اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
ياسر العيلة
تسلط بعض الآباء على خيارات وقرارات أبنائهم هو نوع من التدخل وفرض الرأي حتى في الشؤون الشخصية لهم، ومصادرة قراراتهم وحقهم في اختيار ما يشاءون، مستخدمين السلطة الأبوية بحجة عدم وعيهم، سواء كان الأبناء في مرحة الطفولة أو المراهقة أو حتى النضوج في بعض الأحيان، هذا باختصار موضوع مسرحية «دياي عبيد» التي عرضت مساء أمس الأول على مسرح دار المهن الطبية بالجابرية الذي يشهد عروض الدورة الثانية من مهرجان «باك ستيج المسرحي».
المسرحية من تأليف: عثمان الشطي، إخراج: حسين بهمن، بطولة: سعود الهندال وميثم البزاز وخديجة نادر وليالي الخميس وسهام الخشاب، وتدور أحداثها حول عبيد «سعود الهندال» الذي يعاني من تسلط والده ناصر «ميثم البزاز» منذ الصغر، فلم يعيش طفولته مثل بقية الأطفال، ووالده يفرض عليه أسلوب حياة لا يريدها «عبيد»، فالأب يرغب في رؤية حفيد له يحمل نفس اسمه فيزوج ابنه من بدرية (خديجة نادر) وعندما يتأخر حملها نوعا ما يقوم بتزويجه من عائشة (ليالي الخميس)، وعندما يتأخر حملها أيضا يقرر أن يزوجه للمرة الثالثة من رحمة (سهام الخشاب) الطفلة التي عمرها 14 عاما، وهي بنت جاره الذي يأمل الأب في مشاركته في تجارة ما ليكون الزواج أشبه بصفقة تجارية وفي نفس الوقت ربما تنجب «رحمة» له الحفيد المنتظر، ويوم زواج «عبيد» من «رحمة» تكتشف الزوجة الأولى «بدرية» بأنها حامل فينتظر الجميع يوم ولادتها لكنها تنجب بنتا فيذهب «سعود» حاملا طفلته ليبشر والده بأنه أصبحت له حفيدة، لكنه يغضب ويموت دون أن تتحقق أمنيته برؤية حفيد ذكر يحمل اسمه.
أحداث المسرحية ممتعة ومن خلالها سلط الضوء على قمع الآباء لأبنائهم وفرض آرائهم عليهم، وقد أجاد الممثلون تجسيد أدوارهم، حيث قدم سعود الهندال شخصية «عبيد» بإتقان شديد وإحساس عال، وأظهر إمكانات تمثيلية جميلة وحضورا مسرحيا في دور الابن الضعيف الشخصية.
وجسد ميثم البزاز شخصية الأب المتسلط الذي يريد تسيير حياة ابنه كما يريد، أما الزوجات فكن ملح العمل فخديجة نادر في دور «بدرية» لها «كاريزما» وفهم لأبعاد الشخصية، وليالي الخميس قدمت «عائشة» بطاقة جبارة «ما شاء الله»، وتتمتع بحس كوميدي هائل، وسهام الخشاب جسدت دور الزوجة الطفلة «رحمة» وهي تملك حضورا متميزا، وقدمت أداء رشيقا على خشبة المسرح.
أما بالنسبة للإخراج فبالرغم من أن حسين بهمن ليست له تجارب كثيرة في المسرح، فإنه قدم عملا كوميديا جميلا يحمل رؤية مميزة، وقدم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي كالتعبير الكلامي وتبادل الحوار والصمت أيضا والإضاءة المتغيرة والموسيقى والمؤثرات السمعية والبصرية وحركة الجسد وغيره.
في النهاية مسرحية «دياي عبيد» عمل كوميدي حمل الكثير من الإسقاطات المهمة، وكان بمنزلة صرخة في وجه الظلم، ودق جرس الإنذار أن ننتبه بأن تتحول الديوك إلى دياي لأننا نتمنى في هذا الزمان وجود «ديوك» حقيقيين أصحاب قرار ورأي.


































