اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أقامت الجمعية الكويتية للتراث ندوة بعنوان «جزيرة فيلكا قبل 4000 سنة»، قدّمها أستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة الكويت، د. حسن أشكناني، وأدارتها أمينة سر الجمعية، جمانة بهبهاني، وحضرها جمع كبير من المهتمين. في البداية أكد د. أشكناني أن جزيرة فيلكا تُعدّ من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة، إذ تحتضن آثار 7 حضارات تمتد من حضارة أور الثالثة ودلمون وشعوب البحر والكاشية والهيلينستية والساسانية، وصولا إلى الحضارة الإسلامية في مختلف عصورها.وأوضح أن الجزيرة شهدت استيطانًا بشريًا متصلاً ل4 آلاف عام، من 2000 قبل الميلاد حتى 2 أغسطس 1990، مما يجعلها سجلًا تاريخيًا مفتوحًا. وتوقف عند العصر البرونزي الذي برزت فيه حضارة دلمون، ذات المكانة المركزية في حضارات المنطقة، والتي ورد ذكرها في المصادر السومرية والبابلية. وتمتعت دلمون بأهمية دينية وتجارية، بفضل امتلاكها أسطولًا بحريًا جعلها وسيطًا بين حضارتي ملوخا ومجان وبلاد الرافدين. وقد عُثر على دلائل هذه الحضارة في فيلكا، منها مساكن وقصر الحاكم الدلموني ومعبد الإله إنزاك، إلى جانب مواقع أثرية أخرى تعكس قيمة الجزيرة الحضارية عبر العصور. نظريتان
أقامت الجمعية الكويتية للتراث ندوة بعنوان «جزيرة فيلكا قبل 4000 سنة»، قدّمها أستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة الكويت، د. حسن أشكناني، وأدارتها أمينة سر الجمعية، جمانة بهبهاني، وحضرها جمع كبير من المهتمين.
في البداية أكد د. أشكناني أن جزيرة فيلكا تُعدّ من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة، إذ تحتضن آثار 7 حضارات تمتد من حضارة أور الثالثة ودلمون وشعوب البحر والكاشية والهيلينستية والساسانية، وصولا إلى الحضارة الإسلامية في مختلف عصورها.
وأوضح أن الجزيرة شهدت استيطانًا بشريًا متصلاً ل4 آلاف عام، من 2000 قبل الميلاد حتى 2 أغسطس 1990، مما يجعلها سجلًا تاريخيًا مفتوحًا. وتوقف عند العصر البرونزي الذي برزت فيه حضارة دلمون، ذات المكانة المركزية في حضارات المنطقة، والتي ورد ذكرها في المصادر السومرية والبابلية. وتمتعت دلمون بأهمية دينية وتجارية، بفضل امتلاكها أسطولًا بحريًا جعلها وسيطًا بين حضارتي ملوخا ومجان وبلاد الرافدين. وقد عُثر على دلائل هذه الحضارة في فيلكا، منها مساكن وقصر الحاكم الدلموني ومعبد الإله إنزاك، إلى جانب مواقع أثرية أخرى تعكس قيمة الجزيرة الحضارية عبر العصور.
نظريتان
وذكر د. أشكناني أن وجود المؤسسات الدينية والإدارية في جزيرة فيلكا يؤكد أنها كانت منطقة محورية لحضارة دلمون على مدى نحو خمسمئة عام، مستدلًا على ذلك بوجود معبدين بُنيا فوق بعضهما، إضافةً إلى معبد الإله إنزاك الأكبر، ومعبد آخر يقع وسط المساكن في تل سعد، مما يعكس المكانة الرمزية والدينية التي حظيت بها الجزيرة لدى ملوك دلمون ومؤسساتها الدينية. وأوضح أن غياب المقابر الدلمونية في الجزيرة يُعد من أبرز الأسئلة التي أثارت اهتمام علماء الآثار، إذ لم يعثر حتى اليوم على أي مدفن يعود لتلك الحقبة.
وقد طُرحت نظريتان لتفسير ذلك، الأولى تشير إلى أن فيلكا كانت أرضاً موازية للأرض المباركة في دلمون، وأن دفن الموتى كان يتم في مملكة البحرين، حيث تم اكتشاف أكثر من 150 ألف مقبرة تلالية. أما النظرية الثانية فتذهب إلى أن الدفن كان يتم في برّ الكويت، خصوصا في منطقتي الصبية وكاظمة، حيث توجد عشرات المقابر التلالية. وبناءً على ذلك، ترجّح الدراسات أن فيلكا كانت مركزاً للسكن والعبادة فقط، وليست موقعًا لدفن الموتى، وهو ما يفسّر خلو الجزيرة من أي هياكل أو مدافن تعود لفترة دلمون.
البعثة الدنماركية
وحول الاكتشاف الأثري الأخير في جزيرة فيلكا، أوضح أشكناني أن البعثة الدنماركية أعلنت العثور قبل عام على معبدٍ جديد تبلغ مساحته نحو 11×11 مترا، يقع بالقرب من معبد الإله إنزاك، وهو معبد يعود إلى الفترة الزمنية نفسها لكن بحجم أصغر. وبيّن أن أعمال التنقيب لهذا العام كشفت طبقة أعمق أسفل المعبد تضم 4 قواعد جديدة للأعمدة و4 جداريات موازية لتلك التي اكتُشفت في الموسم السابق، مما يشير بوضوح إلى وجود معبد أقدم في الموقع ذاته. ويرجح أن هذا المعبد القديم هُدم أو تُرك ليتحول لاحقًا إلى استخدام آخر، ثم أُعيد البناء فوقه ليظهر المعبد الثاني بعد نحو مئة عام. ولفت أشكناني إلى أن هذا الاكتشاف يعتبر الأول من نوعه في الكويت، إذ يكشف عن معبدين متتاليين ينتميان للحضارة نفسها شُيّدا فوق بعضهما، مرجّحا أن يكون ذلك جزءًا من طقوس تكريس الملوك للآلهة عبر تعزيز المعبد وتجديده عبر الزمن.


































