بوفاة أحد المتهمين.. الكويت تستذكر تفجيرات الثمانينيات

الكويت - الخليج أونلاين

ما أبرز جهود السلطات الكويتية في حينها؟

اعتقلت المنفذين وطبقت القانون ضد الإرهابيين.

ما أبرز الخسائر خلال تلك الفترة؟

تسببت التفجيرات في حينها بمقتل عديد من الأشخاص.

عانت دولة الكويت خلال ثمانينيات القرن الماضي من سلسلة هجمات إرهابية استهدفت تجمعات مدنية، وأودت بحياة عديد من الأشخاص، وبثت الرعب في صفوف السكان، لكن البلد الخليجي تمكن من تجاوز هذه الأحداث واستعاد استقراره مجدداً.

في 12 ديسمبر 1983، اقتحمت شاحنة محملة بـ45 أسطوانة كبيرة من الغاز متصلة بالمتفجرات البلاستيكية البوابات الأمامية للسفارة الأمريكية في مدينة الكويت، وصدمت المرفق الإداري وهدمت نصفه، ودمر التفجير النوافذ والأبواب في المنازل والمحلات البعيدة.

وقتل خمسة أشخاص في هذا التفجير، بينهم فلسطينيان وكويتيان وسوري واحد.

وفي نفس التوقيت وقعت 5 انفجارات أخرى خلال ساعة، حيث انفجرت سيارة كانت متوقفة أمام السفارة الفرنسية، ما أدى لإصابة 5 أشخاص.

ووقع الانفجار الأقوى في مصفاة النفط الرئيسية بالكويت، ومحطة تحلية المياه، ومصنع الشعيبة للبتروكيماويات، عبر 150 أسطوانة غاز كانت محملة على شاحنة، لكنه لم يكتمل.

في 1985، تم استهداف مقهيين شعبيين في منطقة الشرق بعبوات ناسفة شديدة التفجير، ما أدى لمقتل 11 شخصاً وإصابة 89 آخرين، في حين تمكنت السلطات من تفكيك قنبلة ثالثة بمقهى آخر في العاصمة الكويت.

علاقة إيران

بعد تفجيري المقهيين أعلنت السلطات توقيف 4 أشخاص بتهمة التورط في العمليات، وحكم عليهم بالإعدام والسجن المؤبد.

أبرز المتهمين في القضية كان سعد ياسين الذيابي، وهو كويتي الجنسية اتهم بتفجير المقاهي عام 1983، وحكم بالإعدام، ثم أطلق سراحه في عام 2011.

ويوم 24 مارس 2023، أعلنت وفاة الذيابي، الذي سبق أن هرب من السجن خلال الغزو العراقي 1990، وفر إلى إيران، وسحبت السلطات الكويتية الجنسية منه.

ونقلت صحيفة 'الراي' المحلية عن مصدر مطلع أن الذيابي اعتقل مجدداً في 2002، أثناء دخوله الكويت قادماً من إيران بعد خروجه من السجن خلال فترة الغزو العراقي.

وعقب وفاة الذيابي أكد حساب منسوب لابنته لم يتسنَّ لـ'خليج أونلاين' التأكد منه، أن الراحل تمت تبرئته من كل التهم الموجهة له.

انا بكل فخر واعتزاز ورفعة راس بنته 'شهله سعد ياسين الذيابي 'وليس ياسر !!

ثانيا قبل لا تكتب أي معلومه ياريت تروح تتأكد من ملفه

سعد طلع براءه من جميع التهم الموجهه له لذلك طلع من السجن بريء

ابوي سعد اللي انا افتخر اني بنته وأي شخص عرف سعد ياسين الذيابي يفتخر بمعرفته

استجواب برلماني

ولم تتوقف تداعيات تفجير المقاهي بعد سنوات من وقوع الحدث، حيث سبق أن أكد النائب السابق وليد الطبطبائي، أن مستجوبي رئيس الوزراء قدموا طلب إلحاق محور جديد بصحيفة المساءلة 'حول الإفراج عن سعد عبد الكريم الذيابي (كويتي الجنسية) المتهم بتفجير المقاهي الشعبية، والمحكوم عليه بالمؤبد نزولاً من الإعدام'.

وقال الطبطبائي في تصريح له، في مايو 2011: إن 'الذيابي يشكل خطراً على الأمن القومي، إذ إن من يحركه هو حزب الدعوة العراقي المدعوم من إيران'.

وأوضح أن قرار الإفراج جاء تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، و'اتخذ من دون الرجوع إلى أهالي قتلى التفجيرات التي قام بها'.

وإلى جانب الطبطبائي، قدم النائب مبارك الوعلان في حينها أسئلة لمعرفة أسس الإفراج عن الذيابي.

