اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
وليد منصور -
صناعة «العافية» (Wellness) في الولايات المتحدة ترى في إدارة الرئيس دونالد ترامب فرصة سانحة للانتشار على نطاق أوسع، مستفيدةً من انفتاح الإدارة الجديدة على ما يُوصف بـ«العلوم الهامشية» أو غير التقليدية.
وأشار تقرير لصحيفة فايننشال تايمز إلى أنه منذ وصول ترامب إلى السلطة، أصبحت السياسة الصحية الأمريكية تحت تأثير شخصيات معروفة بآرائها غير المألوفة علميًا. ويقول خبراء الصحة إن قطاعات «العافية» و«إطالة العمر» التي تنمو بسرعة، بدأت بالفعل في التموضع لاستغلال هذا الاتجاه.
وذكرت الصحيفة أن عددًا من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، بمن فيهم وزير الصحة روبرت إف كنيدي جونيور، عبّروا عن دعمهم لمنتجات مكافحة الشيخوخة ولعدد من العلاجات الطبية غير التقليدية، مشيرةً إلى أن بعضهم كانت له علاقات مالية بشركات عاملة في هذا القطاع.
قلق متزايد
وأعرب عدد من العلماء عن قلقهم من تزايد نفوذ صناعة المكمّلات الغذائية، إذ يرى هؤلاء أن القوانين الحالية - التي تُعفي هذه الشركات من معظم لوائح إدارة الغذاء والدواء (FDA) - متساهلة إلى حدٍّ كبير، ولا تكفي للحد من تضارب المصالح أو الادعاءات المضللة.
وقال بيتر كوهين، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد: «إذا أرادت شركة أن تسوّق منتجًا على أنه يطيل العمر أو يعزز الصحة، فسيكون من الصعب جدًا على الجهات التنظيمية ضبط اللغة التسويقية بما يضمن حصول المستهلكين على معلومات دقيقة».
وأضاف كوهين أن شركات المكمّلات الغذائية تستعد الآن لاستغلال تعاطف الإدارة الحالية مع هذا القطاع، موضحًا: «جماعات الضغط في هذه الصناعة تدرك أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق بعض أهدافها، مثل دفع شركات التأمين الصحي لتغطية تكاليف هذه المنتجات. تخيّل أن تقرأ عن مكمّلٍ سحري لتحسين الذاكرة، وتكتشف أن تأمينك الصحي ملزم بتوفيره لك».
مكملات غذائية
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف الأمريكيين البالغين تناولوا مكمّلًا غذائيًا واحدًا على الأقل خلال الشهر الماضي، وفقًا لمسح حكومي. وقد بلغت مبيعات المكمّلات الغذائية 56 مليار دولار عام 2020 بحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية في عام 2023.
كما لفتت فايننشال تايمز إلى أن شركة فرنسية تبيع منتجات تتراوح بين الفيتامينات والكركم، استعانت بجماعات ضغط في مارس الماضي لمعالجة قضايا تتعلق بتنظيم المكمّلات الغذائية.
وذكرت الصحيفة أن كنيدي نفسه صرّح سابقًا بأنه يتناول العديد من الفيتامينات ويتبع «بروتوكولًا لمكافحة الشيخوخة»، كما أبدى دعمه لعلاجات مثل حقن الببتيدات والعلاج بالخلايا الجذعية، رغم أن العلماء يقولون إن الأدلة على فعاليتها محدودة للغاية.
وقال المستثمر المعروف آلان باتريكوف، مؤسس صندوق «برايم تايم» المتخصص في تكنولوجيا إطالة العمر: «ما يقوم به كنيدي هو، في نظري، جزء من نمط متكرر يسهم في جعل الناس أقل صحة».
أما جيم أونيل، نائب كنيدي والمدير بالإنابة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فهو من المقربين للملياردير التكنولوجي بيتر ثيل وله علاقات طويلة الأمد بصناعة «إطالة العمر». وكان عضوًا سابقًا في مجلس مؤسسة أبحاث «SENS» التي تعمل على تطوير علاجات لمشكلة الشيخوخة.
وقال ديلان ليفينغستون، مؤسس ورئيس جماعة الضغط تحالف مبادرات طول العمر (Alliance for Longevity Initiatives)، إن أونيل «واحدٌ منا»، مضيفًا: «إنه يدرك إمكانات علم طول العمر، وأنه يقدم أساليب واعدة للغاية لمواجهة الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر»، معربًا عن أمله في أن تسهم الإدارة في إطلاق عهد جديد لتمويل أبحاث طول العمر وتشريعات أكثر ابتكارًا.
علاجات غير تقليدية
وفي الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن محمد أوز، الذي يتولى حاليًا إدارة برامج التأمين الصحي «ميديكير» و«ميديكيد»، كان قد روّج سابقًا لعدد من العلاجات غير التقليدية في مجالات تشمل مكافحة الشيخوخة وإنقاص الوزن والوقاية من السرطان، وذلك خلال عمله السابق كـ«طبيب تلفزيوني».
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ عام 2014 بعنوان «حماية المستهلكين من الإعلانات الكاذبة والمضللة حول منتجات إنقاص الوزن»، وُجّهت لأوز انتقادات حادّة لترويجه عبر التلفزيون منتجات مثل مستخلص القهوة الخضراء والكيتون المستخلص من التوت والغارسينيا كامبوجيا. ودافع حينها بالقول إن «الآراء العلمية تتطور باستمرار، خصوصًا في ما يتعلق بالحميات الغذائية».
وأضافت فايننشال تايمز أن أوز كان مرتبطًا بشركة مكمّلات غذائية معروفة، التي تبيع منتجات تدّعي تعزيز طول العمر. وفي فيديو نُشر على «إنستغرام» عام 2024، روّج أوز لمنتج من الشركة قائلاً إنه «يدعم مستويات الطاقة، ويكافح التعب، ويساعد في مقاومة الشيخوخة الخلوية».
لكن مراجعة علمية عام 2023 خلصت إلى أن المادة الفعالة نيكوتيناميد ريبوسايد قد تساعد على تقليل الالتهاب ومكافحة بعض الأمراض الخطيرة، لكن تأثيراتها السريرية ذات الصلة قليلة جدًا، مشيرةً إلى أن «هناك ميلاً مؤسفًا في الأدبيات العلمية للمبالغة في أهمية وموثوقية النتائج المنشورة».
وخلال جلسة تثبيته في مجلس الشيوخ هذا العام، وعد أوز بالتنحي عن دوره الاستشاري في الشركة المعروفة وبيع أسهمه فيها. وأكدت الشركة ومقرها كاليفورنيا أنه لم يعد على أي صلة بها.
وقبيل الجلسة، هاجم مركز العلوم من أجل المصلحة العامة (CSPI)، وهو منظمة غير ربحية، قرار ترامب باختيار أوز، قائلاً: «يبدو أن ترامب يستعد لتسليم زمام مؤسساتنا الصحية والطبية الحيوية إلى مجموعة من الدجالين غير المؤهلين».
مهاجمة الأدوية المألوفة
أوضح تقرير صحيفة فايننشال تايمز أن انفتاح إدارة ترامب على مهاجمة بعض الأدوية المألوفة دون أدلة علمية يفتح الباب أمام ترويج علاجات بديلة. ففي سبتمبر الماضي، دعا ترامب النساء الحوامل إلى تجنّب تناول مسكّن الألم «الباراسيتامول» (أسيتامينوفين في الولايات المتحدة)، استنادًا إلى مزاعم غير مثبتة تربطه بالتوحّد.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
 
































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 