وزير الخارجية: تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع بريطانيا

مي السكري -

أشاد وزير الخارجية عبدالله اليحيا بالعلاقات الكويتية – البريطانية ووصفها بـ«العميقة والمتجذرة»، التي امتدت لأكثر من 250 سنة بدأت بعلاقات تجارية، إلى أن أصبحت شراكة استراتيجية، متمنيا استمرار هذه العلاقة أعواما كثيرة مقبلة.

جاء ذلك في تصريحات للصحافيين خلال احتفال السفارة البريطانية مساء (الخميس) بمناسبة عيد ميلاد الملك تشارلز.

وحول التعاون ما بين البلدين في إطار لجنة التوجية المشتركة، قال اليحيا: إن الاجتماعات في هذا الاطار مستمرة وخطة العمل المشتركة الكويتية البريطانية ممتازة وتسير على الطريق السليم وقابلة للتطوير في كل مناسبة، مشيرا إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين.

وأضاف أن استمرار وقف النار في غزة هو المعيار الأساسي وبعدها يمكن مناقشة الموضوع لحماية الشعب الفلسطيني.

علاقات عميقة

من جانبه، أكد سفير المملكة المتحدة المعين لدى البلاد قدسي رشيد عمق العلاقة التي تربط المملكة المتحدة بالكويت وأيضا بالعائلة المالكة، مشيدا بحسن الضيافة والترحيب وكرم الكويتيين الذي لمسه منذ وصوله للبلاد، حيث بدت الكويت منذ اللحظة الأولى وكأنها موطنٌ ثان له ولزوجته.

وذكر أن العلاقات التجارية التاريخية بدأت قبل 250 عاماً، عندما أبحر التجار البريطانيون إلى الخليج وأسّسوا واحداً من أقدم الشراكات التجارية بين أوروبا وهذه المنطقة، وهي شراكة لا تزال مستمرة حتى اليوم عبر العديد من الشركات التي تستثمر وتبتكر وتعمل في المملكة المتحدة والكويت.

وختم بأن آلاف الطلبة الكويتيين يدرسون سنوياً في بريطانيا، والعديد من العائلات الكويتية تزور لندن ومانشستر وإدنبرة وتعدّها موطناً ثانياً، مشيرا إلى دور الجالية البريطانية في الكويت التي أسهمت كثيراً في حياة هذا البلد.

قصة السفير مايكل ويستون.. رمز الولاء والشجاعة

استعرض رشيد قصة «السير مايكل ويستون»، سفير بريطانيا خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، مشيرًا إلى أنه بقي داخل السفارة المحاصرة 5 أشهر، رغم انقطاع الكهرباء والماء والإمدادات، واعتمد مع فريقه على المعلبات ومياه بركة السباحة بعد تصفيتها للبقاء على قيد الحياة.

وقال رشيد: «لم يكن ذلك مجرد عمل شجاع، بل تعبيرا عن مبدأ.. بقي لأنه شعر أنّه واجبه تجاه بلده، وشعب الكويت، والمبادئ المشتركة». وأضاف أنّه بعد تحرير الكويت، عاد فورًا ليستقبل رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور خلال زيارته للكويت المحررة.

وأكد رشيد أن هذه القصة «تجسّد جوهر العلاقة بين المملكة المتحدة والكويت: الالتزام، والولاء، والثقة»، مشيرًا إلى أن الشراكة تستمر في أوقات الرخاء والتحدي على حد سواء.

وختم بأن قصة ويستون تمثل له مصدر إلهام ومسؤولية لخدمة صداقة صمدت أمام الزمن، مشيرًا إلى تحديات العالم اليوم، مثل الأزمة في غزة والغزو غير القانوني لأوكرانيا، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك للحفاظ على السلام وتخفيف المعاناة والتمسك بالقيم الإنسانية.