اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
في تطورات خطيرة عكست حجم التصعيد المقلق في جنوب سورية، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، أمس، أوامر مباشرة بضرب الجيش السوري وقوات الأمن التابعة له في محافظة السويداء ودرعا، بدعوى حماية الطائفة الدرزية من «عمليات عسكرية محتملة» تنتهك الاتفاقات الأمنية السابقة.ورغم إعلان حكومة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، وقف إطلاق النار بين الفصائل الدرزية ومسلحين سنة ودخول قواتها للسويداء، قال نتنياهو وكاتس، في بيان مشترك، إن «إسرائيل ملتزمة بمنع إيذاء أبناء الطائفة الدرزية في سورية، استناداً إلى التحالف الأخوي العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل، ولعلاقاتهم العائلية والتاريخية مع أبناء طائفتهم في سورية».وأضافا: «تم إدخال أسلحة ثقيلة وقوات سورية إلى مناطق محظورة وفق اتفاقات وقف إطلاق النار، بما يُعد انتهاكاً مباشراً يهدد حدودنا الشمالية ويستدعي رداً فورياً». ونقلت القناة 14 العبرية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن «الضربات نُفّذت بالتنسيق الكامل مع الجانب الأميركي»، في إشارة إلى توافق ضمني إقليمي حول إبقاء منطقة جنوب سورية خالية من الوجود العسكري للنظام الجديد في دمشق.قصف وحظر
في تطورات خطيرة عكست حجم التصعيد المقلق في جنوب سورية، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، أمس، أوامر مباشرة بضرب الجيش السوري وقوات الأمن التابعة له في محافظة السويداء ودرعا، بدعوى حماية الطائفة الدرزية من «عمليات عسكرية محتملة» تنتهك الاتفاقات الأمنية السابقة.
ورغم إعلان حكومة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، وقف إطلاق النار بين الفصائل الدرزية ومسلحين سنة ودخول قواتها للسويداء، قال نتنياهو وكاتس، في بيان مشترك، إن «إسرائيل ملتزمة بمنع إيذاء أبناء الطائفة الدرزية في سورية، استناداً إلى التحالف الأخوي العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل، ولعلاقاتهم العائلية والتاريخية مع أبناء طائفتهم في سورية».
وأضافا: «تم إدخال أسلحة ثقيلة وقوات سورية إلى مناطق محظورة وفق اتفاقات وقف إطلاق النار، بما يُعد انتهاكاً مباشراً يهدد حدودنا الشمالية ويستدعي رداً فورياً».
ونقلت القناة 14 العبرية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن «الضربات نُفّذت بالتنسيق الكامل مع الجانب الأميركي»، في إشارة إلى توافق ضمني إقليمي حول إبقاء منطقة جنوب سورية خالية من الوجود العسكري للنظام الجديد في دمشق.
قصف وحظر
وبينما كانت قوات الجيش السوري تدخل أحياء مدينة السويداء من عدة محاور صباح أمس، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع السورية، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات استهدفت آليات عسكرية ومواقع تمركز للقوات السورية في أطراف المدينة، ما اسفر عن مقتل 5 جنود على الأقل وإصابة عدد آخر، إضافة إلى تدمير دبابات وناقلات جند وقاذفات صاروخية وخسائر مادية أخرى.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «رصدنا دبابات سورية تتحرك من محور سميع نحو مدينة السويداء، وتمت مهاجمتها لردع التهديد»، مضيفاً أن «أي وجود عسكري في جنوب سورية يمثل تهديداً لأمن إسرائيل».
في الوقت ذاته، أفادت وكالة الأنباء «سانا» بأن الغارات استهدفت المدينة مع بدء القوات النظامية عمليات تمشيط داخلها، فيما أعلنت وزارة الدفاع السورية فرض حظر تجول كامل في السويداء «حرصاً على سلامة المدنيين»، مع مطالبة السكان بالبقاء في منازلهم.
ولاحقاً، أفادت «سانا» بأن الطيران الإسرائيلي استهدف أطراف مدينة إزرع بريف درعا، التي تشهد استنفاراً لقوى الأمن الداخلي منذ اندلاع المواجهات بالسويداء.
وعلى وقع التطورات السريعة والتصعيد الإسرائيلي، سحب الجيش السوري الآليات الثقيلة من شوارع المدينة وبعض القوات، لاحتواء الغضب الشعبي وتهدئة التوترات بعد انتقادات واسعة لاستخدام القوة المفرطة داخل مناطق سكنية واتهامات بارتكاب انتهاكات.
