كيف يرد الخليجيون على تكرار حرق القرآن الكريم في السويد؟

يوسف حمود - الخليج أونلاين

ما المستجد بقضية القرآن؟

إهانة القرآن وتمزيقه والدهس عليه

ما هو الرد الخليجي الشعبي سابقاً؟

من خلال الاحتجاج والمطالبة بمقاطعة المنتجات

ما أسباب هذه المطالب؟

لانتشار كثير من الشركات والعلامات التجارية السويدية في البلدان الخليجية

مرة أخرى تعود حوادث حرق وإهانة القرآن الكريم إلى الواجهة، وهذه المرة أيضاً في السويد التي أصبحت هذه الأحداث تتكرر بشكل مستمر دون تحرك من حكومة السويد لتفادي الغضب العربي والإسلامي.

ولم تكن المرة الأولى التي يتم الاعتداء على حرمة المصحف الشريف وإهانته كما حدث مؤخراً أمام سفارة العراق في استوكهولم، لكنها جاءت بعد أقل من شهر من حادثة حرق للقرآن حدثت خلال يوم الوقوف بعرفات وعيد الأضحى المبارك.

ويعد الاعتداء على المصحف أو الإساءة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، سبباً مباشراً في إيذاء لمشاعر مئات الملايين من المسلمين، ما حدا دولاً عربية وإسلامية منها خليجية إلى إطلاق دعوات لمقاطعة شاملة للسلع والمنتجات السويدية.

حادثة جديدة

للمرة الثانية خلال شهر فقط، أقدم عراقي لاجئ في السويد بالاعتداء على المصحف الكريم، في وقتٍ تتجاهل السويد للغضب العربي والإسلامي، تحت مسمى الحريات التي تمنحها للتعبير عن الرأي.

وداس رجل عراقي لاجئ في السويد يدعى سلوان موميكا على المصحف أمام سفارة بلاده في استوكهولم (20 يوليو 2023)، لكن من دون أن ينفذ وعيده بإحراقه، في خطوة أتت بعيد إحراق السفارة السويدية في بغداد خلال تظاهرة احتجاجاً على خطته.

ووسط حماية الشرطة السويدية، داس الرجل مراراً على المصحف لكنه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق وفعل قبل أقل من شهر، في حين احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.

وكان العراق قد طلب في بيان رسمي من السفيرة السويدية مغادرة أراضيه، وقرر سحب القائم بأعماله من استوكهولم، رداً على هذه الحادثة في العاصمة السويدية.

وغالباً ما تجري أعمال مماثلة في السويد وفي دول أوروبية أخرى، بمبادرة من اليمين المتطرف، وتثير مثل هذه الأفعال ردود فعل في العالم الاسلامي وتنديدات دولية.

وفي 28 يونيو الماضي (يوم عيد الأضحى المبارك)، مزق موميكا، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد استوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بتنظيم تجمع رضوخاً لقرار قضائي، وهو ما قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.

غضب خليجي

قبل حادثة شهر يوليو، كانت احتجاجات شهدها العالم العربي والإسلامي، وأيضاً في دول الخليج، حيث عبرت الشعوب الخليجية في تظاهرات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عن استنكارها بعد حرق المصحف يوم عيد الأضحى.

وأجمعت ردود الفعل على وصف هذه الجريمة النكراء بأنها استفزاز لمشاعر ملايين المُسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومؤشر على مستوى الكراهية المُتصاعدة في بعض الدول الغربية للإسلام وأهله، وطالبت السلطات السويدية بتحمل مسؤولياتها وعدم إعطاء الضوء الأخضر لمثل هذه الاستفزازات التي وصفتها بـ'الشيطانية'.

 وفي (11 يوليو الماضي)، أقرت الحكومة الكويتية طباعة 100 ألف نسخة من القرآن مترجمة إلى اللغة السويدية؛ في إطار 'تأكيد سماحة الدين الإسلامي ونشر القيم الإسلامية والتعايش بين البشر جميعاً'.

