اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
تطرق تقرير الشال الاسبوعي الى اعلان الحكومة الأسبوع الفائت بأن أحد خيارات تنويع مصادر الدخل سيكون تحولها إلى بلد جذب سياحي «منصة Visit Kuwait»، قائلا ان البداية صحيحة في تيسير عملية التواصل للحصول على الموافقات الضرورية لدخول السائح إلى الكويت، وبشكل آلي بعيداً عن الروتين والاجتهاد الشخصي. ولكن تحويل المشروع إلى واقع مجدي يتطلب أن تكون البداية مجرد إشارة يتبعها مشروع ضخم يحوله إلى مشروع دولة يعالج ثلاث متطلبات أساسية.
وتابع: بدايتها مع مطار الكويت الدولي، وذلك لا يستثني المنافذ الحدودية البرية، وثانيها الناقل الجوي الوطني الذي يحتاج استراتيجية مختلفة واستثمارا كبيرا، وثالثها البنى التحتية الداخلية وتشمل الطرق وقطاع الضيافة والنقل، وحتى نظرة على منظومة القيم في التعامل مع الزائرين.
واشار التقرير الى ان مطار الكويت، الذي بدأ نفاذ مشروع إنشائه في يونيو 2017، وبعد وضع حجر أساسه خضع لأكثر من تأجيل لتاريخ إنجازه، آخرها عندما أعلن تأجيل الإنجاز من عام 2022 إلى أواخر عام 2024 ثم إلى الربع الأخير من عام 2026، ففي 11 أغسطس 2025 وافقت لجنة المناقصات على الأمر التغييري الثالث عشر بتمديد عقد الإنجاز 466 يوماً، وقد يمدد مجدداً.
وبين انه خلال هذه الفترة، توقفت 14 شركة طيران عن الهبوط في مطار الكويت الدولي، أسباب قراراتها للتوقف مختلفة، ولكنها تنحصر في فقدان الكويت ومطارها وخدماتها لتنافسيتها، ما يعني أن إنجاز المبنى الذي تأخر كثيراً لا يكفي، ولابد من عمل مواز وحتى أكثر صعوبة لاستعادة تنافسيته. ولكي يكون المطار جزءا من مشروع اقتصادي متكامل، لابد من أن يتزامن الإنجاز مع مشروع محترف لإعداد البشر المختصين مهنياً وقيمياً لاستلامه، ولابد من اهتمام خاص بمساهمته في خلق أكبر عدد من فرص العمل المواطنة المستدامة.
الموقع التنافسي
وزاد: لا بأس من مثال رقمي يشرح تخلف الموقع التنافسي لمطار الكويت ضمن نطاقه الجغرافي بالمقارنة مع أربع مطارات أخرى، كلها زادت من عدد زوارها في عام 2024، ماعدا مطار الكويت الدولي الذي انخفض عدد زائريه. تشير الأرقام إلى أن مطار دبي استقبل 92.3 مليون زائر بنمو %5.7 عن عام 2023، واستقبل مطار الدوحة 52.7 مليون زائر بنمو %14.8 عن عام 2023، واستقبل مطار الرياض الدولي 37.6 مليون زائر بنمو %17.8 عن مستوى عام 2023،، واستقبل مطار أبوظبي 29.4 مليون زائر بنمو %28.4 عن مستوى عام 2023، واستقبل مطار الكويت، ومعظم زائريه مواطنين ووافدين مقيمين، 15.4 مليون زائر بهبوط %1 عن 2023.
واضاف: تلك الأرقام تكفي للدلالة على حجم الجهد المطلوب لمعرفة وعلاج تخلف الموقع التنافسي السياحي للكويت، ذلك ينسحب على المنافذ البرية، معظمها في وضع متخلف عن جوارها، بناءً ونظافة وطرقاً، والأمر يحتاج إلى اهتمام خاص لشمال الكويت وشرقها، أي العراق وإيران، وفيهما تكمن ميزة الكويت التنافسية.
مشروع دولة
افاد الشال إذا كانت السياحة مشروع دولة، فالنظرة إلى الناقل الوطني لا بد أن تترجم إلى تغيير في الأهداف الاستراتيجية للخطوط الجوية الكويتية، والتركيز يتحول إلى ما يمكن أن تحققه من عائد اقتصادي يساهم في ربط الكويت بمعظم دول العالم. وقد لا يحقق ذلك هدف الشركة المالي، أي تحقيق ربحية، وربما تحقق خسائر لبضع سنوات، إلا أن العائد غير المباشر لقطاعات الدولة الأخرى مثل الضيافة والنقل وتجارة التجزئة وغيرها، يعوض ويفوق الخسارة المالية.
