اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٥ أيلول ٢٠٢٤
الزعفران هو واحد من أغلى التوابل في العالم، وغالباً ما يُطلق عليه «الذهب الأحمر»، بسبب قيمته العالية ولونه الفريد.
ويتميز الزعفران بنكهته العطرية القوية، واستخداماته المتعددة في الطهو والطب التقليدي، وحتى في بعض الصناعات.
يعود سبب ارتفاع ثمنه إلى مجموعة من العوامل، من بينها عملية زراعته وحصاده الشاقة، وإنتاجه المحدود، وكذلك الطلب العالمي عليه، والزعفران ليس مجرد إضافة لذيذة للطعام، بل هو رمز للترف والفخامة في العديد من الثقافات حول العالم.
◄ زهرة الزعفران السوسني
نحصل على الزعفران من زهرة الزعفران السوسني، والجزء المستخدم من الزهرة هو الخيوط، وكل زهرة تنتج 3 «خيوط» فقط من الزعفران، التي تُجفف بعد الحصاد.
وللحصول على كيلوغرام واحد من الزعفران، يحتاج المزارعون إلى حوالي 150 ألفاً إلى 200 ألف زهرة، مما يوضح مدى ندرته.
◄ أين يُزرع الزعفران؟
الزعفران يزرع بشكل رئيسي في مناطق معينة من العالم، حيث تتوافر الظروف المناخية المثالية لنموه، من بين هذه المناطق:
• إيران
تعتبر إيران المنتج الرئيسي للزعفران، حيث تنتج أكثر من %90 من الزعفران العالمي، مناطق، مثل كرمان ومشهد، مشهورة بإنتاج الزعفران العالي الجودة.
• الهند (كشمير)
الزعفران الكشميري يعتبر من أجود الأنواع، رغم أن إنتاجه محدود مقارنة بإيران.
• أسبانيا
تشتهر أسبانيا أيضاً بإنتاج الزعفران، خاصة في منطقة لا مانشا، حيث يعتبر جزءاً من التراث الثقافي والطهي الأسباني.
◄ عملية زراعة وحصاد الزعفران
زراعة الزعفران عملية تتطلب الكثير من الجهد والصبر. ويبدأ الموسم بزراعة بصيلات الزعفران في نهاية الصيف. الزهرة نفسها تظهر لفترة قصيرة في الخريف، ويجب حصادها يدوياً في وقت مبكر جداً من الصباح، لتجنّب تلف الأسدية بسبب الحرارة أو الرطوبة.
◄ العوامل التي تؤثر في ارتفاع ثمن الزعفران
1 - العمل اليدوي المكثف
يتطلب إنتاج الزعفران الكثير من العمل اليدوي، خاصة خلال الحصاد. ويتم جمع الزهور يدوياً واستخراج الخيوط الصغيرة منها، وهي عملية تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب مهارة.
2 - الندرة والإنتاج المحدود
نبات الزعفران يزهر فقط لفترة قصيرة جداً من السنة، والإنتاج العالمي محدود، والكمية الكبيرة من الزهور المطلوبة لإنتاج كمية صغيرة من الزعفران تساهم أيضاً في زيادة السعر، حسب «البيان» الإماراتية.
3 - جودة المنتج
الزعفران من أفضل الأنواع، يحتوي على نسبة عالية من مركبات «الكروسين» و«السافرانال»، وهي المسؤولة عن اللون والنكهة. الأنواع العالية الجودة، مثل الزعفران الكشميري والإيراني، تتطلب زراعة وعناية دقيقة، مما يزيد من التكلفة.
4 - التغيرات المناخية والمخاطر الزراعية
التغيرات المناخية والآفات قد تؤثر على إنتاج الزعفران، مما يقلل من الكمية المتاحة، ويزيد من سعرها.
5 - الطلب العالمي
الطلب على الزعفران ليس فقط من أجل الطهو، بل يستخدم أيضاً في صناعة الأدوية والعطور.