وفي 1985 أيضاً، انفجرت مجموعة سيارات مفخخة في برج المراقبة بمطار الكويت الدولي، ومركز مراقبة الكهرباء، ومقر سكن الموظفين الأمريكيين في شركة 'رايثيون' التي كانت تركب نظاماً صاروخياً في البلاد، حيث انفجرت قنبلتان كانت الأولى تهدف إلى جلب السكان إلى الخارج والثانية لقتلهم، وقد فشلت المحاولة لأن السكان لم يظهروا.

العملية الكبرى كانت محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، عام 1985، عبر استهداف موكبه بسيارة مفخخة وهو في طريقه إلى مكتبه في قصر السيف، وأدت العملية لمقتل اثنين من مرافقي الأمير.

الكاتب الصحفي سعيد الحمد يؤكد أنه منذ عام 1983 بدأت البصمات 'الإجرامية' لـ'حزب الله' في الكويت، حيث شاركت عناصره مع عناصر من حزب الدعوة في عدد من العمليات التي كان منها اختطاف الطائرة الكويتية في 1984 للمطالبة بإطلاق عناصرهم المعتقلة عام 1983.

وقال الحمد في مقال له نشرته صحيفة 'الجريدة' الكويتية، في نوفمبر 2021، إن العمليات الإرهابية في الكويت توالت، والتي منها محاولة اغتيال الأمير الراحل، والمقاهي الشعبية.

ويضيف: 'حزب الله الكويتي نشط إرهابياً في الكويت تحت عناوين عديدة (صوت الشعب الحر)، ومنظمة (الجهاد وقوات المنظمة الثورية)، وجميعهم كما دلت اعترافاتهم يتلقون التدريب في معسكرات حزب الله اللبناني'.

وتابع: 'لقد شاركت عناصر قيادية مليشياوية الحزب في عمليات اختطاف وتفجير في الكويت؛ مثل مصطفى بدر الدين، وعماد مغنية، وهو الإرهابي الأبرز في عملياتهم ضد أمن الكويت، حيث خطط لحادثة اغتيال أمير الكويت الراحل'.

وحد الكويتيين

رئيس تحرير صحيفة 'الشعب' الكويتية الأسبوعية حامد تركي بويابس، يؤكد أن الكويت نجحت في تجاوزت المرحلة التي شهدت تفجير المقاهي ومحاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد، من خلال وحدة الشعب الكويتي.

ويقول بويابس في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'الشعب الكويتي في تلك المرحلة التف حول قيادته، وأصبح لديهم شعار واحد وهو أن الأمن الوطني للبلاد خط أحمر'.

ويبين بويابس أن الكويت بعد تلك السنوات والمرحلة الخطيرة نجحت عبر قيادتها وأجهزتها الأمنية في بسط الاستقرار في عموم البلاد، حيث لم تشهد الكويت من سنوات أي عمليات إرهابية.

ويوضح أن الأجهزة الأمنية الكويتية ومؤسساتها المختلفة أصبحت تمتلك أحدث الوسائل التقنية، والتعامل بسهول ويسر في مكافحة الإرهاب.

ويشير إلى أن الكويت تعمل على مكافحة الإرهاب من خلال التنسيق الأمني مع الدول الخليجية، وتبادل المعلومات لتحصين البلاد من أي عمليات إرهابية.

تفجيرات حديثة

حديثاً تعرضت الكويت لهجمات من تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش)، يونيو 2015، حيث استهدف مسجداً للشيعة أسفر عن مقتل 27 من المصلين، في أسوأ هجوم من نوعه في البلد الخليجي.

وعقب التفجير قال وزير الداخلية الكويتي آنذاك الشيخ محمد الخالد الصباح لمجلس الأمة: 'نحن في حالة حرب، وهي حرب حسمت مع هذه الخلية، لكن هناك خلايا ثانية لن ننتظر أن تجرب حظها معنا'.

وكثفت السلطات الكويتية الإجراءات الأمنية بعد أن وصل المفجر الانتحاري، وهو مواطن سعودي يدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع، من المملكة.

مكافحة الإرهاب

تبذل الكويت جهوداً كبيراً في مكافحة الإرهاب من خلال تنسيقها مع حلفائها الإقليميين والدوليين، حيث تتبادل معهم المعلومات حول الإرهابيين.

ولمواجهة الإرهاب إقليمياً، دشنت الكويت، عام 2017، مع السعودية وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان والولايات المتحدة، مركز 'استهداف تمويل الإرهاب'.

ويهدف المركز لقمع تمويل الأنشطة الإرهابية، وتصنيف الأفراد والكيانات الممولة للإرهاب، وإعلان قوائم الأفراد والكيانات المتورطة، وبناء شراكات وثيقة بين شركاء المركز، وفرض الجزاءات بحق المتورطين في تمويل أنشطة الإرهاب، وتوفير المساعدة الفنية، وبناء قدرات للجهات والدول التي تطلب ذلك.