واشار الى ان الخطوط الجوية الكويتية لا تتبنى أي نموذج أعمال معروف، فلا هي طيران تجاري بحت يسعى لتحقيق الربحية أسوة بطيران الجزيرة، ولا هي وسيلة لتحقيق مشروع دولة بالتركيز على العائد الاقتصادي، حجم أسطولها 33 طائرة، تولاها 8 مجالس إدارة منذ عام 2008 بصدور مشروع تخصيصها من دون معرفة معايير التعيين والتغيير المتكرر لمجالس إدارتها، توالت خسائرها المالية منذ زمن بعيد، وأعلنت قبل بضع شهور تأجيل هدفها ببلوغ مرحلة التعادل المالي، أي لا ربح ولا خسارة، من العام المالي الحالي، إلى أجل لا يبدو مسمى.
وشدد التقرير على انه أي نوايا للارتقاء بالموقع السياحي التنافسي للكويت من دون حسم سريع لمشروع الناقل الوطني، لن ينتج عنه سوى تخلف في الموقع النسبي مقابل المنافسين في الإقليم.
معاملة القادم
وبين الشال انه لابد من الاعتراف بعدم سلامة القيم التي تحكم نظرتنا للقادم إلى الكويت، فالاعتقاد الغالب هو أنه جاء ليأخذ وليس ليعطي، لذلك تختلف معاملتنا للقادم عن معظم المنافذ المنافسة. وتمتد تلك المعاملة في كثير من الأحيان إلى الداخل، وبشكل أكثر وضوح حين اضطراره للتعامل مع جهات رسمية، ولا تخلو معاملة الجهات المدنية والخاصة منها من التمييز، بينما تعني السياحة القبول بأن القادم يحمل منافعه معه، وتغيير المفهوم الخاطئ هي وظيفة الإعلام والتعليم متزامناً مع التغيرات الأخرى المطلوبة.
وزاد: بنى الكويت التحتية متخلفة مقارنة بمنافسيها، فالطرق أقرب إلى مستوى الطرق في الدول الفقيرة، والمساحات الجمالية مثل التشجير غير منسقة وفي كثير من الأحيان عشوائية، وبعض أشجارها يموت واقفًا ويبقى على حاله لفترة طويلة. وبعض مناطق الكويت، وحتى شوارع العاصمة الرئيسية صادمة – شارع فهد السالم مثال –، ما يجعل السائح يعقد مقارنة مع المنافسين تنتهي لغير مصلحة الكويت، وإصلاحها يفترض أنه لا يحتاج سوى إلى حس وعمل مؤسسي منتظم وغير صعب، وذلك ينسحب كثيراً على تخلف وسائط النقل العام.
اضاف: غرضنا من كل ما تقدم أن النوايا المعلنة حول مشروع ما، تبقى مجرد عناوين لا تكفي لجني ثماره، فالنوايا في خمسينيات وستينيات القرن الفائت كانت تتزامن مع خطط وخطوات لتحويلها إلى واقع، ولمن لا يعرف، ليلقي نظرة على المخططات الهيكلية في ذلك الزمن ليعرف كم كانت الإدارة العامة متميزة. وما ذكرناه من فقرات حول محطات الإصلاح اللازمة لتحقيق مشروع الكويت مرحبة، وجهة جذب سياحي، لا يرقى سوى إلى تنبيه لبدء دراسة مهنية تحليلية تربط ما بين النوايا ونجاح مستهدفاتها على أرض الواقع، عدا عن ذلك، سيكون مصيرها مصير رؤية الكويت 2035 التي تراجعت مستهدفاتها السبعة حالياً عن مستواها في عام 2017.
تأخر تطوير البنى التحتية
قال الشال انه رغم توفر مشروعات متميزة في قطاع الضيافة، مثل الفنادق والمجمعات التجارية والخدمات ضمنها، مثل الأكل ومشروعات الترفيه، تظل الطاقة الاستيعابية المتاحة للزائرين دون مستوى المنافسين. ففي الإمارات مثلاً 214 ألف غرفة فندقية، وفي قطر نحو 40 ألف غرفة فندقية، وفي عُمان نحو 33 ألف غرفة فندقية، وفي البحرين 24 ألف غرفة فندقية، بينما توجد في الكويت نحو 10 آلاف غرفة فندقية وحوالي ألفي غرفة شقق فندقية.
واضاف أن الكويت بدأت نهضتها قبل الجميع، وكانت قبلة زائرين وحاضنة لمعظم مقار المنظمات الإقليمية، ولا معنى لموقعها حالياً في آخر المواقع التنافسية، سوى أنها تخلفت عن تطوير تلك البنى التحتية، إضافة إلى سياساتها وقيودها التي فقدت الترحيب بالغير.