اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
حصة المطيري-
رغم ما شهدته الكويت من تطورات في تمكين المرأة، لا تزال السيدات العاملات في قطاع العقار يواجهن جملة من التحديات التي تعيق مشاركتهن الفاعلة على قدم المساواة مع الرجال، وعلى الرغم من تزايد حضور النساء في القطاعات الاقتصادية المختلفة، يبقى القطاع العقاري من القطاعات التي لا يزال يهيمن عليها الرجال إلى حد كبير. وتواجه المرأة العقارية في الكويت تحدي النظرة النمطية التي تشكك بقدرتها على إدارة المشاريع أو التفاوض في صفقات كبرى، خاصة في التعامل مع أطراف ذكورية تعتبر العقار مجالاً يتطلب «حسماً رجالياً»، هذه النظرة التقليدية قد تحرم النساء من فرص الاستثمار أو تمثيل الشركات الكبرى، وتضعهن في أدوار إدارية أو تسويقية فقط.
بداية، قالت رئيسة مجلس إدارة شركة سبيكة البحر عضوة جمعية المقيمين العقاريين الكويتية، سبيكة البحر: إن السوق يشهد منافسة قوية، حيث تكثر المكاتب العقارية والمنافسين، مما يصعب على الوسيط جذب العملاء والحفاظ عليهم، كما أن التعامل مع العملاء غير الجادين يُمثل تحدياً، حيث يستهلك الوقت والجهد دون إتمام صفقات فعلية، إضافة الى ان التغييرات المستمرة في القوانين واللوائح تتطلب من الوسيط متابعة مستمرة للتشريعات العقارية.
وتابعت: من ابرز التحديات التي واجهتني، إثبات قدراتي ومصداقيتي، وهو ما تطلب مني بذل جهد مكثف ومثابرة مستمرة، إضافة إلى العمل لساعات طويلة بلا حدود لتحقيق ذلك.
وأوضحت انه لم يعد وجود النساء في مكاتب الوساطة أو شركات التطوير العقاري حدثاً استثنائياً، بل أصبح جزءاً من المشهد الطبيعي للسوق العقاري الكويتي، واليوم، نجد نساء يدِرن شركات عقارية متخصصة، ويتولين مناصب إدارية عليا في شركات استثمارية، ويقدن صفقات بملايين الدنانير.
وزادت: هذا الحضور لم يأتِ نتيجة استثناء أو تسهيلات خاصة، بل ثمرة خبرة تراكمية وعلاقات استراتيجية طويلة الأمد، مثل حالتي حيث تجمعت لديّ أكثر من 25 عاماً من الخبرة المتعمقة في مجال العقار، وعلاقات مباشرة مع كبرى الشركات العقارية والاستثمارية داخل الكويت وخارجها.
بطء وصول المعلومة
من جانبها، قالت المستشارة العقارية، جيهان معرفي: المرأة أثبتت كفاءتها في عالم المال والأعمال والقطاع الخاص وريادة الأعمال على مر العقود، ومنذ نشأة الكويت، انخرطت المرأة في سوق العمل جنباً إلى جنب مع الرجال، ولعبت دوراً فعالاً في التطور التجاري والتنموي الذي شهدته البلاد في مختلف القطاعات، موضحة أن دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل، فهي تمتلك وتضارب وتتداول في العقارات، وتتخذ قرارات استثمارية سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
وبينت أنه من بين التحديات التي تواجه المرأة في سوق العقار هو بطء وصولها إلى المعلومة، ويعزى ذلك إلى عوامل اجتماعية بحتة، حيث اعتاد المجتمع الكويتي على تداول آخر المستجدات في عالم الاستثمار والمال والأعمال في الدواوين والمجالس الرجالية، مما يمنح الرجل فرصة أكبر لمواكبة الأحداث والحصول على المعلومات المهمة بشكل مباشر وأسرع من خلال المجتمع الرجالي.
وتابعت: من حيث المبدأ، للمرأة حضور راسخ في سوق العقار يعود لعقود، ونتذكر سيدة الأعمال الرائدة، الراحلة سعاد الحميضي، التي كانت من أوليات النساء اللائي اقتحمن عالم العقار والمال والأعمال في حقبة زمنية تعتبر الأصعب في تاريخ المرأة الكويتية، لقد واجهت الحميضي تحديات اجتماعية جمة، إلا أنها أثبتت قدرتها وجدارتها، وأصبحت مثالاً يُحتذى.
تشكيك بكفاءة المرأة
بدورها، قالت مديرة شركة تومة العقارية، حصة الركيبي: إن سوق العقار كان في بدايته محتكراً للرجال فقط، حينما دخلنا هذا المجال، كانت هناك صعوبات عديدة، حيث واجهنا رفضاً من البعض ومع ذلك كنا نحن النساء الكويتيات نعمل بكل حب وتفاني.
وتابعت: من أهم التحديات التشكيك المستمر في كفاءة المرأة في هذا المجال، البعض كان يعاملنا كدخيلات على مجالهم، ويعقدون اجتماعات وندوات بينهم دون أن يمنحونا فرصة للمشاركة وإيصال رأينا، إلا أننا بقوة عزيمتنا وثقتنا بأن المرأة جزء أساسي من هذا القطاع، أصررنا على إثبات قدراتنا وإحداث التغيير. كما أن هناك غيابا واضحا للرقابة والتنظيم على بعض مكاتب الوساطة، وهذا يفتح المجال لممارسات غير مهنية، ويضعف من فرص النساء في إثبات جدارتهن في بيئة غير مستقرة.
