اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٥
د. ولاء حافظ
تُعد حساسية الطعام عند الأطفال من المشكلات الصحية الشائعة، التي تثير قلق العديد من الأهل والمربين. وتظهر هذه الحالة عندما يستجيب جهاز المناعة بشكل غير طبيعي لبعض أنواع الأطعمة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تتراوح بين الطفيفة والخطرة.
وقد أوضحت اختصاصية التغذية العلاجية، هبة الوزان، أن جسم الطفل حينها يطلق مواد كيميائية مثل «الهيستامين»، تؤدي عند إطلاقها إلى أعراض ما بين الخفيفة والشديدة، والتي يمكن أن تتضمن الحكة، أو التورم، أو صعوبة التنفس أو صدمة تحسسية. وذكرت في حديثها لـ القبس أن التعرض المتكرر للأطعمة المسببة للحساسية قد يسبب في تفاقم الأعراض وحدوث رد فعل أقوى في كل مرة، قد تصل إلى حد الصدمة التحسسية التي قد تكون مميتة في بعض الحالات.
◄ حساسية الطعام
شرحت الوزان أن حساسية الطعام هي وجود استجابة غير طبيعية لجهاز المناعة في جسم الطفل، نتيجة لتناوله بعض الأطعمة، والتي تؤثر على العديد من الأجهزة، مثل الجهاز التنفسي والجلد والجهاز الهضمي. وذكرت أن أكثر الأطعمة التي تسبب الحساسية هي: بروتين الحليب البقري ومشتقاته protein cow milk allergy - البيض – القمح - المكسرات مثل اللوز والكاجو - السمك - القشريات البحرية مثل الروبيان والمحار - الصويا ومشتقاتها.
واشارت الى أن إدارة حساسية الطعام لدى الأطفال تتطلب اتباع إجراءات دقيقة وفعالة، لتجنب التعرض للأطعمة المسببة للحساسية، كما أنه من الضروري تعليم الأطفال الأكبر سناً كيفية التعامل مع حالتهم، والتعرف على الأعراض المبكرة للحساسية.
◄ علامات وأعراض الحساسية
أوضحت الوزان أنه ممكن أن تكون علامات وأعراض الحساسية واحدة أو أكثر، وتظهر هذه العلامات عادة بعد تناول الطفل للطعام المسبب للحساسية بفترة قصيرة، وتتراوح هذه الأعراض بين الطفيفة، مثل الحكة والطفح الجلدي، والشديدة، مثل تورم اللسان وضيق التنفس. وفي الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تحدث صدمة تحسسية، وهي حالة طبية تحتاج تدخلاً طبياً فورياً.
وذكرت أن هناك أعراضاً تظهر على الجلد والأغشية المخاطية، مثل:
1 - ظهور علامات حمراء خاصة حول الفم والوجه والرقبة.
2 - التهاب شديد في منطقة الحفاضات.
3 - حكة في الجسم.
4 - انتفاخ في الوجه أو الشفتين أو اللسان.
5 - طفح جلدي يظهر ويختفي من منطقة لأخرى.
6 - أعراض في الجهاز التنفسي:
• السعال والصفير. • صعوبة في التنفس. • سيلان الأنف.
7 - أعراض في الجهاز الهضمي:
• المغص والإسهال. • الترجيع المستمر.
• ظهور دم في البراز في بعض الحالات الشديدة.
◄ تشخيص حساسية الطعام
ولتشخيص حساسية الطعام لدى الأطفال، ذكرت الوزان أن الأمر يحتاج إلى مجموعة من الفحوصات والتحاليل الطبية التي يطلبها الطبيب المتخصص، مثل خدش الجلد واختبار الدم، كما يمكن أن يتضمن التشخيص أيضاً مراقبة الأعراض وتصويرها وتسجيل الأطعمة التي تم تناولها قبل ظهور الأعراض.