وبينما أدانت قطر وعُمان والبحرين واستنكرت بأشد العبارات الحادثة التي وقعت أواخر يونيو، استدعت الكويت والسعودية والإمارات سفراء السويد لديها، وعبرت عن غضبها من استمرار الإساءة للإسلام وحرق القرآن، وحذرت من تكرارها.

منع المنتجات

وكانت الكويت من أوائل الدول التي سارعت للاستجابة للمطالبات الشعبية بمقاطعة المنتجات السويدية، واتخاذ خطوات تجبر أي دولة على احترام مشاعر المسلمين إزاء انتهاك حرمة المصحف أو الإسلام.

ووافق مجلس الأمة الكويتي (11 يوليو)، على عدد من التوصيات قدمها مجموعة من أعضاء المجلس تعبيراً عن مطالب أنصارهم، بشأن تداعيات حرق القرآن الكريم في السويد ولمنع تكرار مثل هذا الفعل الشنيع.

ومن بين التوصيات، توجيه وزارة التجارة الكويتية بإصدار قرار يعمم على الأسواق والمجمعات والمراكز التجارية بمنع بيع سلع الدول التي تسمح بسب الإسلام والتعدي على القرآن.

كما نص على وقف الاستيراد من الدول التي تسمح بالتعدي على ثوابت الدين الإسلامي، وأخذ إجراءات صارمة ضد من يبيع سلع الدول التي تسيء للإسلام.

مقاطعة شعبية

وجاءت الخطوة، عقب حملة شعبية على مواقع التواصل في دول الخليج، والتي تصدرتها الكويت حيث أعلنت عنها عدد من الجمعيات التعاونية بمقاطعة المنتجات السويدية، وتم إشهار أسماء المنتجات والمتاجر التي تم الإشارة إلى مقاطعتها.

وقال النائب الكويتي حمد المطر في تصريحٍ له، 'إن ما تعجز عنه الحكومات، تحققه الشعوب' مؤكداً أن 'قرآننا خط أحمر، ونحن بحاجة إلى حملة فردية وجماعية تقودها مؤسسات المجتمع المدني لمقاطعة السويد اقتصادياً'، داعياً 'الجمعيات التعاونية للبدء بحملة مقاطعة المنتجات السويدية'.

بالفيديو | النائب فايز الجمهور: حرق المصحف بتواطؤ من الحكومة السويدية هو دعوة صريحة للعداء وإشعال الفتن بين الشعوب

وفي دول خليجية اتسعت دعوات مقاطعة المنتجات السويدية، حيث تصاعدت المطالب عقب دعوة الأزهر الشعوب الإسلامية والعربية و'أصحاب الضمير الحي'، إلى تجديد مقاطعة المنتجات.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي نشر الناشطون الخليجيون أسماء المنتجات السويدية، حيث تظهر العديد من المنتجات المتداولة على الأراضي الخليجية، وما يعبّر عن الدور الذي يلعبه الاقتصاد السويدي بشركاته في ساحة الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية.

وتحتل السويد حالياً المرتبة الـ22 من الاقتصادات الرئيسية ولو جرى حساب المتوسط لكل فرد، مع الأخذ بالاعتبار تكافؤ القوة الشرائية، فستأتي ضمن قائمة أغنى دول العالم.

ومن بين هذه المنتجات، شركة 'إيكيا'، وهي أشهر علامة تجارية للأثاث، فيما تُعد 'إريكسون' واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال تكنولوجيا الاتصالات والشبكات، ثم شركة 'فولفو' للسيارات، والتي توجد لها وكالات ومراكز خدمة في السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت.

كما تضمنت تلك المنتجات التي تمت المطالبة بمقاطعتها، إتش أند إم'، وهي واحدة من أكبر سلاسل الملابس في العالم، حيث قدرت مصادر دولية مبيعات الشركة في 2021 في الشرق الأوسط بما لا يقل عن 7.5 مليارات دولار، كان خمسها على الأقل في السعودية،