الإقليمية والدولية محمد عيد الشتلي إن التعاون العسكري بين الكويت والصين يمثل نقطة تحول في استراتيجية الكويت العسكرية والشرق الأوسط بشكل عام.

ويضيف لـ'الخليج أونلاين':

- هذا التعاون سيسهم في دخول الصين لأداء دور محوري في مستقبل منطقة الشرق الأوسط، حيث إن الموقع الجغرافي للكويت يعد نقطة انطلاق هامة لمشروع طريق الحرير الصيني، مما يزيد من أهمية هذه الشراكة.

- التصنيع العسكري المحلي مع الصين سينعكس إيجاباً على استقلالية القرار الدفاعي الكويتي.

- الصين تتميز وتتفوق في الصناعات العسكرية بتكلفة قليلة وجودة عالية، خاصة في بناء الأساطيل والغواصات.

- مشروع مصنع الذخائر للأسلحة الخفيفة والثقيلة سيمثل نقطة عبور مهمة لاكتساب الخبرة الكويتية في التصنيع العسكري، إذ إن الصين هي الشريك الأمثل لإنجاز هذا المشروع، لما لديها من قدرات صناعية متقدمة.

- لا يمكن للصين أن تكون بديلاً للعلاقات الدفاعية الغربية في الوقت الحالي، بسبب هيمنة الغرب على الصناعات العسكرية ونفوذه الاستراتيجي الواسع.

- تأثير هذا التعاون سيكون إيجابياً ويحافظ على توازن العلاقات الدفاعية الخليجية مع القوى الدولية، ووجود أكثر من لاعب دولي يسهم في تثبيت السلام بالمنطقة، ويعزز أمن ودفاع دول الخليج.

- العلاقات الكويتية الأمريكية لن تتأثر بهذا التعاون، حيث إن واشنطن ملزمة باتفاقيات دفاع مشترك مع الكويت.

- اتفاق التعاون العسكري مع الصين لا يشكل أي انتهاك أو اختراق للاتفاقيات مع واشنطن، مما يضمن استمرار العلاقات دون تأثير سلبي.

آفاق تعاون واسعة

وكانت الكويت أول دولة خليجية توقّع مذكرة تفاهم في التعاون العسكري مع الصين عام 1995، وبحسبالملحق العسكري الصيني لدى الكويت شيويه تشوان لاي، فإنالبلدين يعملان باستمرار على توسيع هذا التعاون وتعميقه.

وأوضح في تصريحات لصحيفة 'الراي' الكويتية، في يوليو 2024،أن التعاون الثنائي أحرز تقدماً ملموساً في مجالات متعددة، شملت التبادلات العسكرية، والصناعات الدفاعية، والتجارة العسكرية.

ومن أبرز مظاهر ذلك -بحسب لاي- زيارةاللواء فهد الطريجي رئيسهيئة التعليم العسكري إلى بكين عام 2023 لمناقشة التعاون بشؤون التعليم العسكري، واستقبال الكويت لفرقة الحراسة البحرية الصينية 44، إلى جانب استخدام مدفع صيني من عيار 155 في سلاح المدفعية الكويتي لأكثر من 20 عاماً.

يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسعد كاظم شبيب إن علاقات الصين والكويت نحو شراكة عسكرية أعمق تأتي في ظل صعود متزايد للدور الصيني كقوة عالمية منافسة، حيث تمتلك الكويت موقعاً استراتيجياً مهماً يؤهلها لأداء دور أكبر، مما يساعدها على مواكبة التطورات الإقليمية المتسارعة.

ويوضح لـ'الخليج أونلاين':

- التعاون العسكري بين البلدين ستكون له أهمية كبيرة، وقد يُحدث تحولاً في توجه الكويت نحو التسليح من المعسكر الغربي إلى الصيني، مما يعزز من تحصين الكويت في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة.

- انعكاسات هذا التعاون ستكون كبيرة على المستوى الاستراتيجي، حيث ستسهم في تحديث الدفاعات الجوية والبحرية والبرية الكويتية.

- الولايات المتحدة تدرك أن الصين أصبحت قوة عالمية فاعلة ومؤثرة، وأن العالم يتجه نحو التعددية القطبية.

- الصين لديها إمكانيات كبيرة في مجال الاستثمار والتنمية، وهو ما يجعلها شريكاً مهماً.

- هذا التعاون العسكري قد يُحدث توازناً مقبولاً في العلاقات الدفاعية بين الكويت والقوى الكبرى، بعد أن كانت محسوبة على الجانب الأمريكي.

- الصين تهتم بالاستثمار والتطوير العسكري وليس التوسع أو بناء القواعد، على عكس الولايات المتحدة.

- هذا التعاون قد يزعج الولايات المتحدة إلى حد معين، ولكنه لن يؤثر بشكل كبير على مستقبل العلاقات بين الكويت وواشنطن.

واشنطن تدرك استراتيجياً أهمية الكويت كدولة غنية وذات موقع استراتيجي، وحليف تقليدي لها.