اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
وليد منصور -
رغم توقعات بعض المحللين في وكالة «إس آند بي غلوبل» بارتفاع محتمل في أسعار النفط الخام عقب استهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، إلا أنهم رجَّحوا أن تكون هذه الزيادة مؤقتة في حال امتنعت طهران عن الرد العسكري.
وأكدت الوكالة أن تكاليف التأمين البحري على شحنات الطاقة والسلع شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، وسط تنامي المخاوف من تحول السفن في مياه الشرق الأوسط إلى أهداف مباشرة، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات الطاقة العالمية.
من جانبها، أعلنت وكالة الطاقة الدولية في 20 يونيو استعدادها للتدخل في حال أدى التصعيد إلى تعطيل إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، في إشارة إلى خطورة الوضع الراهن.
دائرة الخطر
في ظل هذه التطورات، ارتفعت التحذيرات من احتمال تعطل صادرات النفط من الشرق الأوسط، وخصوصًا عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو %20 من الإمدادات العالمية من النفط والغاز الطبيعي المسال. ورغم ذلك، يستبعد خبراء حدوث إغلاق طويل الأمد للمضيق بفضل الوجود البحري الأمريكي المكثف في المنطقة.
وحذّرت «إس آند بي غلوبل» من أن الضربات الأخيرة قد تقلص صادرات إيران النفطية، البالغة حاليًا نحو 1.5 مليون برميل يوميًا، مما يزيد من حدة التوتر في سوق يعاني أساسًا من نقص في الإمدادات. كما أوقف كيان الاحتلال صادراته من الغاز إلى مصر والأردن، في مؤشر على تصاعد الاضطرابات في التجارة الإقليمية.
وأشارت الوكالة إلى أن هجمات الحوثيين المستمرة منذ أواخر 2023 أجبرت العديد من السفن على تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، ما أضاف ما يقارب أسبوعين إلى رحلات الشحن بين آسيا وأوروبا، وأسهم في ارتفاع التكاليف اللوجستية بشكل كبير.
تداعيات مباشرة
وأوضحت الوكالة أن أي إغلاق إيراني لمضيق هرمز سيُحدث أثرًا مباشرًا لا يقتصر على صادرات إيران فقط، بل يمتد ليشمل صادرات المنطقة النفطية، ما قد يُخرج أكثر من 17 مليون برميل يوميًا من السوق العالمي. وعلى الرغم من وجود خطوط أنابيب بديلة، إلا أن قدراتها لا تكفي لتعويض النقل البحري عبر المضيق. وأبرزت الوكالة أن صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال، البالغة نحو 77 مليون طن سنويًا وتمثل %20 من الإمدادات العالمية، تواجه تهديدًا بالتوقف إذا تفاقمت الأزمة.
وفي ما يتعلق بكيان الاحتلال، بدأ مؤخرًا استيراد البنزين والديزل ووقود الطائرات بعد تعطل مصافيها. وتوقعت «إس آند بي غلوبل» أن ترتفع واردات البنزين من 10 آلاف إلى 50 ألف برميل يوميًا، والديزل من 10 آلاف إلى 60 ألف برميل يوميًا، ووقود الطائرات من صفر إلى 10 آلاف برميل يوميًا. وفي المقابل، لا تزال إمدادات الغاز الإيراني إلى تركيا والعراق مستقرة ولم تتأثر حتى الآن بالتصعيد.
تصاعد الأسعار
وأفادت «إس آند بي غلوبل» بأن خام نايمكس تسليم الشهر المقبل أنهى تعاملات 20 يونيو عند 74.93 دولارًا للبرميل، بارتفاع قدره 14.14 دولارًا منذ نهاية مايو، متأثرًا بتطورات الصراع.
كما تضاعفت علاوات مخاطر الحرب على السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال إلى %0.7 من قيمة هيكل السفينة ومعداتها (بعد أن كانت %0.2) منذ الضربات الأولى في 13 يونيو. وارتفعت أيضًا التكاليف التأمينية للسفن العابرة للبحر الأحمر إلى %0.25 - %0.30، وللخليج العربي إلى %0.2 (بعد أن كانت %0.125).
وحذّر محللو «غولدمان ساكس» من أن أي تصعيد يستهدف البنية التحتية لتصدير النفط الإيراني قد يدفع الأسعار إلى تجاوز 90 دولارًا للبرميل، مع احتمال استمرار هذا الاتجاه في حال تأزم الوضع.
«بلومبيرغ»: السوق يترقب الرد الإيراني
قالت وكالة «بلومبيرغ» إن أسواق النفط باتت في حالة ترقب منذ أيام لمعرفة الخطوة التالية للولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط، لكنها الآن باتت تواجه حقيقة الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت الوكالة عن سول كافونيك، محلل الطاقة في شركة «إم إس تي ماركي»، قوله: «الكثير سيعتمد على طبيعة الرد الإيراني خلال الساعات أو الأيام المقبلة. وإذا ردت طهران كما هددت سابقًا، فقد نشهد وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل».
وأضاف: «الهجوم الأمريكي قد يشعل الصراع، بما يشمل استهداف إيران للمصالح الأمريكية في المنطقة أو للبنية التحتية النفطية في دول الخليج، وربما تعطيل الملاحة في مضيق هرمز».
من جهته، قال جو ديلورا، المتداول السابق وخبير الطاقة في «رابوبانك»: «الأسواق تبحث عن اليقين، والولايات المتحدة تدخل الآن بقوة إلى مسرح الشرق الأوسط. من المتوقع ارتفاع الأسعار عند فتح الأسواق، لكن على الأرجح ستُكلف البحرية الأمريكية بضمان استمرار حركة الملاحة في المضيق». واختتم: «نتوقع أن تتراوح الأسعار بين 80 و90 دولارًا للبرميل إذا استمرت الأزمة بهذا الزخم».