اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
مي السكري
أكد سمو الشيخ ناصر المحمد، أهمية الدور الثقافي الذي تمثله الفرانكوفونية، مشيرًا إلى مساهمتها المتميزة في ثقافة العالم المعاصر، ودورها في تعزيز الحوار والتنوع الثقافي في ظل عالم يسير بخطى متسارعة نحو العولمة.
جاء ذلك خلال الحفل الختامي لفعاليات «شهر الفرانكوفونية 2025» في الكويت، والذي أقيم تحت رعاية وبدعم الرئيس الفخري لمجلس تعزيز الفرانكوفونية في الكويت (CPFK) سمو الشيخ ناصر المحمد وبحضور عدد من سفراء الدول الناطقة بالفرنسية، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدد من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية.
وفي كلمته التي ألقاها باللغة الفرنسية، أكد سمو الشيخ ناصر المحمد ان اللغة الفرنسية تحتل مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة، لما تمتاز به من وضوح ورقة ودقة منطقية، مشيرًا إلى أن هذه الخصائص جعلت منها لغة محببة في مجالات الفلسفة والقانون والدبلوماسية، ومدعومة منذ القرن السابع عشر بجهود الأكاديمية الفرنسية لتقنين اللغة.
لغة راقية
وأضاف أن الفرنسية لغة موسيقية راقية، ارتبطت بفنون الشعر والغناء والرواية، وساعدت على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة، مما سهّل انتشارها خلال عصر التنوير.
وأشار سموه إلى أن الفرانكوفونية أدت دورًا مميزًا في إثراء الثقافة العربية، خصوصًا مع كون الفرنسية اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية من القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر.
وقال إن النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية استخدموها وسيلة للحوار والانفتاح، مشيرًا إلى أن ملوكًا وسفراء ومفكرين غير ناطقين بها استخدموها، وعلى رأسهم فلاسفة التنوير مثل فولتير، وروسو، وديدرو، ومونتسكيو، وباسكال.
وأضاف أن اللغة الفرنسية لعبت دورًا رئيسيًا في نشر مفاهيم العقلانية والسياسة وحقوق الإنسان، وأسهمت بوضوح في بروز مفاهيم الحداثة مثل العقد الاجتماعي، والحرية الفردية، وفصل السلطات، مؤكدًا أن هذه المفاهيم صيغت أولًا بالفرنسية قبل أن تترجم لبقية لغات أوروبا.
وقال سموه إن اللغة الفرنسية أنتجت أدبًا عالميًا غنيًا، يتنوع بين الرواية كما في أعمال بلزاك وفلوبير، والمسرح كما في أعمال موليير وكورنيي، والشعر كما في قصائد بودلير ورامبو، مشيرًا إلى أن الأدب الفرنسي حصد أكبر عدد من جوائز نوبل، وله حضور بارز في الفنون والموضة والسينما، بدءًا من الانطباعية والرسم، وصولًا إلى السينما الفرنسية الرائدة.
تراث ثقافي
وفي ختام كلمته، شدد سموه على أن الفرانكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل حاملة لتراث ثقافي ومفاهيم شكّلت الوعي الغربي الحديث، واصفًا الفرنسية بأنها «لغة العقل والجمال» لما تحمله من أناقة صوتية ومفردات فلسفية وشاعرية، ولا تزال تستخدم في المحافل الدولية ومراكز التشريع الفكري والقانوني، وعلى رأسها الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للفرانكوفونية.
وأكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت حريصة على توفير كل التسهيلات اللازمة لدعم الفرانكوفونية، مشيرًا إلى أنها لطالما كانت حاضنة للثقافة والفنون في المنطقة، وستظل أبوابها مفتوحة لتبادل المعرفة والتعاون الثقافي مع مختلف دول العالم الناطقة بالفرنسية.
تاريخ عريق
وقال إن اللغة الفرنسية، بتاريخها العريق، حاضرة في جميع قارات العالم، من آسيا إلى افريقيا، ومن كندا شمالًا إلى هايتي جنوبًا، وحتى كاليدونيا الجديدة وتاهيتي في المحيط الهادئ، وسان بيير وميكلون في المحيط الأطلسي، متمنيًا لها مزيدًا من الانتشار والازدهار حتى تبلغ القطبين الشمالي والجنوبي.
واختتم سموه كلمته بنقل مشاعر الود والاحتفاء لجميع الشعوب الناطقة بالفرنسية، مقدمًا شكره لسفراء الدول الأعضاء في المنظمة الفرانكوفونية على مشاركتهم في هذا الاحتفال، ومشيدًا بنجاح تنظيم الأمسية.
4 تأكيدات
1 - أبواب الكويت مفتوحة لتبادل المعرفة والتعاون الثقافي
2 - تعزيز التقارب والحوار الثقافي ضرورة ملحة
3 - اللغة الفرنسية تحتل مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة
4 - الفرانكوفونية أدت دورًا مميزًا في إثراء الثقافة العربية
أوليفييه جوفين: 500 ألف يتحدثون اللغة الفرنسية في الكويت
قال السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه جوفين: بفضل الجهد الجماعي لأعضاء مجلس تعزيز الفرانكوفونية وبمشاركة 44 سفيرًا وسفيرة، أقمنا احتفالًا استثنائيًا يتزامن مع إعلان الكويت «عاصمة للثقافة والإعلام العربي».
وأكد السفير أن الفرانكوفونية تُبرز قيم المشاركة والتنوع الثقافي، وأن اللغة الفرنسية، التي يتحدث بها أكثر من 320 مليون شخص في 130 دولة، من بينهم 500000 في الكويت، تمثل أداة لبناء جسور بين الثقافات وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي.
وأشار إلى أن نحو 50000 طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنويًا، ما يعكس الاهتمام المحلي المتزايد بها.
واستشهد بقول الأديب الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو، الحائز جائزة نوبل: «الفرانكوفونية هي فضاء للحوار والتبادل، ومكان تلتقي فيه الثقافات».