هذا الطلب المتزايد، خاصة من دول، مثل الهند والصين، يساهم في ارتفاع الأسعار.
◄ الفوائد الصحية للزعفران
• تحسين الحالة المزاجية ومكافحة الاكتئاب، فهو يحتوي على مركبات، مثل الكروسين والسافرانال، التي تؤثر إيجابياً على المزاج. وتشير الدراسات إلى أن الزعفران يمكن أن يكون مفيداً في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، حيث يُعتبر معززاً طبيعياً للمزاج.
• الزعفران يساعد على تحسين عملية الهضم ويعمل كمضاد للتشنجات. ويمكن أن يكون مفيداً في علاج مشاكل المعدة، مثل الانتفاخ والغازات.
• غني بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. هذه الخصائص تساعد في الوقاية من أمراض مثل السرطان وأمراض القلب.
• يحتوي على مكونات قد تساعد في حماية خلايا الشبكية، وتحسين صحة العين بشكل عام. بعض الأبحاث تشير إلى أن الزعفران يمكن أن يساهم في تأخير تدهور البصر المرتبط بالتقدم في العمر.
• يمكن أن يساهم في تحسين صحة القلب، من خلال تقليل مستويات الكوليسترول الضار، وتحسين الدورة الدموية. كما يساعد في تقليل ضغط الدم بفضل تأثيراته المهدئة.
• يتميز بخصائص مضادة للالتهابات، ويمكن أن يساعد في تخفيف الألم. يُستخدم تقليدياً كمسكّن طبيعي لعلاج الأوجاع المختلفة.
• الزعفران يُستخدم في العديد من منتجات العناية بالبشرة بفضل خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. يمكن أن يساعد في تحسين نضارة البشرة وتقليل التصبغات.
• بعض الدراسات تشير إلى أن الزعفران يمكن أن يعزز الذاكرة، ويقلّل من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.
• الزعفران يحتوي على فيتامينات ومعادن تساعد في تقوية جهاز المناعة، مما يجعله أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والعدوى.
التفرقة بين الزعفران الأصلي والتقليد
لتجنّب الوقوع في فخ شراء زعفران مغشوش، يمكن اتباع بعض الطرق للتفريق بين الزعفران الأصلي والتقليد:
لون الخيوط
◄ الزعفران الأصلي: يتميز بلون أحمر غامق يميل إلى البرتقالي في الأطراف. لا يكون هناك اختلاف كبير في اللون بين أجزاء الخيط الواحد.
◄ الزعفران المغشوش: قد يحتوي على خيوط صفراء أو حمراء زاهية جداً أو باهتة بشكل غير طبيعي. أحياناً يتم خلطه بخيوط مصبوغة أو أجزاء أخرى من الزهرة غير الزعفران.
الطعم والرائحة
◄ الزعفران الأصلي: يتمتع برائحة عطرية قوية مميزة، ومذاق مر بعض الشيء عند التذوق. عند وضع كمية صغيرة في الفم، يمكنك الشعور بنكهة قوية وترابية.
◄ الزعفران المغشوش: قد يكون له رائحة ضعيفة أو غير طبيعية. الطعم قد يكون غير مر أو حتى حلو، مما يدل على إضافة مواد أخرى.
الاختبار بالماء
◄ الزعفران الأصلي: عند وضع خيوط الزعفران في الماء الساخن، ستبدأ الخيوط بإطلاق لونها ببطء، ويجب أن يظل الخيط محافظاً على شكله ولونه لمدة طويلة. الماء سيأخذ لوناً ذهبياً جميلاً.
◄ الزعفران المغشوش: سيبدأ بتفريغ لونه بسرعة وقد يذوب الخيط أو يفقد شكله. إذا تحول الماء إلى لون أحمر غامق أو برتقالي بسرعة، فهذا قد يشير إلى تزييف الزعفران.