◄ تأثر جهاز المناعة
وحول كيفية تأثر جهاز المناعة في حالة حساسية الطعام، ذكرت الوزان أنه ينتج رد فعل مفرطاً، عندما يتعرف جهاز المناعة بشكل غير صحيح على بروتينات معينة في الطعام كمادة ضارة، وفي حال حساسية الطعام ينتج جهاز المناعة أجساماً مضادة تسمى IgE ترتبط بالبروتينات الغذائية، وتسبب إطلاق مواد كيميائية مثل «الهيستامين»، الذي يؤدي عند إطلاقه لأعراض الحساسية ما بين الخفيفة والشديدة، والتي تم ذكرها سابقاً.
وأكدت أن التعرّض المتكرر للأطعمة المسببة للحساسية في تفاقم الأعراض وحدوث رد فعل أقوى في كل مرة.
◄ أسباب حساسية الطعام عند الأطفال
بيّنت الاختصاصية الوزان أن حساسية الطعام عند الرضع والأطفال تكون بسبب نظام مناعي غير ناضج، لا يزال في مرحلة التطور، مما يجعله أكثر عرضة للتفاعلات الحساسة، وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحساسية الطعام، منها الوراثية والبيئية.
وقالت: «في حال كان أحد الوالدين مصاباً بحساسية معينة، فإن احتمالية إصابة الطفل تزيد بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تلعب العوامل البيئية دوراً في تحفيز جهاز المناعة على استجابة تحسسية تجاه بعض الأطعمة».
وذكرت أن الأعراض عند الأطفال والرضع عادة تظهر عند تناول الطعام المسبب للحساسية، ومن الممكن أن تظهر الأعراض بعد تناول الطفل الطعام أو بعد عدة دقائق أو ساعات، وأحياناً بعد 72 ساعة من تناوله.
◄ مضاعفات أخرى
ولفتت الوزان إلى أن الأطفال المصابين بحساسية الطعام يمكن أن يواجهوا مجموعة متنوعة من المشاكل التغذوية، منها:
1 - نقص العناصر الغذائية بسبب تجنبهم الأطعمة المسببة للحساسية، فقد يصيبهم نقص في المغذيات المهمة مثل البروتين، ومن الفيتامينات، مثل الكالسيوم وفيتامين D، وهي من الفيتامينات المهمة في تكوين العظام والأسنان، وأيضاً نقص في المعادن مثل الحديد.
2 - التأثير على النمو بسبب نقص العناصر الغذائية المهمة. يمكن أن تؤثر على نمو الأطفال بشكل سلبي، وتحديداً على الوزن والطول، حيث إن حساسية الطعام من أهم أسباب إخفاق النمو failure to thrive.
◄ توعية وتثقيف
وأكدت الوزان أن التوعية والتثقيف بأهمية تجنب الأطعمة المسببة للحساسية والتعامل مع الحالات الطارئة جزء مهم من إدارة حساسية الطعام، وقالت: «يجب على الأهل والمدرسين والقائمين على رعاية الأطفال أن يكونوا على دراية بكيفية استخدام الأدوية المخصصة للطوارئ، مثل حقن الابنفرين EPIPEN (وهو عبارة عن جهاز حقن ذاتي على شكل قلم يحتوي على مادة الأدرينالين الفعالة في التحكم بأعراض الحساسية المفرطة، والذي يجب أن يحمله المصاب معه دائماً ليستخدمها الأهل وقت الطوارئ عند التعرض للصدمة التحسسية)».
◄ نصائح غذائية
قدمت الوزان نصائح غذائية مهمة، يجب اتباعها للمساعدة في العلاج والوقاية من المضاعفات:
1 - تجنب الطعام المسبب للحساسية.
2 - قراءة محتويات الأطعمة المكتوبة على البطاقة الغذائية للأطعمة المعلبة والمحضرة الجاهزة، والتأكد من خلوها من أطعمة الحساسية.
3 - إخبار من سيتم تناول الطعام لديهم، مثل المطاعم والدعوات الخاصة، بحالة المصاب.
4 - عدم استخدام أدوات الطبخ، التي تم استخدامها في تحضير الأطعمة المسببة للحساسية إلا بعد غسلها جيداً.
5 - إشعار المدرسة وجميع أفراد العائلة، خاصة إذا كان المصاب طفلاً.
6 - يجب أن يحمل الطفل المصاب معه بطاقة أو إسوارة تعريفية تدل على إصابته بحساسية الطعام.