اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
نور نورالدين -
مع مرور الزمن، تبدأ البشرة بفقدان بعض خصائصها الحيوية، فتصبح أرق وأكثر هشاشة نتيجة تباطؤ إنتاج الخلايا وانخفاض كفاءتها. وعلى الرغم من أن التقدم في العمر لا يمكن إيقافه، فإن العلم يواصل اكتشاف وسائل لإبطاء آثاره على الجلد. ومن بين هذه الوسائل الواعدة:
فيتامين C، الذي أثبتت دراسة يابانية حديثة أنه لا يقتصر فقط على كونه مضادًا للأكسدة، بل يساهم أيضًا بشكل مباشر في تحفيز تجدد خلايا البشرة.
في دراسة أجراها باحثون من معهد طوكيو متروبوليتان لطب الشيخوخة، نُشرت، أخيرًا، في Journal of Investigative Dermatology، استخدم العلماء نموذجًا ثلاثي الأبعاد من الجلد البشري الاصطناعي لمحاكاة تأثير فيتامين C على أنسجة الجلد. أظهرت النتائج أن الجلد الذي عولج بتركيزات عالية من فيتامين C شهد زيادة واضحة في سماكة البشرة، خصوصًا في الطبقات الداخلية المسؤولة عن تجديد الخلايا. في المقابل، لم تتأثر الطبقة السطحية بشكل كبير، ما يشير إلى أن التأثير يتركز في تعزيز نشاط الخلايا القاعدية (الكيراتينوسايتس) التي تنتج باستمرار خلايا جديدة للبشرة.
لكن كيف يحقق فيتامين C هذا التأثير الحيوي؟ السر يكمن في قدرته على التأثير المباشر في الحمض النووي. فقد بيّنت الدراسة أن فيتامين C يسهم في إزالة مجموعات الميثيل من الحمض النووي -وهي عملية بيولوجية تُعرف باسم نزع الميثيل-، ما يسمح بتفعيل الجينات المسؤولة عن نمو الخلايا وانقسامها. وتحديدًا، يساعد الفيتامين على دعم نشاط إنزيمات تُعرف باسم TET، التي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم التعبير الجيني. وبدون هذه العملية، تظل بعض الجينات المهمة في حالة خمول، ما يبطئ من تجدد البشرة ويزيد من هشاشتها.
وفي تجربة تكميلية، وجد الباحثون أن تعطيل إنزيم TET أدى إلى تراجع تأثيرات فيتامين C، ما أكد دوره في تنشيط الجينات الضرورية لتجديد الجلد. وتم تحديد أكثر من 10.000 منطقة على الحمض النووي تغيرت فيها مستويات الميثيل، مع تزايد واضح في التعبير عن جينات النمو بنسبة وصلت في بعض الحالات إلى 75 ضعفًا.
وبناءً على هذه النتائج، يقترح الباحثون أن فيتامين C يمكن أن يكون خيارًا فعالًا لدعم البشرة لدى كبار السن أو لدى الأشخاص الذين يعانون من ترقق الجلد أو ضعف تجديده. ومن هنا، قد يتجاوز دور هذا الفيتامين حدود الوقاية، ليصبح مكونًا فعالًا في العلاجات الجلدية المستقبلية.