وانتشرت قوى الأمن العام بكثافة في عدة مفارق رئيسية، مع تفعيل حظر تجوال غير معلن في ساعات الليل، ما عكس استمرار التوتر.
وبحسب المرصد السوري، تخطى عدد القتلى خلال 72 ساعة الـ 100، بينهم 60 من الطائفة الدرزية و18 من القوات الحكومية، و14 من العشائر، إضافة إلى إصابة أكثر من 200.
وقال المرصد: «أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طالت 12، عقب اقتحام مضافة آل رضوان في مدينة السويداء».
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع حسن عبدالغني مقتل 18 من جنود الجيش السوري خلال تعرض نقاط عسكرية «لهجمات غادرة من مجموعة مسلحة خارجة عن القانون».
وقف النار
وبعد ساعات من القصف والغارات، أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبوقصرة، اتفاقاً لوقف إطلاق النار في مدينة السويداء بالتنسيق مع وجهاء وأعيان المنطقة، مشيراً إلى أن الرد سيقتصر على مصادر النيران فقط.
وكتب أبوقصرة: «سنبدأ تسليم أحياء السويداء إلى قوى الأمن الداخلي، وتفعيل الشرطة العسكرية لضبط التجاوزات»، مشدداً على أن العملية تهدف إلى إعادة الاستقرار وليس الانتقام.
وتابع: «أصدرنا تعليمات صارمة للقوات الموجودة داخل مدينة السويداء بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من ضعاف النفوس».
لكن وعلى عكس التهدئة المعلنة، توسعت حرب الشوارع في السويداء مع تواصل إطلاق النار والقصف بين مسلحي الطائفة الدرزية ومسلحون سنّة، إلى جانب حركة النزوح الجماعي من وسط المدينة نحو ريف السويداء الجنوبي.
وازدادت حدة الاشتباكات لتشمل عدّة محاور في محيط ريف السويداء الغربي منها قرى الدور وتعارة والدويري، وقرى كناكر والثعلة، وامتدت أيضاً إلى حي المقوس (شرقي السويداء) الذي تقطنه عائلات من العشائر وحاصرته جماعات درزية مسلحة ثم سيطرت عليه لاحقاً.
وفي محاولة لتخفيف الاحتقان الشعبي، أصدرت وزارة الداخلية تحذيراً علنياً لعناصرها من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات قانونية صارمة بحق المخالفين «دون استثناء».
وقالت الوزارة إن «من أراد عصيان الدولة فسيلقى نهايته على يد وزارتي الدفاع والداخلية»، مضيفاً أن الدولة تفتح دائماً باب الحوار ولكن «لن تتهاون في استعادة هيبتها».
وبدأت الاشتباكات إثر عمليات خطف متبادلة بين عشائر البدو ومسلحين دروز، وتطورت لاحقاً إلى مواجهات دامية، أعادت إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد قبل أكثر من عقد.
الهجري يتحدى
وفي تحدٍّ جديد لحكومة الشرع، وجّه الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، لليوم الثاني، دعوة علنية إلى مقاتلي السويداء للتصدي بـ»كافة الوسائل المتاحة» لـ»الحملة البربرية».
وقال الهجري، في بيان مصور، «رغم قبولنا ببيان مذل حفاظاً على أهلنا، نُكث العهد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزّل»، معتبراً أن المدينة تتعرض لـ»حرب إبادة شاملة»، ومتهماً الحكومة الجديدة بـ»خيانة تعهداتها».
في وقت سابق، وافق الهجري على تسوية تهدف إلى تفادي الصدام، داعياً إلى التعاون مع السلطات الأمنية لضمان استقرار السويداء، قبل أن يتراجع لاحقاً.
وقالت القيادة الروحية الدرزية إنها ستسمح للقوات السورية بدخول السويداء، داعيةً الجماعات المسلحة إلى تسليم أسلحتها والتعاون.
وفي لبنان، شدد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على أنه يجب التوصل إلى حل سياسي، تمهيداً لإجراء مصالحات برعاية الدولة السورية، مؤكداً أن إسرائيل لا تحمي أحداً، وتريد الفوضى.
وأكد جنبلاط أنه «لابد من تسليم السلاح الثقيل، ولا يمكن أن يكون بيد الفصائل في السويداء». في المقابل، أعلن الوزير السابق وئام وهاب تشكيل «جيش التوحيد» لدعم دروز سورية، داعياً حزب الله إلى الدعم بالسلاح والخبرات.