بعد رمضان.. تناولوا المزيد من الفواكه والخضروات

بعد روتين الصيام، الذي عوّد الجهاز الهضمي على الخمول لأكثر من 14 ساعة يومياً، تأتي ولائم عيد الفطر لتغيّر هذا النظام بشكل مفاجئ. فخلال هذه الأيام، سيفاجأ الجهاز الهضمي بتناول الطعام على مدار الوقت وأغلبيته من فئة الوجبات الدسمة والنشوية والحلويات. وإذا لم يراعِ الشخص الحذر والحكمة في نوعية وكمية غذائه، فمن الوارد أن يصاب بمشاكل هضمية، مثل المغص والغازات والإسهال والقولون العصبي وغيرها.

كما يجب على المصابين بالأمراض، وخاصة داء السكري وارتفاع ضغط الدم، الحرص على اتباع الإرشادات الغذائية والابتعاد عن تناول السكريات والنشويات والموالح قدر الإمكان، وذلك منعاً للإصابة بارتفاع حاد في سكر الدم أو الضغط.

أطعمة مهمة بعد شهر من الصيام

بحسب خبراء «مايو كلينك»، فإن الأدلة العملية أثبتت أن اتباع نظام غذائي لتنقية الجسم، أو الصيام لفترة طويلة، يخلص الجسم من السموم. ولضمان استمرار فائدة الصيام بعد انتهاء شهر رمضان، من المهم العودة إلى نظام التغذية الطبيعي عبر مراحل تدريجية، يتم خلالها التركيز على تناول طعام صحي يمد الجسم بالعناصر الغذائية، التي فقدها خلال الصيام. وقدم الخبراء مجموعة من الأغذية التي يجب التركيز عليها، وهي:

- الفاكهة: يحتاج الجهاز الهضمي بعد هذه الفترة من الصيام لاستعادة النشاط والانتعاش. ويعد تناول الفواكه طريقة سهلة لتزويد الجسم بالعناصر الغذائية التي فقدها وتنشيط الهضم. كما أن تناول العنب والحمضيات يعد منشطاً ومحفزاً لعملية الهضم، فتناول وجبة مكونة من المواد الملينة، وهي العنب والتوت والخوخ، يساهم في تمرين الأمعاء.

- الخضار: يجب أن تحتل السلطة ومرق الخضار الركن الأساسي في كل وجبة. وللحصول على كامل فائدة الخضار، ينصح بعدم طهيها لمدة طويلة، حتى لا تفقد ما بها من عناصر غذائية. وبالإضافة إلى العناصر الغذائية، تحتوي الخضار على الألياف النباتية المهمة للحفاظ على صحة وكفاءة عمل الأمعاء. فدخول الألياف إلى الجهاز الهضمي يساهم في تنشيط عضلات الأمعاء وتخلصها من أي فضلات وسموم.

- الحبوب الكاملة: الحبوب الكاملة ومنتجاتها، مثل النخالة والشوفان والأرز الاسمر والبرغل، تحتوي على نوعية الكربوهيدرات المعقدة، التي يعطي تناولها شعوراً بالامتلاء لمدة طويلة. ومن المفيد إضافة المكسرات والبذور والبقول إلى أطباق الطعام، فهي توفر الكربوهيدرات المعقدة والألياف، وتضفي منظراً جميلاً لطبق السلطة أو اللحوم أو الأرز.

- البروبيوتك: مثل الروب ومنتجات الألبان التي تحتوي على انزيمات وبكتيريا مفيدة للجهاز لهضمي. ولا يغفل هنا التذكير بأن تناول الروب يعزّز كفاءة عمل الجهاز المناعي، ويقلل خطر الإصابة بالتهابات الأمعاء، ويقي من سرطان القولون.

4 نصائح لمريض السكري

إذا كان مريض السكري باستطاعته صحياً تناول الكعك وحلويات العيد بكميات محدودة، فإن عليه أيضاً اتباع النصائح الصحية التالية:

1- يجب على مريض السكري أن يكون قد تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة. وهذا مهم بشكل خاص لتجنب حدوث انخفاض مفاجئ في مستويات السكر في الدم، بسبب تناول الدواء بدون وجود طعام صحي في المعدة أولاً.

