اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
ضمن برنامجها الثقافي، نظّمت مكتبة تكوين، في مقرها بمنطقة الشويخ، حوارًا مفتوحًا مع الفنان فيصل العميري، أدار اللقاء الفنان مساعد خالد، وسط حضور جمع من المهتمين بالشأن الفني والثقافي.
وشهد اللقاء نقاشا ثريًا، وأتيحت للحضور فرصة التفاعل وطرح الأسئلة، مما أضفى على الأمسية طابعًا حيويا. وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من اللقاءات الثقافية التي تسعى مكتبة تكوين من خلالها إلى تعزيز الحوار بين المبدعين والجمهور، وإثراء المشهد الثقافي المحلي.
غياب الدراما التاريخية
تضمّن الحوار العديد من الأسئلة والنقاشات، من بينها السؤال عن غياب الدراما التاريخية المهمة من بعد مسلسل عنترة بن شداد، الذي جسّد به العميري الشخصية الرئيسية، قال: 'كان هناك مشروع لمسلسل تاريخي عنوانه (سقوط الأندلس)، وكان مقررا أن يتولى إخراجه المخرج السوري الراحل حاتم علي، ولكن الله أخذ أمانته قبل أن يرى المشروع النور'.
وأشاد العميري بالمخرج التونسي الراحل شوقي الماجري، 'الذي قدّم العديد من الأعمال المهمة؛ ومنها 'إخوة التراب' و'فنجان الدم' وغيرهما.
وأضاف أن 'هذين المخرجين في المرتبة الأولى عربياً لناحية صناعة الأعمال التاريخية'.
وزاد: 'كما أن تواري وندرة الأعمال التاريخية بخريطة الدراما العربية سببه غياب الإنتاج الخليجي لها، حيث لم يعد الدعم موجوداً، ولذلك لا أتوقّع عودتها في الوقت الراهن على الأقل'.
تطوير الأداء
وعن ردّه عمّا إذا كان يجد بُداً بالعمل مع ممثل متواضع الإمكانات، أكد العميري أنه كفنان اعتاد الأخذ بيد الفنانين الشباب، من دون التقليل من مواهبهم أو حتى شعورهم بأنهم أقلّ منه فنياً، 'لأننا في النهاية نعمل على تصدير المشاعر، ولا نبيع (الرويد) أو (الجرجير) في سوق الخضار'.
ولفت إلى أن الممثل يمكن أن يُطور من أدائه وإمكاناته عن طريق التعاطي اليومي من خلال الدراما التلفزيونية أو المسرح، مستدركاً 'ولكن المشكلة ليست في الممثل، بل في المخرج إذا كان أقلّ ثقافة منه، ففي هذه الحالة قد لا يتقبّل أي مقترح يتقدم به الأخير إليه'. ومضى يقول: 'أحياناً يجد المخرج نفسه في موضع حرج إذا قدّم الفنان أداءً أكبر من قدرات المخرج. ولذلك، قد يحذف المشهد في غرفة المونتاج'. كما عرج العميري على بعض المنتجين مِمن قال إنهم لا يعبأون بقيمة العمل الفني بقدر ما تعنيهم القيمة المادية، خصوصاً وإن لم يكن المنتج فناناً.
عزوف المنتجين
وحول مبدأ الثلاثين حلقة في الأعمال الخليجية، التي حملت من الحشو الدرامي الشيء الكثير، حتى انعكس ذلك على الدراما الموسمية القصيرة التي تُبث على المنصات، علّق قائلا: 'إن اللائمة تقع على بعض المنصات التي لم تغيّر شيئاً في نوعية الأعمال، بل استمرت على الوتيرة المملة نفسها، فما يحصل في الدراما الثلاثينية أو الموسمية القصيرة من خلل، هو بسبب عزوف الدراما عن الثقافة، وعزوف المنتجين عن الأفكار الحقيقية، بذريعة أن المشاهد لا يتقبلها'.
وأكمل: 'إن درجات الوعي مختلفة من شخص لآخر، فهناك مَن يبحث عن (Doz) عالٍ، وهناك من يريده قليلا، وبالتالي لكل شخص مزاجه، وفي كل الأحوال لا بُد من التنويع في المضمون بين الكوميدي والتراجيدي، وألّا تتم الأعمال بجدية صرفة، أو بأطروحات بالية، وعلى المنتج أن يتقبّل كل الآراء لإنتاج دراما ثرية، ومربحة أيضاً'.
أقوال:
- الممثل يعمل على تصدير المشاعر ولا يبيع 'الرويد' أو 'الجرجير' في سوق الخضار
- حاتم علي وشوقي الماجري في صدارة المخرجين العرب بصناعة الدراما التاريخية