اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
يوسف حمود - الخليج أونلاين
يعود التعاون العسكري بين البلدين إلى مطلع ستينيات القرن العشرين، حين أرسلت القاهرة قوات عسكرية لدعم الكويت بعيد استقلالها عام 1961
تعكس اتفاقية التعاون العسكري بين الكويت ومصر التي أبرمت في فبراير الماضي ودخلت حيز التنفيذ في 6 يوليو الجاري، رغبة متبادلة في توسيع نطاق التعاون الدفاعي بين بلدين تربطهما علاقات تاريخية راسخة.
وتاريخياً، لم تكن الشراكة العسكرية بينهما مجرد تفاهمات دبلوماسية، بل تجذرت من خلال وقائع ميدانية شاركت فيها القوات المصرية في الدفاع عن الكويت خلال الغزو العراقي عام 1990، ومن خلال برامج تدريب وتبادل خبرات امتدت لعقود.
وبينما تواصل مصر لعب دور مركزي في معادلة الأمن الإقليمي، تحرص الكويت على تنويع مصادر دعمها الدفاعي واستثمار الخبرات العسكرية العربية التقليدية لمواكبة المتغيرات الحديثة.
أهمية الاتفاقية
ودخلت حيز التنفيذ رسمياً يوم الأحد 6 يوليو 2025، بعد صدور مرسوم أميري رقم 82 لسنة 2025، لتفتح الباب لتعاون شامل يغطي التعليم العسكري، والتمارين المشتركة، والأمن السيبراني، والصناعات الدفاعية، والطب العسكري، والقضاء العسكري، بالإضافة إلى التعاون الثقافي والرياضي والاجتماعي.
كما ينص الاتفاق على ما يلي:
- تشكيل لجنة عسكرية مشتركة تتولى تنسيق البرامج وتنفيذ خطط العمل السنوية، ضمن إطار قانوني ملزم يحترم السيادة الوطنية للطرفين وميثاق الأمم المتحدة.
- تشكيل لجنة عسكرية مشتركة تُعنى بالإشراف على تنفيذ الاتفاق، وصياغة بروتوكولات تفصيلية لبرامج التعاون السنوية.
- تنص الاتفاقية على مبدأ التمويل 'كل حالة على حدة'، حيث يتحمل كل طرف نفقاته الخاصة، بينما يُكلّف الطرف المستقبل بتوفير الإقامة والإعاشة والنقل الداخلي، ما لم تُقرّر البروتوكولات خلاف ذلك.
- تُلزم الاتفاقية الأفراد العسكريين باحترام قوانين الدولة المضيفة وعدم التدخل في شؤونها، مع منح الدولة المرسلة حق محاسبتهم وفق نظمها العسكرية.
- تؤكد على حماية المعلومات والمواد المصنفة 'سرية'، وعدم مشاركتها مع أطراف ثالثة دون موافقة كتابية مسبقة من الطرف المعني.
تعاون مشترك
ويعود التعاون العسكري بين البلدين إلى مطلع ستينيات القرن العشرين، حين أرسلت القاهرة قوات عسكرية لدعم الكويت بعيد استقلالها عام 1961.
كما تكرر هذا الالتزام في محطة محورية خلال حرب الخليج الثانية عام 1990، حيث كانت القوات المصرية من أوائل الوحدات العربية التي شاركت ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت.
وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية واصلت الملحقية العسكرية المصرية في الكويت أداء دور نشط في تنسيق البرامج التدريبية، وتبادل الوفود العسكرية، وتوفير البعثات الدراسية للكويتيين في الكليات والمعاهد العسكرية المصرية.
وخلال العقدين الأخيرين، شارك ضباط كويتيون في دورات تخصصية بمصر شملت مجالات المشاة، المدرعات، الدفاع الجوي، القيادة والأركان، والشرطة العسكرية.
كما يزور وفود عسكرية مصرية الكويت بشكل دوري ضمن إطار الاجتماعات الثنائية بين وزارتي الدفاع في البلدين، والتي بلغت في يوليو 2024 دورتها الرابعة عشرة، وركزت على 'تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتكامل في الأمن القومي العربي'، وفق ما ذكره بيان صادر عن رئاسة الأركان الكويتية حينها.
بادرة مشجعة
وتمثل مصر بصفتها واحدة من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط، ركيزة تدريبية ذات خبرة عالية للكويت، خاصة في مجالات الحرب النظامية والتكتيك الميداني.
كما تتيح التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب والعمليات غير النظامية، فرصاً ثمينة لنقل الخبرة إلى الجانب الكويتي.
في المقابل، توفر الكويت شريكاً خليجياً يتمتع بقدرات مالية وتقنية متقدمة في مجالات الرقمنة، زالأمن السيبراني، وتطوير البنية التحتية الدفاعية الحديثة.
كما تلعب الكويت أيضاً دوراً محورياً في التنسيق الدفاعي داخل مجلس التعاون، ما يتيح لمصر فرصة أوسع للاندماج في البيئة الأمنية والعسكرية الخليجية.
من وجهة نظر الخبير العسكري جلال العبادي، فإن اتفاقية التعاون العسكري بين مصر والكويت، تشكل بادرة عربية مشجعة، معرباً عن أمله في أن تتوسع لتشمل كل الدول العربية مضيفاًفي تصريح لـ'الخليج أونلاين':
- مصر لديها تاريخ في المجال العسكري، ولديها قدرة تدريبية، قابلة لعقد شراكات مع جميع دول الخليج.
- لدى مصر أطقم مدربة وذات خبرة، كما أنها شاركت في حروب كثيرة وهذا أكسبها خبرة كبيرة.
- تعتبر مصر أيضاً منبع التعليم العسكري والمناورات في الشرق الأوسط، لأنها تعتبر من الدول الكبيرة والمحورية في المنطقة.
- هذا التعاون هو بداية الطريق، ويشمل التدريب وتعزيز العلاقات والمناورات بما في ذلك المناورات بالذخيرة الحيّة، إلى جانب الحرب الإلكترونية.
- نأمل أن يتوسع هذا التعاون ليشمل كل دول الخليج، ومصر عمق منطقة الخليجي الاستراتيجية في المنطقة.
- دول الخليج يجب أن يكون لها حلفاء من الدول العربية، ومصر من أقدم الجيوش العربية وأكثرها عدداً وعتاداً.
- مصر لديها الكثير من المعاهد العسكرية، القادرة على تنظيم آلاف الدورات، وتدريب آلاف المدربين من الكويت ومن غيرها.
- مصر أيضاً متقدمة في مجال الحرب الإلكترونية، والأمن السيبراني، وفي مجال الدفاع الجوي وكافة الأسلحة والطيران.
- لدى الكويت فرصة لأن تزداد خبرة وتدريباً بكلفة أقل، علماً أن لديها تعاون مع الأردن وغيره، وإضافة مصر لقائمة التدريب العسكري أمر هام.