اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤
عندما يتناول البعض وجبة تحتوي على القليل من البهارات الحارة يبدأون بالتعرق ويلهثون ويعانون من الإحساس بحريق في الفم، فنجدهم يشربون الماء بكثرة. ولكن في المقابل، يعشق العديد من الناس الأطعمة الحارة والمتبلة بشكل مفرط، بل كلما كانت حرارة الفلفل أكثر كان ذلك أفضل لهم. فما التفسير العلمي لمثل هذا التطرف في التذوق بين البشر؟
وفقاً لدراسة جديدة نشرتها مجلة PLOS Biology، قد تكون هذه التفاعلات وردة الفعل نتيجة لكيفية تشكيل توقعات التجارب الحسية. بعبارة أخرى، فقد تجد الطعام الحار حارقاً فقط لمجرد أنك تتوقعه أن يكون كذلك. وتشرح د.سوزان ألبيرز، أخصائية علم النفس السريري في عيادة كليفلاند في أوهايو، التي لم تشارك في الدراسة، قائلة: «يمكن للتوقعات تحويل الإحساس بحرقة الطعام إلى تجربة ممتعة أو غير سارة، اعتماداً على كيفية توقعنا للطعم».
◄ سخونته بالعقل أكبر من الواقع
في الدراسة، قام باحثون صينيون بمسح تصويري لأدمغة 24 شخصاً يحبون الأطعمة الحارة و22 شخصاً لا يحبونها. وأثناء تصوير الدماغ، تلقى كل شخص 30 رشة من الصلصات الحارة وعالية الكثافة، يليها الماء، بينما تم عرض فلفلين زرقاوي اللون. ولم يمنح المشاركون أي فكرة عن مدى حرارة الصلصة الحارة. ثم تكرر الاختبار بنفس الصلصات الحارة، ولكن في هذه المرة تم عرض فلفلين حمراوين على المشاركين عندما تم رش الصلصة الأكثر سخونة في أفواههم، وفلفل أحمر وفلفل أزرق عندما تم إعطاؤهم الصلصة الأكثر سخونة.
وأظهرت نتائج التصوير حدوث إضاءات في أجزاء من الدماغ مرتبطة بالمتعة لدى الأشخاص الذين يحبون الأطعمة الحارة والتوابل، بل وكلما كانت التوابل أكثر سخونة زادت شدة المتعة. بينما لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لأدمغة أولئك الذين لا يحبون التوابل، حيث أضاءت مراكز الألم لديهم عندما تم إعطاؤهم الصلصة الحارة في كلتا التجربتين. بل وزادت شدة الألم بشكل كبير في التجربة الثانية (عرض صور لفلفل أحمر)، بسبب علم المشارك أنه سيُعطى الصلصة الأكثر سخونة.
وقال المؤلف الرئيسي د.يي لوه، من كلية علم النفس والعلوم المعرفية بجامعة شرق الصين العادية في شنغهاي: «لقد فوجئت بمدى قوة التوقعات السلبية في تضخيم استجابة الدماغ للألم، على الرغم من أن الحافز كان هو نفسه. وهذا يسلط الضوء على كيف يمكن لتوقعنا بالانزعاج أن يكثف بشكل كبير من تجربة الألم؟».
وهناك أسباب أخرى، مثل الجينات. وتشرح د.ألبيرز: «أثبتت عدة أبحاث أن كل شخص يتذوق ذات الأطعمة بطرق مختلفة تماماً. وتفضيلات الذوق الخاصة بك تشبه بصمة الإصبع، فهي فريدة تماماً».
هل تريد تناول طعام أكثر حرارة؟
إذا كنت تريد تغيير رأيك بشأن التوابل والأطعمة ذات الحرارة العالية، فإليك اقتراحات د.ألبيرز:
1 - إذا كنت لا تحب الطعام الحار، فحاول التعامل معه بفضول وليس بنفور أو خوف. فقد يؤدي هذا التحول في طريقة التفكير إلى تغيير إدراكك.
2 - ركز على التجربة الحسية الكاملة، ولاحظ النكهات والإحساس بالحرارة للتوابل المختلفة من دون حكم.
3 - وازن النكهات الحارة مع العناصر المبردة، مثل قطعة من الجبن أو الخبز أو الروب.
لعشاق التوابل.. احذروا
من الممكن أن تكون بعض الأطعمة حارة للغاية، حتى من قبل الأشخاص الذين يحبون التوابل، ويمكن قياس درجة حرارة (أو المذاق الحريق) للطعام عبر مقياس سكوفيل، الذي يقيس مدى حرارة الفلفل. وبناء على هذا المقياس، يبلغ متوسط فلفل جالابينو من 3500 إلى 8000 وحدة، أما فلفل كارولينا ريبر حوالي 1.7 مليون وحدة سكوفيل للحرارة، بينما يبلغ فلفل ناغا فايبر حوالي 1.4 مليون وحدة.
وقالت ألبيرز: «يمكن للأطعمة الحارة أن تسبب استجابات فسيولوجية ذات آثار جانبية حادة أو حتى ضارة. مثل زيادة عملية التمثيل الغذائي والإسهال، وزيادة معدل ضربات القلب، والقيء واضطراب المعدة. كما أنها لا تناسب بعض المرضى مثل مرضى الاضطرابات المعوية أو القرحة أو الارتجاع المريئي أو أمراض ضغط الدم والقلب، وغيرها. لذا، إذا لاحظت أن معدل ضربات قلبك يتسارع بشكل كبير لديك، وأنك بدأت تتعرق بغزارة، فقد يعني هذا أن الطعام الحار قد لا يكون مناسباً لك».