اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
إذا كان المثل الشعبي يقول: كل آفة لها آفة، فإن ميلاد قانون المرور الجديد الذي افتتح ستار العمل به قبل أيام، جاء لردع اولئك الذين ضربوا عرض الحائط بكل قيم ومبادئ احترام المرور ومن الذين استرخصوا ارواحهم وارواح الآخرين بتجاوزات السرعة المحددة وتخطي الإشارة الحمراء واستعراضات الشوارع من - المستهترين والمتهورين وفاقدي الوعي المروري من قائدي السيارات والدراجات النارية وغيرهم، بل وحتى رجال المرور لم يسلموا من اعتداءاتهم بالشارع وإتلاف سياراتهم الرسمية.
نظام الشرطة بالكويت جاء عام - 1938- حين التحق عدد من ابناء ذاك الجيل بسلك الشرطة وكان دورهم محدودا لقلة السيارات والوافدين، وكانت اول مخالفة مرورية سجلت في ذلك الوقت حادث تصادم بين سيارتين في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1938 وانتهت بمخالفة احدهما لتجاوزه اولوية المرور، ومع تعاقب عقود الزمان وتزايد اعداد السيارات، واختلاف وسائل المواصلات من دراجات بخارية وغيرها ومشاة، فقد استوجبت الضرورة لدى وزارة الداخلية ادخال تعديلات على قانون المرور، خاصة بعد تزايد الحوادث والمخالفات التي عصفت بكثير من الأرواح من خلال زيادة العقوبة والرسوم ومع ذلك لم تردع تعديلات القانون الماضية - مطايير الشوارع - عن العودة إلى رشدهم، فراحت على ايديهم الكثير من الأرواح وامتلأت المستشفيات من جرحى الحوادث والإعاقات، هذا غير الخسائر المادية حتى صار الواحد - السنع - يضع يده على قلبه حين الخروج إلى الشارع خوفا من الحوادث على ايدي المستهترين، حتى صار العاقل يخشى من عدوانية هذه النوعية وهو في سيارته.
لم تتأخر وزارة الداخلية عن التوجيه والإرشاد والتوعية المرورية بكل السبل حرصا منها على سلامة المواطنين على امتداد السنوات الماضية لكنها وللأسف وجدت صدودا واذانا غير صاغية من - مطايير - وهي جمع مطيور وهو - المستهتر بالتعامل مع المرور، حتى لم تجد سوى هذا القانون الذي شدد عقوبة المخالفة بالزيادة المالية وصولا إلى حجز السيارة وسحب الرخصة والسجن وهو آخر الكي لمن لا تردعه الرسوم المالية ولا النصيحة ولا حتى الاهتمام بحياته وحياة الآخرين. القانون الجديد هو عصا لمن افسد بسلوكه وتصرفاته الطائشة وعبث بكل قيم حركة المرور - فشكرا للداخلية على هذا القانون لأناس لا يخافون إلا بالعين الحمراء -.
● نغزة
الاهمال المتعمد بعدم ربط الحزام واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة وجنون السرعة والرعونة واللامبالاة بالأرواح وغياب دور البيت بالنصيحة والحزم.. استلزم إصدار قانون المرور الجديد، ويكفي انخفاض المخالفات ببركة هذا القانون طيب الذكر.. طال عمرك.
يوسف الشهاب