اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٤
تشير الدراسات إلى أن للاستمتاع بالطعام فوائد كبيرة للصحة، حيث يدعم الهضم والاسترخاء، ويساعد في التغلب على اضطرابات الأكل، وأكثر من ذلك.
يرى الباحثون أنه من الناحية الفسيولوجية، تحدث المتعة التي يستمدها الناس من الطعام في الفم والدماغ وتخلف فوائد كثيرة. وتشرح د. أليتا ستورش خبيرة التغذية العلاجية وخبيرة الصحة العقلية، من Wise Heart Nutrition and Wellness: مبينة أن المتعة من أي شيء، بما في ذلك المتعة من الطعام، تسهم في إطلاق الدوبامين «هرمون الشعور بالسعادة» في الدماغ، الذي ينشط مسارات المكافأة في الدماغ، مما يساعد على تعزيز السعادة، والهدوء، والدافع، والتركيز. وقد أشارت أبحاث عدة سابقة، أجريت في عام 2011 إلى أن المصابين بالسمنة ربما يكون لديهم تعطل في حساسية الدوبامين، مما يدفعهم إلى الإفراط في تناول الطعام للحصول على المتعة الكافية من الطعام.
وبشكل عام، عندما تعمل كيمياء الدماغ بشكل صحيح، فإن الاستمتاع بالطعام يمكن أن يؤدي إلى فوائد جسدية. فتحفيز الدوبامين، يعزز هضم الطعام بشكل أكثر فعالية. وعندما نسترخي استجابة لتجربة تناول طعام ممتعة، يدخل نظامنا العصبي في وضع الراحة والهضم، مما يسمح لنا بتحليل واستخدام العناصر الغذائية التي نتناولها بالكامل، ويقلل الإصابة بمشاكل المغص واحتباس الغازات وحالات أخرى.
الطعام غذاء عاطفي وجسدي
وفقاً للدكتورة ستورش، فإن أوقات الوجبات ستكون مملة للغاية إذا كان الطعام مجرد وقود. وبينت أن الطعام هو غذاء عاطفي وجسدي ويمكن أن يرتبط الاستمتاع بالطعام بفوائد عدة، مثل:
1 - يزيد من التواصل الاجتماعي
هذا الأمر يؤمن به الكثيرون منا، فكيف نستمتع بالحفل أو التجمع إذا لم يتوفر فيه طعام لذيذ؟ وبحسب دراسات عدة حول المجتمعات الاجتماعية، فإن استمتاع الناس بالوجبات مع الآخرين يزيد من الشعور بالمتعة والسعادة ويعزز مشاعر الانتماء.
2 - يوفر الراحة الجسدية والعاطفية
بعض الأطعمة ترتبط بذكريات ومشاعر إيجابية لها قوة كبيرة في تحسين الوضع النفسي والجسدي.
وتشرح د. ستورش: «هناك أطعمة لها طريقة فعالة لرفع المعنويات والطاقة الإيجابية وتهدئة أجسادنا مثل حساء الدجاج الدافئ عندما تكون مريضاً أو تناول الحلوى المفضلة.
وأحياناً يكون تناول طعام يوفر الراحة خلال أوقات التوتر أو بعد يوم مليء بالتحديات هو السبب في إصابة البعض بنمط الأكل العاطفي السلبي، ولكن إذا كان بالإمكان التحكم بهذا التأثير السلبي، فعندما نسمح لأنفسنا بالاستمتاع بقدر مناسب من الطعام، فسنحصل على العديد من الفوائد صحياً ونفسياً».
3 - يعزز تناول الطعام الصحي
فحصت مراجعة منهجية كبيرة في عام 2020، العلاقة بين الاستمتاع بالطعام والنظام الغذائي الصحي. ووجدت %57 من الدراسات ارتباطات بين متعة الأكل والنتائج الغذائية. على سبيل المثال، ربطت دراسات عدة متعة أكبر في الأكل مع حالة غذائية أعلى بمعنى تناول نظام غذائي مغذٍ ومتوازن.