2- يُنصح بقياس سكر المريض بانتظام طوال أيام عيد الفطر، وذلك للتنبؤ المبكر بأي خلل في نسب ومستويات السكر في الدم.

3- من الضروري عدم الإفراط في أكل الكعك، لأنه يعتبر مكوناً بشكل أساسي من الدهون التي تشكل أكثر من %50 من مكوناته.

4- يجب ألا يعتبر الكعك وجبة مستقلة كنوع من الإفطار، لأن الكعك يتكون بشكل أساسي من الدهون، ونسبة الكربوهيدرات التي يعتمد عليها الجسم لإنتاج الطاقة فيه منخفضة للغاية، ولهذا يجب الحرص على أن يحتوي إفطار مريض السكر في العيد على الخبز متعدد الحبوب والجبن القريش والخضراوات الطازجة.

إرشادات مهمة

للتمتع بولائم العيد من دون أن تتخللها مشاكل صحية أو اضطرابات هضمية، ينصح الخبراء بما يلي:

1- تهيئة المعدة تدريجياً بواسطة الأكل ببطء مع المضغ الجيد، فأيام عطلة العيد تعدّ كافية لتهيئة المعدة.

2- يجب أن يكون الفطور في أول أيام العيد مبكراً قدر الإمكان، أي أن تكون المدة بينه وبين سحور الليالي السابقة قصيرة.

3- الابتعاد في الفطور عن الأطعمة الدسمة، كاللحوم والكبد والسمن والزبد. ولا تنسَ أن جسمك قد تعود طيلة شهر كامل على الصيام، وعدم دخول طعام له في النهار. لذلك فإن تناول كم الهائل من الأغذية الدهنية في صباح يوم العيد قد يتسبب في الإصابة بعسر الهضم واضطرابات الجهاز الهضمي.

4- يفضل استبدال الأغذية النباتية الغنية بالألياف وذات القيمة الغذائية بالأغذية الدهنية، وأن يكون ذلك، أيضاً، باعتدال، فمثلاً يكون تحضير الفول والحمص والفلافل في القلاية الهوائية وليس بالزيت.

5- الاكتفاء بقطعة حلوى

غالباً ما يتم عرض أطباق من الحلويات الصغيرة مع القهوة أو الشاي قبل تناول الوجبة الرئيسية، وينصح بتفادي تناولها أو الاكتفاء بواحدة أو اثنتين فقط.

6- أعد طعاماً يناسبك

إذا كنت مصاباً بمرض يتطلب اتباع حمية معينة، ينصح بأن تطلب ممن يقوم بتحضير وليمة العيد أن يحضر لك طعاماً مناسباً، حتى لا تضطر لتناول طعام يضر بصحتك. وإذا كان هذا الطلب سيسبب لك إحراجاً فببساطة يمكنك إحضار طعامك المناسب، حتى لا تحرم نفسك من مشاركة الأهل فرحة العيد.

7- استبدل الفواكه بالحلويات والمعجنات

بدلاً عن إحضار طبق من الحلويات أو المعجنات معك كهدية في زيارات العيد، ينصح بإحضار أنواع مميزة من الفاكهة، مثل الفراولة والشمام والمانغا والكيوي والخوخ والجوافة. فبالإضافة إلى أن الفواكه غنية بالعناصر الغذائية وقليلة السكريات، فشكلها اللذيذ سيجعلها مغرية للتناول بدلاً من أطباق الحلويات الدسمة أو المقبلات.

8- ابتعد عن المشروبات الغازية

المشروبات الغازية الغنية بالسكريات تزيد حموضة المعدة، وتعمل على اتخام المعدة وتطبلها، لذا ينصح بتناول الماء والشاي بكل أنواعه والعصائر الطازجة، بدلاً منها.

9- تجنب العصائر المصنعة

العصائر المصنعة عبارة عن مشروبات تحضر من مواد كيميائية وسكريات، يضاف لها الماء والسكر. ولا يقتصر خطرها الصحي على ارتفاع كمية السكر فيها، بل على ما تحتويه من مواد كيميائية وحافظة. وأغلبية العصائر التي لها لون داكن تحتوي على صبغة رقمها 202، وهي مادة كيميائية خطرة ثبت ارتباط تناولها بآثار صحية جانبية وأضرار تراكمية.