اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
مع استمرار النقاشات حول حجم الضربات الأميركية والإٍسرائيلية على منشآت إيران النووية، ومصير اليورانيوم عالي التخصيب الذي كان في بعض المواقع، كشف مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن طهران نقلت نحو 9.5 أطنان من اليورانيوم المخصب بالإضافة إلى أجهزة طرد مركزي متطورة إلى روسيا، حيث حُفِظت في مخازن خاصة بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قدّم ضمانات لإيران بأنه يمكنها استعادتها عندما يكون الوضع مناسباً.
ورفض المصدر تأكيد ما إذا كان اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 60 في المئة نُقِل إلى روسيا أيضاً، لكنه أشار إلى أن موسكو عرضت إنشاء منشآت تخصيب على أراضيها يمكن لطهران أن تستفيد منها لتأمين الوقود النووي الذي تحتاج إليه.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير إيرفاني، أمس الأول، إن بلاده منفتحة على نقل جزء من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة، في إطار مقترح لاتفاق نووي إقليمي يخضع لإشراف دولي، بحسب مقابلة مع صحيفة «المونيتور».
من جهة أخرى، أفاد المصدر «الجريدة» بأن التقييمات الإيرانية الأولية تشير إلى أن حجم الضرر الذي تعرضت له 3 منشآت نووية رئيسية قصفتها أميركا وإسرائيل، هي فوردو ونطنز وأصفهان، يبلغ 20 في المئة، مضيفاً أن المباني الخارجية الموجودة على سطح الأرض معظمها يحتاج لإعادة بناء، أما تلك التي تحت الأرض فلا يحتاج أغلبها إلا لأعمال ترميم فقط.
وذكر أن جزءاً كبيراً من أجهزة الطرد المركزي المتضررة هي أجهزة من الجيل الأول وكانت في منشآة نطنز بشكل رئيسي، لافتاً إلى أن 90 في المئة من هذه الأجهزة توقفت عن العمل لانقطاع الكهرباء لا بسبب إصابتها بقصف مباشر، وهذا ما يسمح بتفكيكها وإعادة تأهيلها خلال بضعة أشهر.
وأشار المصدر إلى أن أجهزة الطرد المركزي الحديثة تم إيقافها عن العمل قبل القصف، فضلاً عن وقف ضخ الغاز واليورانيوم فيها، كما تم سحب معظم كميات اليورانيوم من جميع المنشآت، نظراً لأن تسربه يؤدي إلى تلوث إشعاعي من الصعب السيطرة عليه.
وتأتي هذه المعلومات في وقت قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إن الوكالة لا تعلم مكان وجود أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، بعدما أكد مسؤولون إيرانيون أنه نُقل كإجراء وقائي قبل شن الضربات الأميركية.
ورفضت طهران السماح لمفتشي «الطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة بالدخول إلى مواقعها النووية لتقييم حجم الضرر، في حين أظهرت صور أقمار اصطناعية وجود تحركات إيرانية تدل على أعمال حفر قد تشير إلى أن مداخل مجمع فوردو النووي قد أقفلت قبل الضربات. ويعتبر «فوردو» أكثر المواقع الإيرانية تحصيناً، وقد ضربته واشنطن بنحو 12 قنبلة خارقة للتحصينات العملاقة.