وشرحت د. ستورش قائلة: «هناك اعتقاد بأن الطعام الصحي يجب أن يكون بلا طعم أو لن يكون مذاقه جيداً، لكن هذا ليس صحيحاً. فعندما نتناول طعاماً صحياً نستمتع به، ستزداد درجة الرضا وتكرار تناوله، وهو ما قد يحسن في الواقع من جودة النظام الغذائي ويقلل فرصة الإفراط في تناول الطعام أو نوبات الشره».
4 - يكسر قيود ثقافة النظام الغذائي
ثقافة النظام الغذائي لها تعريفات متعددة، ولكن إحدى السمات المميزة لها أنه عليك أن تقول «لا» للأطعمة التي تحبها، خاصة إذا كانت غنية بالسعرات الحرارية أو الدهون. ولكن يساعد اختيار الاستمتاع بما تأكله بوعي في كسر هذه العقلية الضارة.
وتشرح د. ستورش: «عندما يُسمح بتناول جميع الأطعمة – بما في ذلك ألذها، يتعلم الجسم أن يثق بأنه سيحصل على ما يحتاج إليه عاطفياً من دون أذى.
وهذا التغير في تصنيف هذ الأطعمة من «سيئة» أو «محظورة» إلى «جيدة» و«مسموح بها» خطوة مهمة في عملية الشفاء والشعور بمزيد من السلام والثقة والحرية حول الطعام».
الفرق بين الأكل للمتعة.. والعاطفي
الأكل العاطفي قد يشكل الجانب المظلم من التغذية غير الصحية. وتشرح الدكتورة قائلة: «اللجوء إلى الطعام للتعامل مع المشاعر الصعبة مثل التوتر أو الغضب أو الحزن غالباً ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام غير الصحي ويخلق علاقة سلبية مع الطعام. والأكل العاطفي يختلف عن الأكل من أجل المتعة في كل من الغرض والنتائج. فالأكل العاطفي هو استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر الإيجابية أو السلبية، أما الأكل من أجل المتعة فهو اختيار طعام للاستمتاع بمذاقه وملمسه وتجربته على وجه التحديد. وهناك فرق بينهما، يرتبط بما تشعر به تجاه الطعام. فغالباً ما يشعر من يأكل عاطفياً بنقص في الارتباط أو توافر علاقة سلبية مع الطعام كما يشعر، غالباً، بالسوء والندم بعد تناوله. أما من يتناول الطعام من أجل المتعة، فعادة ما يشعر بارتباط حقيقي ومتعة إيجابية تستمر خلال تناول الطعام وبعده.
وتابعت الدكتورة موضحة طريقة التفرقة بين الأكل العاطفي والأكل من أجل المتعة، قائلة: «الاستمتاع بالطعام لن يخلف مشاعر الذنب أو الخجل، التي ترتبط مع الأكل العاطفي غير الصحي. ومن الضروري إذا شككت أنك تعاني من الأكل العاطفي أن تستشير الطبيب في أقرب فرصة لتكسر سيطرته على تغذيتك وصحتك وحياتك ككل».
نصائح لزيادة المتعة في التغذية
لا يمكن إنكار أن الطعام الذي نتناوله يغذي أجسادنا ويعزز المشاعر ويسعد براعم التذوق لدينا. ولإضفاء المزيد من المتعة على مائدتك، تنصح د. ستورش بالبدء بأشياء صغيرة.
وقالت: «عندما تحضر وجبة خفيفة، انظر إلى ما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به لجعلها أكثر متعة بنسبة %10. فأحياناً، قد يؤدي تسخين كعكة براوني أو وضع بعض جبن الماعز على السلطة، أو مكسرات في الحلوى، أو إضافة المزيد من الحليب لتخفيف حساء الشوفان، كفيل بتحويل تجربة الأكل من «مقبول» إلى «رائع».
وعندما تنتهي الوجبة، اسأل نفسك: ما مقدار المتعة التي وفرها لك الطعام؟ وما صنف الطعام الذي وفر هذه المشاعر الإيجابية؟ حيث يمكن أن تساعد هذه الملاحظات العقلية في جعل اختيارات الطعام المستقبلية أكثر لذة».