اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
تحتل اللحوم نصيباً كبيراً في موائد الطعام خلال عيد الأضحى، ولكن الخبراء ينصحون بالاعتدال في تناول اللحوم ومنتجاتها حتى لا تسبب مشاكل صحية وتلبكات معوية. وقدم د.مايكل روسيو، دكتور الطب التقويمي والمتخصص في نشر الوعي الصحي على وسائل الإعلام الإرشادات التالية عند تناول اللحوم:
1 - اتباع خطوات النظافة والأمان أثناء تقطيع وطبخ اللحوم، لمنع الإصابة بالتسمم وأضرار صحية اخرى. فاللحوم سريعة التعرض للعدوى وللميكروبات، مما يجعلها في مقدمة الأغذية التي ترتبط بحالات التسمم والعدوى الغذائية.
2 - اعتماد طريقة طبخ اللحم بالشواء أو الفرن أو السلق في مرق، بدلاً من القلي. وذلك لأن القلي والتحمير يجعلانها تتشبع بالدهون الضارة ويزيدان من سعراتها الحرارية وتأثيرها الضار.
3 - إزالة طبقات الشحوم الظاهرة على اللحم، وإزالة أي طبقة دهون تطفو على المرق. حيث يعرف أن سلق اللحم الأحمر يسبب خروج دهونه لتطفو على سطح المرق. وأسهل طريقة للتخلص من كل الدهون هي تبريد المرق ثم إزالة طبقة الدهن الصلبة من عليه.
4 - عدم شواء اللحم بشكل مفرط حتى يصل لونه إلى الأسود، فهذه الحواف السوداء عبارة عن مواد كربونية يسبب تناولها إرباكاً للجهاز الهضمي. كما ربطت الكثير من الدراسات ما بين تناول حواف اللحوم المحترقة (الكربونية) مع الإصابة بالسرطانات.
5 - عدم تناول اللحم مع شرب المشروبات الغازية السكرية أو العصائر أو اللبن لتفادي إعاقة عملية الهضم وزيادة كمية السكريات والسعرات الحرارية المتناولة.
6 - تقليل تناول منتجات اللحم الأحمر غير الصحية، مثل: لحوم الوجبات السريعة واللحوم الباردة والمصنعة (كالببروني والنقانق والمرتديلا). فهي منتجات يعرف خطرها على الصحة وعلاقتها مع ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض.
7 - عدم أكل اللحم النيئ أو غير المطبوخ جيداً لأنه قد يسبب التسمم.
◄ معلومات مغلوطة حول اللحوم
وفقاً للدكتور مايكل روسيو فإن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة حول القيمة الصحية للحوم، وما إذا كان تناولها يعتبر مفيداً أو ضاراً للصحة. وقال موضحاً: «بينت الدراسات ارتباطاً ضعيفاً جداً بين تناول اللحوم الحمراء مع خطر الإصابة بأمراض معينة، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. وما يجب التشديد عليه هنا هو أن هذه الدراسات قيمت وحللت تأثير الإفراط في تناول اللحوم الحمراء وبخاصة اللحوم غير الصحية (كلحوم الوجبات السريعة واللحوم المصنعة واللحوم الباردة).
إلا أن اللحم الأحمر الصافي (القليل الشحم) يحتوي على عناصر غذائية يقل وجودها في الأطعمة النباتية والاعتدال في تناوله (ثلاث حصص بحجم كف اليد في الأسبوع) أمر تنصح به جميع منظمات التغذية ويعتبر أمراً أساسياً في الحمية الغذائية الصحية المتوازنة. فاللحم الأحمر الصافي يمد الجسم بنوعية خاصة وغنية من البروتين، حيث تحتوي المئة غرام من لحوم الأبقار والضأن من 16 إلى 20 غراماً من البروتين تقريباً.
