اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٤
سعد الشيتي -
عادت أسواق الأسهم العالمية إلى التقاط أنفاسها خلال تعاملات (الثلاثاء)، بعد الخسائر الحادة التي تكبدتها خلال الايام الماضية، وسط تساؤلات حول انتهاء موجة البيع والهلع التي تجتاج الأسواق منذ يوم الجمعة الماضية.
وارتدت بورصة الكويت للمنطقة الخضراء في ختام تعاملات (الثلاثاء)، بعد تراجع دام لجلستين متتاليتين على وقع الهبوط بالأسواق العالمية، حيث صعد مؤشر السوق الأول %1.07، وارتفع «العام» %0.99، كما ان المؤشرين الرئيسي 50 والرئيسي بنسبة %0.70 و%0.59 على التوالي، عن مستوى يوم الاثنين.
وسجلت البورصة الكويتية سيولة بقيمة 58.69 مليون دينار، وزعت على 224.41 مليون سهم، بتنفيذ 15.86 ألف صفقة.
ودعم الجلسة ارتفاع 10 قطاعات، على رأسها المنافع بـ%3.27، فيما تراجع قطاعا التأمين والتكنولوجيا بنسبة %1.37 و%0.92 على التوالي، واستقر قطاع الرعاية الصحية وحيداً.
ارتداد طبيعي
قال رائد دياب، نائب رئيس أول-إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في شركة كامكو إنفست، إن ارتداد بورصة الكويت للمنطقة الخضراء في تعاملات الثلاثاء جاء طبيعياً، خاصة بعد صعود مؤشرات الأسهم العالمية والآسيوية في التعاملات المبكرة، وتراجع حدة الانهيارات التي شهدتها في الجلستين الماضيتين.
وتوقع حدوث تذبذبات على المستوى العالمي والإقليمي في تحركات البورصة بالفترة المقبلة، مع انتظار الأسواق بعض الأحداث، بينها الوضع الجيوسياسي في المنطقة، وأسعار النفط، وسط مخاوف الدخول في مرحلة ركود عالمي التي تُضفي غيوماً على أغلب بورصات العالم ،وفقا لـ«مباشر».
وأشار رائد دياب إلى أن تلك العوامل ستجعل التداولات متقلبه في الفترة المقبلة، ولكن الأساسيات القوية للبورصات الخليجية، وعدم التمثيل القوي بها للقطاع التكنولوجي سيخففان من حدة تأثير التراجعات العالمية لذلك القطاع عليها.
وبين أن بورصات الخليج تأثرت بمعنويات المستثمرين على وقع التراجعات الحادة العالمية، وتأزم الوضع الجيوسياسي، بما سيضغط على المتعاملين في إعادة النظر بتقييم بعض استثماراتهم، خاصة التكنولوجية، في ضوء انتظارهم محفزات جديدة، عالمياً، بينها ترقب تحركات مجلس الاحتياطي الفدرالي، لخفض معدلات الفائدة.
وذكر دياب أن أسعار النفط والوضع الجيوسياسي العاملين الأكثر تأثيراً في بورصة الكويت، فضلاً عن مخاوف الركود الاقتصادي العالمي.
الأسهم الأمريكية
وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بعد أن شهدت موجة بيع استمرت ثلاثة أيام، وسط مخاوف من تباطؤ محتمل للاقتصاد الأمريكي وتقييمات مرتفعة في قطاع التكنولوجيا.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «S&P 500» بنسبة تصل إلى %1.3 صباح الثلاثاء، بينما ارتفعت العقود على مؤشر «Nasdaq 100» بنسبة %1.8.
وتراجعت المؤشرات الأمريكية يوم الاثنين بنحو %3، بينما سجل مؤشر الخوف أكبر زيادة له منذ عام 2018، وسط زيادة احتمال الركود وتراجع الحماس حيال أسهم شركات الذكاء الاصطناعي.
مخاوف الركود
كانت المخاوف من الركود في الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لانهيار السوق العالمية بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال في يوليو، يوم الجمعة. ويشعر المستثمرون أيضًا بالقلق من تأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لدعم التباطؤ الاقتصادي، حيث اختار البنك المركزي بدلاً من ذلك إبقاء الأسعار عند أعلى مستوى لها في عقدين من الزمان الأسبوع الماضي.
ورفض صناع السياسات في المركزي الأمريكي فكرة أن بيانات الوظائف في يوليو التي جاءت أضعف من المتوقع تعني أن الاقتصاد يهوي إلى ركود، لكنهم أشاروا إلى الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة لتجنب هذه النتيجة.
ويتوقع المتداولون الآن أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار 110 نقاط أساس هذا العام، مع توقع تزيد نسبته عن %70 لخفض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر.
وحول التحول المفاجئ، قال خبراء اقتصاديون ومحللون ماليون، لصحيفة وول ستريت جورنال، إن هبوط الأسهم ليس علامة أكيدة على أن الركود قادم، ويرون أنه من السابق لأوانه الشعور بالذعر.
وارتفعت الأسهم في اليابان بشكل حاد، امس، بعد أن انخفض مؤشر نيكاي 225 ومؤشر توبكس بأكثر من %12 في الجلسة السابقة. وكانت أسواق آسيا والمحيط الهادئ الأخرى مرتفعة في الغالب.
واختتم مؤشر نيكاي، الثلاثاء، مرتفعًا بنسبة %10.23 عند 34675.46 نقطة محققًا أكبر مكسب يومي له منذ أكتوبر 2008، وأعلى ارتفاع على الإطلاق من حيث نقاط المؤشر.
الأسهم الأوروبية
انتعشت الأسهم الأوروبية، الثلاثاء، بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في 6 أشهر في الجلسة الماضية مقتفية أثر التعافي في الأسواق الآسيوية وبدعم جزئي من سلسلة نتائج أعمال أعلنتها شركات.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي %0.8 بعد أن سجل يوم الاثنين أكبر سلسلة انخفاضات حادة استمرت ثلاثة أيام منذ يونيو 2022، وأغلق دون مستوى 500 نقطة لليوم الثاني.
وارتفع المؤشر نيكي الياباني %9 بعد أن شهدت الأسواق في الجلسة الماضية أكبر انخفاض خلال يوم منذ 1987، وفقا لـ«رويترز».
تذبذبات الأسواق لم تنته بعد
قال الرئيس التنفيذي لشركة NeoVision لإدارة الثروات، الدكتور ريان ليمند، إن تذبذبات الأسواق لم تنته بعد، وستستمر إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، لعدة أسباب منها تفكيك عمليات الـ«carry trade» على الين الياباني، وهي عبارة عن الاقتراض بالين بفائدة صفر وتحويلها إلى الدولار، وتقدر قيمتها بتريليونات الدولارات.
وأضاف أن شركات الوساطة الأمريكية هي الأكثر استخداما لعمليات الـ«carry trade»، ومع ارتفاع الين تسجل تلك العمليات خسائر، بعد رفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس.
فك تشابك الصفقات المعقَّدة
يعتقد الخبراء أن عمليات البيع الحالية هي نتيجة لاضطرار المستثمرين إلى فك تشابك الصفقات المعقدة ذات الرافعة المالية العالية، التي عززت قيم الأسهم بشكل مصطنع.
الاقتصاد الأمريكي لا يزال في حالة قوية
وفق صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الاقتصاد الأمريكي لا يزال وفقا لمعظم المقاييس في حالة قوية، إذ «يواصل الأمريكيون الإنفاق، وينمو قطاع الخدمات، وتظل سوق الأسهم مرتفعة طوال العام، وهي ليست بعيدة جدا عن أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلتها، أخيراً».