د. فجر الجميري: الشوكولاتة الداكنة تحفز الخلايا الجذعية بالجسم

د. ولاء حافظ

يسعى العلماء بشكل مستمر لاكتشاف أسرار الجسم وطريقة تعامله مع الأمراض ومسبباتها، وآلية التعافي منها، والتي تبدأ عادة من الغذاء ونمط الحياة الصحي.

حول دور التغذية في منع انتشار مرض السرطان في جسم المريض، أكدت اختصاصية الصحة العامة وتغذية المجتمع د. فجر الجميري أن هناك 4 عوامل رئيسة تحدد إمكان قضاء الجسم على الخلايا السرطانية من خلال الجهاز المناعي وبطرق التعافي الذاتية، أو تحور الخلايا السرطانية من حميدة إلى خبيثة يمكن أن تنتشر بالجسم. وشرحت الجميري في حديثها لـ القبس، أنه وفقاً لدراسة أمريكية قام بها العالم الأمريكي د. ويليام لي، فإن جميع الأشخاص معرضون لتكوين بعض الخلايا السرطانية الحميدة في أجسامهم بسبب تغيرات قد تحدث على الحمض النووي، ولكن هناك عوامل تتحكم في الشفاء منها أو تحورها إلى خلايا خبيثة، ذكرها د. لي في كتابه Eat To Beat Deases، ولفتت الجميري إليها في السطور التالية، إضافة إلى بعض الأغذية التي تعد بحد ذاتها مضاداً طبيعياً للسرطان.

وشددت الجميري على ضرورة التزام مرضى السرطان الخطة العلاجية الموضوعة من قبل طبيبهم المعالج، والمتابعة الدورية لتطورات المرض، بجانب الالتزام بالأغذية المضادة للسرطان.

العوامل الـ 4 الرئيسة

أولاً: كتلة الشعيرات الدموية حول الخلايا السرطانية

أوضحت الجميري أن الخلايا السرطانية تحتاج الدم والأكسجين والمواد الغذائية حتى تنمو، لذلك كلما زاد حجم الشعيرات الدموية حول الخلايا السرطانية زاد انتشار الخلايا السرطانية والعكس صحيح، وكلما كانت الشعيرات الدموية ضعيفة ورقيقة لن تتغذى الخلايا السرطانية وتنمو، وبالتالي يقوم الجهاز المناعي بتدمير تلك الخلايا السرطانية ويتخلص منها.

أغذية صحية

وحول العناصر الغذائية التي تقلل من كتلة الشعيرات الدموية حول الخلايا السرطانية، ذكرت الجميري أن العالم الأمريكي ويليام لي أجرى العديد من الدراسات في هذا الشأن، وتوصل إلى مجموعة من المواد الغذائية التي لديها القدرة على تقليل كتلة هذه الشعيرات الدموية، وبالتالي تنشيط الجهاز المناعي، مثل:

1 - الصويا العضوية أو التوفو العضوي

2 - نبات الأرض شوكي (الخرشوف)

3 - البقدونس

4 - الثوم

5 - الكركم

6 - التوت بجميع أنواعه

7 - الرمان وعصيره

8 - العنب البنفسجي مع مراعاة تناوله ببذوره

9 - الشاي الأخضر (خاصة من نوع السنا والجازمن)

10 - الشاي الأحمر

11 - شوربة مرق العظم

ثانياً: الخلايا الجذعية

شرحت الجميري أن الخلايا الجذعية هي التي تساعد على تجدد الخلايا وتساعد على منع تحورها إلى خلايا سرطانية، وتساعد على تجديد التالف منها.

وأشارت إلى أن بعض الدراسات اكتشفت بعض المناطق حول العالم يتميز سكانها بطول العمر والتمتع بصحة جيدة وعدم الإصابة بأمراض مزمنة أو سرطانات. وأثبتت الدراسات أنهم يتمتعون بخلايا جذعية في أجسادهم بنسبة خمس مرات أكثر من الأشخاص العاديين حول العالم. ووجدوا أنهم يتبعون نمط تغذية البحر الأبيض المتوسط والتي تعتمد الورقيات والخضروات في الوجبات اليومية، ولا يستهلكون الكثير من اللحوم، ويركزون على البحريات والبقوليات بجميع أنواعها والدهون الصحية، مثل: المكسرات، زيت الزيتون، الأفوكادو.

الكاكاو الخام

وأضافت الجميري أن استهلاك الشوكولاتة الداكنة بمحتوى %72 من الكاكاو فأكثر، يزيد من الخلايا الجذعية في الجسم، لذلك يفضل استخدام مسحوق الكاكاو الخام الخالي من السكر. وذكرت أنه وفقاً لدراسة حديثة وجدت أن الأشخاص الذين يستهلكون كوباً من حليب الكاكاو الساخن المصنوع من الشوكولاتة الداكنة يومياً ارتفعت لديهم نسبة الخلايا الجذعية وحدث تجديد لخلاياهم وانخفضت معدلات إصابتهم بالأمراض.

ثالثاً: نسبة الميكروبيوم في الأمعاء

بينت الجميري أن الدراسات أثبتت أن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي أحد العوامل الرئيسية التي تمنع تحور الخلايا السرطانية إلى شرسة؛ لأنها مهمة في عملية الهضم وامتصاص الفيتامينات والمعادن، وكذلك الشعور بالسعادة، وقالت: «ميكروبيوم الجسم هو أحد خطوط الحماية المهمة الحارسة، التي تحمي الجسم من الكثير من الأمراض والسموم، ومن الفضلات والخلايا السرطانية».

وأضافت أن %70 إلى %80 من الخلايا المناعية تكون في بطانة الجهاز الهضمي، وأن البكتيريا الصديقة هي جارة هذه الخلايا المناعية، وتتراسل معها بحيث يقوم الميكروبيوم خاصة بكتيريا «الاكرمانسا»، وهي أقوى وأهم نوع في الجهاز الهضمي، بتنشيط وتحفيز الخلايا المناعية لحماية الجسم من جميع السموم والخلايا السرطانية. وأكدت الجميري أن الطريقة الوحيدة لتعزيز الاكرمانسا في الجسم هي استهلاكنا بعض الأغذية المساعدة بجانب التزام الخطة العلاجية للمريض مثل:

1 - الرمان وعصيره

2 - كل أنواع التوتيا

3 - اللوز أو الجوز النيء

رابعاً: صحة الحمض النووي

أوضحت الجميري أن الحمض النووي داخل الخلايا قد يتعرض للكثير من التلف؛ بسبب تعرضنا لأشعة الشمس والسموم الغذائية والبيئة، وهذا ما يفسر ظهور مختلف الأمراض، لأن صحة الحمض النووي هي التي تمنع الكثير من الأمراض والتحورات والطفرات في الخلايا. ويمكن تعزيز صحة الحمض النووي عن طريق ثلاثة أمور رئيسة، هي:

1 - استهلاك القهوة السوداء العضوية

2 - الورقيات الخضراء الداكنة مثل السبانخ والبقدونس والكزبرة

3 - فيتامين C، خاصة النقي.