اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تخيل أنك تستيقظ لتكتشف أن كل مدخراتك اختفت في لحظة، هذا ما يعيشه آلاف الضحايا الذين وقعوا في فخ احتيال “تسمين الخنازير”، أحد أكثر أنواع الاحتيال انتشارا وخطورة في السنوات الأخيرة، فهو لا يقتصر على العملات المشفرة فحسب، بل يمتد إلى الأسهم والعقارات والمشروعات التجارية، ويعتمد على التلاعب بالعواطف وتقديم وعود كاذبة تجذب الضحايا إلى استثمارات تبدو مربحة، ولكنها وهمية.المحتالون في هذه العمليات بارعون في كسب ثقة ضحاياهم تدريجيا عبر الإنترنت، يبدأ التواصل غالبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم بناء علاقة ودية وموثوقة بمرور الوقت، وبعد ذلك، يُقدِم المحتال عرضا استثماريا يبدو مغريا ونادرا وسريعا، فالعلاقة تمر بمراحل:التواصل الأولي: يظهر المحتال كشخص محترف ومهتم، ويبني علاقة ودية مع الضحية.بناء الثقة: يستغل أسابيع أو أشهرا لكسب ثقة الضحية من خلال إظهار الدعم والاهتمام.العرض الاستثماري: بعد كسب الثقة، يعرض فرصة استثمارية تبدو لا تُفوت بعوائد ضخمة.زيادة الاستثمار: يبدأ بمبالغ صغيرة، ثم يرفع الطلبات تدريجيا حتى يتمكن من سحب مبالغ كبيرة.النهاية: بعد استنزاف الضحية ماليا، يختفي فجأة ومعه كل الأموال، تاركا الضحية في صدمة مالية ونفسية.إحدى القصص الواقعية المؤلمة كانت لشخص في وظيفة مرموقة بدأ باستثمار مبلغ صغير في تطبيق يزعم أنه يقدم فرصا استثمارية في الأسهم العالمية، ومع مرور الوقت شاهد أرباحا أولية وهمية عززت ثقته بالمنصة، فزاد استثماره تدريجيا، مقتنعا بأن العوائد ستتضاعف، ومع مزيد من الإغراءات، أعاد استثمار أرباحه المتوقعة وزاد استثماره ليصل إلى 18 ضعفا المبلغ الذي بدأ الاستثمار فيه، حتى خسر عشرات الآلاف من الدنانير قبل أن يختفي المحتال ومعه جميع الأموال، دون وسيلة لاسترجاع أمواله، لتبقى القصة درسا مؤلما حول خطورة الثقة السريعة بالاستثمارات المجهولة. ظاهرة الاحتيال ليست محلية فقط، بل ظاهرة عالمية تنمو بشكل مخيف، ففي عام 2022 خسر الأفراد حول العالم أكثر من 75 مليار دولار بسبب هذا النوع من الاحتيال، ولم تكن دول الخليج بمنأى عنه، حيث رُصدت حالات متعددة في الكويت ودول الجوار، استخدم فيها المحتالون أساليب متطورة، وأحيانا واجهات إلكترونية تحمل شعارات شركات عالمية معروفة.
تخيل أنك تستيقظ لتكتشف أن كل مدخراتك اختفت في لحظة، هذا ما يعيشه آلاف الضحايا الذين وقعوا في فخ احتيال “تسمين الخنازير”، أحد أكثر أنواع الاحتيال انتشارا وخطورة في السنوات الأخيرة، فهو لا يقتصر على العملات المشفرة فحسب، بل يمتد إلى الأسهم والعقارات والمشروعات التجارية، ويعتمد على التلاعب بالعواطف وتقديم وعود كاذبة تجذب الضحايا إلى استثمارات تبدو مربحة، ولكنها وهمية.
المحتالون في هذه العمليات بارعون في كسب ثقة ضحاياهم تدريجيا عبر الإنترنت، يبدأ التواصل غالبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم بناء علاقة ودية وموثوقة بمرور الوقت، وبعد ذلك، يُقدِم المحتال عرضا استثماريا يبدو مغريا ونادرا وسريعا، فالعلاقة تمر بمراحل:
إحدى القصص الواقعية المؤلمة كانت لشخص في وظيفة مرموقة بدأ باستثمار مبلغ صغير في تطبيق يزعم أنه يقدم فرصا استثمارية في الأسهم العالمية، ومع مرور الوقت شاهد أرباحا أولية وهمية عززت ثقته بالمنصة، فزاد استثماره تدريجيا، مقتنعا بأن العوائد ستتضاعف، ومع مزيد من الإغراءات، أعاد استثمار أرباحه المتوقعة وزاد استثماره ليصل إلى 18 ضعفا المبلغ الذي بدأ الاستثمار فيه، حتى خسر عشرات الآلاف من الدنانير قبل أن يختفي المحتال ومعه جميع الأموال، دون وسيلة لاسترجاع أمواله، لتبقى القصة درسا مؤلما حول خطورة الثقة السريعة بالاستثمارات المجهولة.
ظاهرة الاحتيال ليست محلية فقط، بل ظاهرة عالمية تنمو بشكل مخيف، ففي عام 2022 خسر الأفراد حول العالم أكثر من 75 مليار دولار بسبب هذا النوع من الاحتيال، ولم تكن دول الخليج بمنأى عنه، حيث رُصدت حالات متعددة في الكويت ودول الجوار، استخدم فيها المحتالون أساليب متطورة، وأحيانا واجهات إلكترونية تحمل شعارات شركات عالمية معروفة.
كيف تحمي نفسك من الوقوع في الفخ؟
لحماية نفسك من هذا النوع من الاحتيال، يجب أن تكون دائما متيقظا وتتبع هذه الإرشادات الأساسية:
في الكويت، تبذل الجهات الرقابية والبنوك جهودا كبيرة لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال حملة “كن على دراية” التي أطلقها اتحاد المصارف بالتعاون مع بنك الكويت المركزي، كما أنشأت الدولة الغرفة المركزية المشتركة لتلقي البلاغات بالتعاون مع النيابة العامة ووزارة الداخلية، وهي تعمل على مدار الساعة لرصد الاحتيالات وتحليل الأساليب الحديثة التي يستخدمها المحتالون عبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومع كل هذه الجهود، يبقى الوعي الشخصي هو خط الدفاع الأول، لأن المحتالين يطورون أساليبهم بسرعة تفوق قدرة القوانين على ملاحقتهم.
إذا شعرت بأنك ضحية لعملية احتيال، يجب عليك التصرف بسرعة. توقف فورا عن التعامل مع المحتال، وقم بإبلاغ الجهات المختصة، يؤكد الخبراء أن التحرك السريع يمكن أن يساعد في إحباط عملية الاحتيال، وربما استعادة جزء من الأموال المسروقة.
احتيال “تسمين الخنازير” يقوم على استغلال العواطف والثقة الزائفة، لذلك كن حذرا من أي وعود سريعة بالثراء، ولا تنخدع بالعروض المبهرة التي تبدو حقيقية، فالحذر اليوم قد ينقذك من خسائر فادحة غدا، وفي عالمٍ تتزايد فيه فرص الربح كما تتزايد فيه أساليب الخداع، لا تحكم على الاستثمار بوعود، بل بالمعرفة والتأكد من تفاصيله، فالعقل الواعي هو أعظم استثمار، والوقاية أفضل من الندم.


































