اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
نسبة وفيات دول الخليج بأمراض القلب:
السعودية 42%، والكويت 40%، وعُمان 36%، والإمارات 34%، وقطر 29%، والبحرين ارتفعت بنسبة 50% خلال عقد واحد.
تتصدر أمراض القلب قائمة الاهتمامات الصحية في دول الخليج، إذ تعد السبب الأول للوفيات محلياً وعالمياً، ما دفع الحكومات إلى ضخ استثمارات كبيرة في المراكز والمستشفيات المتخصصة، وتحويل المنطقة إلى وجهة رائدة في علاج القلب وإجراء أعقد عملياته باستخدام أحدث التقنيات.
ويوافق 29 سبتمبر من كل عام 'اليوم العالمي للقلب'، وهي مناسبة عالمية تهدف إلى رفع الوعي بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ تُسبب أكثر من 17.9 مليون حالة وفاة سنوياً، أي نحو ثلث إجمالي الوفيات العالمية.
وفي الخليج تحرص وزارات الصحة والجمعيات المتخصصة على استغلال هذه المناسبة لإطلاق حملات توعوية تسلط الضوء على عوامل الخطر الأكثر شيوعاً مثل التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم وقلة النشاط البدني، وتشجع على تبني أنماط حياة أكثر صحية.
إحصائيات خليجية
تشير إحصاءات رسمية إلى أن أمراض القلب مسؤولة عن نحو 42% من الوفيات في السعودية، و40% في الكويت، و36% في سلطنة عُمان، و34% في الإمارات، و29% في قطر. أما في البحرين فقد أظهرت البيانات ارتفاع تلك الوفيات بنسبة 50% خلال عقد واحد.
وعليه يؤكد أمين جمعية القلب الكويتية الدكتور راشد العويش، أن الاحتفال بيوم القلب العالمي يشكل 'تذكرة بخطورة هذه الأمراض التي تعد القاتل الأول بالعالم وفي الكويت'، بحسب صحيفة 'الجريدة'.
وتشهد المنطقة تقدماً لافتاً في مجال جراحة القلب. ففي السعودية يؤدي مركز الملك فيصل لأمراض وجراحة القلب دوراً محورياً في إجراء العمليات المعقدة، بينما يقدم معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في أبوظبي خدمات متقدمة منذ افتتاحه عام 2015.
ووفق الدكتور حسام يونس، رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بالمعهد، فقد أجري أكثر من 4600 عملية قلبية و1250 تدخلاً في أمراض القلب البنيوية منذ التأسيس، بينها 839 عملية خلال عام 2024 وحده.
بدورها خطت قطر خطوة بارزة، في مارس الماضي، بإجراء أول عملية ناجحة لزراعة قلب في مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية، فيما شهدت سلطنة عُمان، في أبريل، أول عملية لزراعة قلب من متبرع متوفى دماغياً.
وفي البحرين تمكن مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة للقلب، هذا الشهر، من إجراء أول عملية لزراعة جهاز دعم القلب (LVAD)، في إنجاز وُصف بالنقلة النوعية لعلاج فشل القلب المتقدم.
أسباب ومبادرات
الأطباء يشيرون إلى أن السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، إلى جانب التدخين والعوامل الوراثية والضغوط النفسية، تبقى الأسباب الأكثر شيوعاً.
ويوضح استشاري أمراض القلب في البحرين الدكتور راشد البناء، بحسب صحيفة 'أخبار الخليج' البحرينية، أن أمراض الشرايين التاجية وضعف عضلة القلب والرجفان الأذيني واضطرابات الصمامات تعد من أبرز أمراض القلب المنتشرة، بينما يحذر أطباء آخرون من تصاعد معدلاتها نتيجة أنماط الحياة المتغيرة في المنطقة.
وتشهد دول الخليج زخماً من المبادرات والمؤتمرات العلمية؛ ففي27 سبتمبر الجاري، أطلقت أبوظبي مبادرة 'أطباء الإمارات' تحت شعار 'لا تفوت النبضة'، بالتزامن مع الملتقى الوطني للإنعاش القلبي في أبوظبي.
وفي البحرين اختتم 'مؤتمر الخليج لحالات القلب المعقدة والتصوير داخل الشرايين التاجية' أعماله منتصف سبتمبر الجاري، بمشاركة نخبة من الاستشاريين الإقليميين والدوليين.
أما في قطر فقد أعلنت مؤسسة قطر خلال قمة 'ويش 2024' تبني مبادرة 'كارديو فور سيتيز'، التي تعتمد على تحليل البيانات لتعزيز صحة القلب في المدن الكبرى، لتصبح الدوحة مركزاً إقليمياً لتوسيع هذه التجربة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لكن التحديات البيئية لا تغيب عن المشهد؛ فالرطوبة العالية في الخليج، خصوصاً خلال فصل الصيف، تؤثر سلباً على صحة القلب.
هذا ما أكده الدكتور سدير الكِندي، المدير الطبي لمركز الصحة والطبيعة في مستشفى 'هيوستن ميثوديست' في حديث لـ'العربية نت'، مبيناً أن الدراسات أثبتت صلة مباشرة بين الرطوبة المرتفعة وزيادة معدلات النوبات القلبية واضطرابات النظم والسكتات الدماغية.
ومع استمرار الجهود الرسمية والطبية في المنطقة، تبدو دول الخليج مصممة على تحويل تحدي أمراض القلب إلى فرصة للريادة الطبية، عبر الجمع بين التوعية المجتمعية والابتكار في العلاج وتوسيع نطاق المراكز المتخصصة.