اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
د. ولاء حافظ
في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالغذاء كوسيلة للوقاية من الأمراض، كشفت دراسات علمية حديثة أن تناول حفنة من الجوز (عين الجمل) يوميًا، قد يلعب دورًا مهمًا في تعزيز صحة الخلايا والحدّ من نمو الأورام السرطانية.
لكنّ الباحثين يؤكدون أن الأمر لا يُعد علاجًا قاطعًا، بل خطوة غذائية واعدة ضمن نمط حياة صحي متكامل.
وبلا شك، يُعدّ الجوز مثالًا حيًا على قدرة الأغذية الطبيعية على دعم المناعة وصحة الخلايا، إذ يمكن لحفنة صغيرة منه يوميًا أن تُحدث فرقًا ملموسًا في الوقاية على المدى الطويل، شرط دمجه في نظام حياة متوازن يشمل الغذاء الصحي والحركة والفحص المبكر.
نتائج علمية لافتة
في تجربة سريرية، أُجريت في جامعة مارشال الأميركية Marshall University، تبين أن النساء اللواتي تناولن نحو 56 غرامًا من الجوز يوميًا، لمدة أسبوعين، شهدن تغيرات جينية إيجابية في أنسجة الثدي، تمثلت في تنشيط الجينات، التي تُحفّز موت الخلايا السرطانية، وتثبيط تلك المسؤولة عن النمو والانقسام، وفقًا لموقع ScienceDirect.
وفي دراسة أخرى من جامعة كونيتيكت (UConn) عام 2025، وُجد أن إدخال الجوز ضمن النظام الغذائي، لمدة ثلاثة أسابيع فقط، ساعد في خفض مؤشرات الالتهاب في الدم، وتقليل البروتينات المرتبطة بخطر سرطان القولون، بفضل مركّب طبيعي يُدعى Urolithin A ينتجه الجسم أثناء هضم البوليفينولات الموجودة في الجوز.
سرّ قوة الجوز
يتميّز الجوز بتركيبته الغذائية الفريدة، فهو غنيّ بـ:
- أحماض أوميغا-3 النباتية (ALA) التي تقلل الالتهابات وتحمي الخلايا.
- مضادات الأكسدة، مثل حمض الإيلاجيك والبوليفينولات والستيرولات النباتية، التي تكافح الجذور الحرة.
- الألياف والبروبيوتيك، التي تُغذي بكتيريا الأمعاء المفيدة، وتخلق بيئة داخلية تعيق تطور الخلايا غير الطبيعية.
وتوضح المراجعات العلمية أن هذا المزيج المتكامل هو ما يمنح الجوز تأثيره الفريد في تهدئة الالتهاب، وتعزيز المناعة وتنظيم الهرمونات، وهي عوامل حاسمة في الوقاية من السرطان.
نصائح غذائية يومية
- قدّم الخبراء مجموعة من الإرشادات لتناول الجوز بذكاء:
- الاكتفاء بحفنة يومية (30–60 غرامًا) من الجوز غير المملّح والمحمّص طبيعيًا.
- دمجه في نظام غذائي غنيّ بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
- الانتباه إلى سعراته الحرارية المرتفعة (185 سعرة لكل 30 غرامًا).
- استشارة الطبيب في حال وجود حساسية من المكسرات أو مشاكل هضمية.
تذكّر أن الجوز ليس علاجًا بحدّ ذاته، بل هو عنصر داعم ضمن نمط حياة متوازن، يشمل النشاط البدني والنوم الكافي والابتعاد عن التدخين.
توصيات المؤسسات العلمية
يشير المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان (AICR) إلى أن الأدلة العلمية تؤكد أن الجوز يمكن أن يكون جزءًا من النظام الغذائي الوقائي ضد السرطان، لكنه لا يُغني عن نمط الحياة المتوازن والفحوصات الدورية.
أما مراجعة علمية، نُشرت في مجلة Antioxidants عام 2022، فقد خلصت إلى أن خصائص الجوز المضادة للأكسدة والالتهاب تُظهر إمكانات واعدة للوقاية من السرطان، مع الحاجة لمزيد من الدراسات الطويلة المدى لتأكيدها.
معادلة بسيطة
خلص العلماء إلى معادلة مختصرة يمكن تلخيصها في:
حفنة من الجوز + نمط حياة صحي = حماية ذكية لجسمك.
أما الاعتماد عليه وحده، فليس علاجًا، بل خطوة مساندة نحو حياة أطول وأصح.


