وأظهرت الأبحاث أن الشخص البالغ السليم يلزمه تناول غرام من البروتين مقابل كل كيلوغرام من وزنه. كما أن اللحوم الحمراء غنية بالأحماض الأمينية المهمة لترميم وبناء خلايا الجسم، وتحتوي على الفيتامينات المذابة في الدهون ومعدن الحديد والزنك المهمين لصحة الدم وكريات الدم الحمراء، لذا تعد كأفضل أغذية للمصابين بفقر الدم».
◄ علاقتها بمرض السكري
بين د. روسيو أن الدراسات التي ربطت بين تناول اللحوم الحمراء مع توازن سكر الدم، لم تؤكد بشكل قاطع أن استهلاك اللحوم الحمراء من عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني. وقال: «في الواقع، يرتبط تناول اللحوم الحمراء مع اتزان وانخفاض سكر الدم بعد الوجبات. ويرجح أن القصد من هذه الدراسات كشف العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء غير الصحية (المصنعة والباردة واللحوم الغنية بدهون القلي والشحوم) وبين الأمراض، كما أنها لم تراعِ أن تدهور النتائج الصحية يرجع إلى وجود عادات غذائية ونمط حياة غير صحي.
على سبيل المثال، قد يكون من يكثرون من تناول اللحوم الحمراء الجاهزة والسريعة أكثر عرضة للتدخين، وأقل نشاطاً بدنياً، وأكثر وزناً (وهي عادات وعوامل يعرف تأثيرها السلبي على الصحة)».
كيف اكتسبت اللحوم سمعتها السيئة؟
شرح الدكتور ان اللحوم اتهمت ظلما بالتسبب في نتائج صحية سيئة، عبر 3 أنواع من الدراسات:
1 - دراسات قيمت (عبر تتبع استبانات التغذية) مستوى صحة الأشخاص في الدول المتقدمة، يتبعون الحمية الأمريكية التي تعتمد على تناول اللحوم ومنتجاتها بشكل مفرط، وخلصت إلى زيادات طفيفة في خطر الإصابة بأمراض معينة.
لكن هذه الدراسات لم تراعِ وجود عوامل وأنماط حياة سلبية أخرى (مثل السمنة والتدخين وقلة الحركة، وغيرها) والتي قد تُسهم أيضاً في زيادة خطر الإصابة بالأمراض.
2 - دراسات قيمت تأثير تناول جميع أنواع اللحم من دون التفرقة بين اللحوم الحمراء واللحوم المُصنّعة، على الرغم من الاختلاف في قيمتهما الغذائية بشكل كبير.
على سبيل المثال، قامت دراسة بتحليل نتائج 61 دراسة شارك فيها أكثر من 4 ملايين مشارك، قيمت علاقة نظام غذائي يحتوي على مختلف أنواع اللحوم الحمراء (غير المُصنّعة والمُصنّعة)، ومعدل الوفيات لجميع الأسباب، ونتائج القلب والأوعية الدموية، وجودة الحياة.
وخلصت النتائج إلى ارتباط تقليل استهلاك اللحوم الحمراء غير المصنعة بمقدار 3 حصص أسبوعياً مع انخفاضات طفيفة وغير مؤكدة في خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية (%10) أو الإصابة بسكتة دماغية (%6) أو نوبة قلبية (%7) أو داء السكري من النوع الثاني (%10). بينما ارتبط تقليل استهلاك اللحوم المصنعة بمقدار 3 حصص أسبوعياً مع انخفاضات بسيطة ولكن معقولة في خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية (%18) أو الإصابة بسكتة دماغية (%7) أو نوبة قلبية (%16) أو داء السكري من النوع الثاني (%22).
وأضاف روسيو قائلاً: «بالرغم من أن تقليص وتفادي تناول اللحوم الحمراء عموماً له تأثير قليل على خفض فرصة الإصابة بأمراض القلب والأمراض الأخرى، إلا أن الفائدة تكون أكبر لو تم تفادي تناول اللحوم المصنعة بشكل خاص».