اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٦ أيلول ٢٠٢٥
ظلت حركة التعليم عندنا، ومنذ سنوات ليست قليلة، تحت النقد والانتقاد وغياب هيئة التعليم وهيبته بكل مراحله، فلا التزام بساعات الدوام اليومي من جانب الكثير من الطلاب والطالبات، ولا من المدرسين، غياب يتبعه غياب، وإجازات على «المزاج»، وإهمال حتى في الحفاظ على ممتلكات المدرسة، وإجازات يحددها الطلاب قبل كل اجازة رسمية، واحيانا بتحريض من بعض المدرسين وأولياء الأمور، وللأسف، حتى صارت ايام الاجازات والغيابات تفوق ايام الدراسة، هذا إلى جانب سلوك غير مستقيم من بعض الطلاب، كل هذه وغيرها اضاعت هيبة المدرسة، وقبل ذلك التعليم، وأصبحنا نرى طلاباً لا يجيدون حتى قراءة العربية وكتابتها على الاقل، هذا غير «موضة الغش»، التي ظن البعض انها حق من حقوقه.
كتبت اكثر من مرة عن هموم التعليم عندنا، وتمنيت ان تكون هناك نفضة لمسار التعليم والنهوض به، لكنني كنت أشبه بالذي ينادي بواد سحيق غير ذي زرع ولا قطرة ماء، فلا أذن سمعت، ولا حركة أمام العين رأت، رغم تعاقب الاخوة الوزراء السابقين على هذه الوزارة.
لا أعرف الأخ وزير التربية الدكتور سيد جلال الطبطبائي، اللهم إلا صورته في الصحف، ولم أسع له بمعاملة كحال بعض نواب الأمس، لكنني أعرف أن الرجل، ومنذ بداية فترته القصيرة في هذا الوزارة المهمة، سعى إلى تحريك المياه التعليمية الراكدة منذ سنوات، وأعاد قطار التعليم إلى سكة الإصلاح والتطوير، والقضاء على عبث الإجازات، التي جعلت الأمور «سبهللة» كما نقول بالعامية، ومناهج لا تثمر مخرجات تنفع المجتمع، وإجازات طويلة في عطلة الربيع وغيرها، وحتى إجازة الصيف الطويلة والمملة للطلاب، هذا غير الغياب غير المبرر، الذي يسبق كل اجازة رسمية، اضف إليها اجازات المطر والغبار والمرضية، التي يتعرّض الطبيب من أجلها إلى الاعتداء إذا لم يوافق عليها، واجازة «ضيقة الخلق» إن توفرت كلها وغيرها تصدى لها الأخ الوزير ليضع حداً للفوضى التعليمية، التي قادت التعليم إلى نقطة لم نكن نتمناها في ركن مهم من أركان بناء المواطن الصالح والمجتمع، حتى رسوم المدارس الخاصة ومحاولة زيادتها غير المبررة تصدى لها الأخ الوزير، ورفض الاتجار بالتعليم على حساب محدودي الدخل من الوافدين وغيرهم، من الذين لا يملكون متطلبات هذه المدارس.
أما تغيير المناهج وتطويرها فنتمنى ان يكون ذلك منسجماً مع تطورات المرحلة ومتطلبات المجتمع، ومع بناء طالب قادر على معرفة قيمة التعليم في حياة الانسان، وطالب يدرك دوره نحو وطنه واحترام ممتلكاته وصدق العطاء له، وإلا لا خير في طالب أضاع دراسته بالغياب والإهمال.
كما أن تقييم المناهج الجديدة بعد عطلة الربيع ضرورية لمعرفة نتائجها الإيجابية والسلبية نحو المدرس والطالب
وإلا «لا طبنا ولا غدا الشر».
تبقى «بلاوي» هواتف الطلاب والطالبات المتنقلة بالمدارس، هل لها حل؟ أتمنى ذلك.
نغزة
تطلق اليوم صافرة البداية لعام دراسي جديد، ويبدأ قطار التعليم رحلته التعليمية، حين تدشّن الأسرة التعليمية رحلتها بعد إجازة بين «برودة الكويت» الصيفية وانقطاع الكهرباء والرطوبة وفاكهة الصيف الغبار، وبين السياحة في ديار الله الواسعة، لتبدأ بعدها هموم التدريس والمذاكرة وامتحانات متلاحقة، وكان الله بالعون.. طال عمرك.
يوسف الشهاب