«الوطني للثروات»: الاحتفاظ بالسيولة في المحفظة الاستثمارية.. صمام أمان ضد تقلبات الأسواق

قالت مجموعة الوطني للثروات (NBK Wealth) ضمن سلسلة مقالات «قيادة الفكر»، وهي مقالات ورؤى معمقة تصدر بشكل شهري، إن السيولة تعتبر أحد الاعتبارات الجوهرية ضمن إستراتيجيات توزيع الأصول، مما يمكن المستثمرين من الوصول إلى أموالهم على الفور متى ما استدعت الحاجة، حيث إنها توفر المرونة والقدرة على التكيف مع الاحتياجات المالية المتغيرة والتعامل مع تقلبات أوضاع السوق.

وتستعرض «الوطني للثروات» في هذه المقالة، أهمية دمج اعتبارات السيولة ضمن إستراتيجيات الاستثمار، حيث تقلل السيولة من تراجع قيمة المحفظة الاستثمارية وتحافظ على الاستقرار المالي بإضافتها إلى المحفظة الاستثمارية، وتلعب السيولة دورا هاما في الحد من تراجع قيمة المحفظة الاستثمارية والحفاظ على الاستقرار المالي بصفة عامة.

وتعتبر السيولة بمنزلة صمام أمان لتوفير الوصول الفوري إلى الأموال لتلبية الاحتياجات المالية قصيرة الأجل دون الحاجة إلى بيع الأصول طويلة الأجل بأسعار متدنية، ويساهم ذلك في منع البيع القسري أثناء فترات ركود السوق، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم خسائر المحفظة.

ويتيح الاحتفاظ بالسيولة ضمن مكونات المحفظة الاستثمارية للمستثمرين إمكانية اقتناص فرص الشراء خلال الفترات التي تتعرض خلالها الأسواق للاضطرابات، حيث يمكن للمستثمرين الاستفادة من أسعار الأصول المخفضة، وربما تعزيز عوائد المحفظة من خلال توظيف الأموال بشكل إستراتيجي عندما تنخفض الأسواق.

ويعد التنويع عبر فئات الأصول المختلفة التي تتميز بمستويات متفاوتة من السيولة من الركائز الجوهرية لإدارة المخاطر، إذ تساهم موازنة الأصول السائلة مع الاستثمارات غير السائلة بتوزيع المخاطر وتقلل من تأثير تقلبات السوق على المحفظة الإجمالية، كما يساهم التنويع بتعزيز المرونة والاستقرار، ما يضمن قدرة المحفظة على تحمل تقلبات السوق وتراجع قيمة الاستثمارات.

وغالبا ما يواجه الأفراد ذوو الملاءة المالية العالية تحديات في إدارة محافظهم الاستثمارية، حيث يمتلكون مزيجا من الأصول، بما في ذلك الاستثمارات غير السائلة مثل أصول الملكية الخاصة أو الأصول العقارية، إلى جانب احتياجهم إلى السيولة والمرونة.

ويمكن أن يكون التعرض الإضافي للأصول السائلة مثل النقد والسندات والأسهم المدرجة في البورصة مفيدا، مما يوفر إمكانية الوصول إلى الأموال سريعا أثناء فترات تقلبات السوق وتحقيق استقرار إدارة المحفظة الاستثمارية.

توزيع السيولة وبناء المحفظة

ويلعب الاستثمار في الأسواق العامة عالية السيولة، كجزء من الحلول الاستثمارية القائمة على النتائج، دورا إستراتيجيا مهما للغاية عند النظر إليه من خلال عدسة السيولة، حيث إن تحقيق التوازن الأمثل بين الاستثمارات السائلة وغير السائلة في محفظة عالمية متعددة الأصول يركز على نهج توزيع الأصول القائم على تقييم مخاطر السيولة، والذي يمزج المفاضلة بين السيولة/العائد بالتوازي مع احتياجات المستثمرين الأفراد من السيولة واعتبارات الأفق الزمني. ومن خلال الاحتفاظ الإستراتيجي بالسيولة ضمن أصول المحفظة، يمكن للمستثمرين تحسين العوائد المعدلة وفقا للمخاطر والتعامل مع التغيرات التي تطرأ على أوضاع السوق.

تعزيز السيولة والمرونة

يمكن أن يكون دمج الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) والصناديق الاستثمارية ضمن محفظة متنوعة من الأصول السائلة وغير السائلة نهجا إستراتيجيا لتعزيز السيولة وإدارة المخاطر والتعامل مع تقلبات السوق. وتوفر هذه الأدوات الاستثمارية فرصا جيدة للتنويع والإدارة المهنية وتوفير السيولة للتداولات، ما يتيح للمستثمرين إجراء تعديلات سريعة للاستجابة لظروف السوق المتغيرة.

اعتبارات السيولة بالأسواق المتقلبة

وخلال فترات التقلبات المتزايدة في السوق، تلعب الأصول السائلة دورا جوهريا في المحفظة لعدة أسباب، حيث إنه من الممكن شراء أو بيع الأصول السائلة مثل النقد والسندات والأسهم المدرجة في البورصة بسهولة في السوق، ما يوفر للمستثمرين المرونة الكافية لتعديل توزيع الأصول في محافظهم على الفور استجابة لظروف السوق المتغيرة. وتساهم هذه القدرة على إعادة توزيع رأس المال بسرعة في تحسين مستوى إدارة المخاطر واقتناص الفرص الاستثمارية.

وتعد فئات الأصول التقليدية ضمن المكونات الأساسية لمحفظة شاملة، إلا أنه يجدر أيضا الاعتراف بالقيمة التي تجلبها الأصول غير السائلة، إذ يمكن أن تلعب فئات الأصول البديلة دورا مهما في تنويع المخاطر الاستثمارية وربما زيادة العوائد. إلا أنه ينبغي الحد من التعرض للأصول البديلة بسبب طبيعتها التي تتسم بعدم السيولة وارتفاع مستوى المخاطر عند مزجها مع الأصول السائلة للوصول إلى محفظة متوازنة من حيث المخاطر والعائد.

الخلاصة

1 – دمج السيولة ضمن إستراتيجيات الاستثمار يحمي المحافظ الاستثمارية أثناء فترات ركود السوق، مما يتيح إمكانية اقتناص الفرص ويعزز إدارة المخاطر والتنويع.

2 – موازنة الاستثمارات غير السائلة مع الأصول السائلة يعزز مرونة المحفظة، ويرفع من قدرتها على التكيف مع تغيرات السوق.

3 – تلعب السيولة دورا محوريا في تعزيز المحافظ الاستثمارية من خلال تلبية الاحتياجات المالية قصيرة الأجل بكفاءة.

4 – يسهل الوصول إلى السيولة في الوقت المناسب إمكانية توزيع رأس المال سريعا، ويعزز من اغتنام فرص السوق، ما يساهم في دعم الاستقرار المالي بصفة عامة.

5 – إضافة السيولة للمحفظة الاستثمارية يمكن المستثمرين من تعزيز محافظهم الاستثمارية، والتعامل مع تقلبات السوق، وتحسين نتائج الاستثمار.