واضافت: هدفنا تصحيح الصورة، ورفع شأن السوق، والتأكيد على أن المرأة الكويتية قادرة على أن تكون عنصراً فعالاً ومسؤولاً في هذا المجال، رغم كل التحديات والصعوبات التي واجهتنا، فكوني أول امرأة دخلت هذا المجال، أريد أن أقول للجميع إن المرأة الكويتية لم تعد عبئا، بل هي قادرة على النجاح والتميز.
وختمت قائلة: نحن نسعى لتطوير سوق العقار وإعادته إلى مكانته الأصلية من حيث المصداقية والأمانة، ونرفض المكاتب المشبوهة والدخيلة.
الكفاءة تتغلب
من جهتها، قالت مديرة شركة القعود العقارية دلال القعود: إن التحديات في مجال العقارات موجودة، لكنها ليست عائقاً أمام المثابرة والالتزام، ومن ضمن التحديات هي النظرة التقليدية التي كانت تحصر الوساطة العقارية بالرجال، لكن التجربة أثبتت أن الكفاءة هي المعيار الحقيقي وليس النوع.
وأضافت: اليوم، أتعامل مع عملاء من الجنسين، وهذا دليل على أن الثقة تُبنى على أسلوب التعامل والالتزام، وليس على تصورات مسبقة حول الأنسب لهذا الدور أو على النوع.
وتابعت القعود أنه من بين التحديات التي واجهتها، أن بعض الفرص والمعلومات العقارية كانت تُتداول في السابق داخل الدواوين والتجمعات الرجالية نظراً لكون عدد الرجال في السوق أكبر، لكن قروبات الواتس اب العقارية قد أخذت الآن هذا الدور، وأصبحت بمنزلة مجال مفتوح يتبادل فيه الوسطاء جميعاً، رجالاً ونساءً، العروض والخبرات بسهولة وشفافية.
وأكدت أن بيئة العمل اليوم أكثر دعماً وانفتاحاً، وأن الفرص متاحة لكل من يعمل بإخلاص ويسعى لبناء سمعته المهنية، موضحة ان دخول النساء إلى السوق العقاري أضاف بُعداً مختلفاً وأثراً واضحاً.
وتابعت: المرأة بطبيعتها تفهم المرأة، وهذا يساعدها على تقديم الحل المناسب بسرعة ودقة وبأسلوب قريب وسلس، وانه امر مهم جداً لأن العديد من النساء يمتلكن أموالاً ويرغبن في دخول عالم العقار، سواء بالشراء أو البيع أو حتى إدارة الأملاك، لكن ما يبحثن عنه هو شخص يتحدث معهن براحة، وكأنها جلسة حوارية وليست صفقة. وهنا يأتي دور الوسيطة العقارية التي تبني هذا النوع من الألفة وتفتح مجالاً للتواصل الفعال، وهذا الامر يشجع النساء على اتخاذ قرارات عقارية بثقة واطمئنان.
واضافت: الوسيطة اليوم لا تقدم عروضاً عقارية فقط، بل تقدم وعياً وتشجيعاً واستشارة تدفع المرأة إلى الاستثمار واتخاذ قرار مدروس ومبني على فهم للسوق، إن وجود المرأة في المجال العقاري لا يغير شكل السوق فقط، بل يفتح أبواب استثمار كانت مغلقة ورؤوس أموال كانت راكدة.
المرأة غيرت نمط العمل العقاري
اشارت البحر إلى أن دخول النساء إلى السوق لم يكن مجرد إضافة كمية، بل غيّر نمط العمل نفسه، وذلك من خلال:
1- نقل السوق نحو الاحترافية والتخصص حيث أصبحت المرأة تلعب دوراً في تقديم خدمات استشارية متكاملة، لا مجرد وسيط بيع وشراء
2- فتح قنوات جديدة مع المستثمرات والعميلات إذ ترتاح العديد من النساء الكويتيات والخليجيات للتعامل مع نساء خبيرات في المجال العقاري
3- تعزيز الثقة بالسوق المحلي من خلال التزام النساء بالمصداقية والابتعاد عن الممارسات العشوائية أو العروض الوهمية
4- مع استمرار توسع دور المرأة في الاقتصاد الكويتي من المتوقع أن يرتفع عدد المكاتب العقارية التي تملكها النساء %20 خلال السنوات المقبلة
5- دخول النساء سيحفّز الابتكار في خدمات الوساطة والتسويق العقاري والخدمات الاستشارية المرتبطة بالعقار
5 تحديات تواجه النساء في العمل العقاري
1- التشكيك بكفاءة المرأة واعتبارها دخيلة على القطاع
2- استبعاد النساء من الاجتماعات والندوات العقارية التي تسيطر عليها الذكورية
3- النظرة التقليدية التي تحصر الوساطة العقارية في الرجال فقط
4- بطء وصول المرأة إلى المعلومة العقارية بسبب اعتماد تداولها في الدواوين والمجالس الرجالية
5- الحاجة إلى مضاعفة الجهد لإثبات الجدارة والمصداقية في بيئة يغلب عليها الذكور