اليخوت الفاخرة.. أغلى أصول فائقي الثراء

إيمان عطية -

بذخ عائم على سطح البحر لا يمكن لغير الأغنياء تحمل تكاليفه الباهظة، هي اليخوت الفاخرة التي تجسد المعنى المطلق للرفاهية والفخامة والمكانة الرفيعة، والتي تعتبر في الوقت أغلى الأصول التي يمكن لذوي الثروات الكبيرة امتلاكها، متجاوزة الممتلكات العقارية والمجموعات الفنية الحصرية والمجوهرات الراقية والطائرات الخاصة.

كان عام 2021 أفضل عام على الاطلاق في صناعة اليخوت الفاخرة مسجلاً أرقاماً قياسية في مبيعات اليخوت وزيادة غير مسبوقة في الطلب، بعد أن ازداد وعي الملاك وأصحاب الثروات الكبيرة بسلامة منزلهم العائم في أعقاب أزمة صحية خانقة.

يتم بناء هذه السفن الجميلة بأحدث التقنيات وبفخامة مذهلة. أصحابها هم «السوبر» أثرياء من أقطاب السياسة والشركات ورجال الأعمال والمليارديرات ورجالات دولة من الطراز العالمي الرفيع. وقد جرى بناء اليخوت الأغلى في العالم وفقا للمتطلبات الشخصية لأصحابها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، وجود مهبط للطائرات العمودية أو بركة سباحة كبيرة على السطح العلوي أو مواد حصرية للديكور الداخلي أو غواصة.

أظهرت مبيعات اليخوت الجديدة والمستعملة التي يزيد طولها على 30 متراً أداء ممتازا في عام 2021، مسجلة أرقاما قياسية جديدة. ولحق أداء سوق مبيعات اليخوت الجديدة بأداء سوق اليخوت المستعملة في عام 2021. وبينما انتعشت مبيعات اليخوت المستعملة بالفعل بقوة في النصف الأخير من عام 2020 وسجلت نموا بنسبة %50 في عام 2021، استغرقت سوق اليخوت الجديدة وقتاً أطول قليلاً لاستعادة انتعاشها. وعندما فعلت ذلك، كان أداؤها مذهلا، إذ تضاعفت مبيعات اليخوت الجديدة خلال عام 2021 تقريبا مقارنة بعام 2020 لتصل إلى مستوى قياسي.

في بداية عام 2022، كانت السوق لا تزال قوية، لكن مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وتحديات سلسلة التوريد وأوقات التسليم الطويلة في أحواض بناء السفن ومحدودية توافر اليخوت الجيدة للوسطاء والتباطؤ في أسواق الأسهم العالمية، قد لا تتمكن السوق من مواكبة زخم العام الماضي.

جائحة كوفيد 19

لاشك أن جائحة كوفيد 19 أثرت بشدة في الكثير من المفاهيم وجوانب العالم الذي نعيش فيه. عالم اليخوت بالطبع ليس بمعزل عن هذا التغيير الذي تمثل في عادات واتجاهات جديدة بدأت تشق طريقها إلى هذا العالم وزبائنه المترفين، الذين بدأوا يولون العالم المحيط بهم اهتماما أكبر.

ويتجلى ذلك من خلال زيادة الطلب على اليخوت المستدامة الصديقة للبيئة وتزايد شعبية اليخوت الهجينة بين مالكي اليخوت، ما دفع صناعة اليخوت إلى التكيف مع هذا المفهوم وبناء طرازات هجينة وزوارق بخارية تستخدم أنظمة الدفع الهجينة قادرة على تزويد العملاء بإمكانية الاستمتاع بالفخامة مع لمسة من الاحترام للعالم الذي نعيش فيه اليوم.

عادات الركوب

تتغير عادات ركوب اليخوت أيضاً، مع التصميمات الصديقة للبيئة لليخوت التي باتت تُعنى حتى باختيار عادات مستدامة على متن اليخت، ومنها عروض الطهي التي تستخدم المنتجات المزروعة على متنها.

أحدث اليخوت الفاخرة الآن باتت تستخدم حدائق المطبخ الموجودة على ظهر السفينة، التي توفر عددا كبيرا من المنتجات العضوية المزروعة حديثا لفريق الطهي التابع للطاقم. وبالنسبة للعناصر التي لا تمكن زراعتها على متن السفينة، يتم تشجيع أطقم اليخوت على الحصول على المنتجات العضوية المزروعة محليا أينما كان ذلك ممكنا في العالم.

كما تشمل التغييرات المؤثرة الأخرى لمستقبل اليخوت منتجات التنظيف غير المؤذية والمفروشات الصديقة للبيئة واختيار المفروشات الأكثر مراعاة للبيئة بدلا من المواد التقليدية، مثل خشب الساج.

سيطرة أميركية

يمتلك العملاء من الولايات المتحدة الحصة الأكبر من اليخوت الفاخرة التي يزيد طولها على 40 مترا، بنسبة %23 من إجمالي أسطول اليخوت العالمي. ويأتي الملاك الروس في المرتبة الثانية بنسبة %9، يليهم الملاك من المملكة المتحدة واليونان بنسبة %6 لكل منهما. في حين بلغت حصة تركيا وإيطاليا %5 لكل منهما في قائمة أكبر الدول المالكة لليخوت.

استئجار وليس تملكاً

تتغير الصورة النمطية لعميل اليخوت، مع استلام الأجيال الجديدة زمام المبادرة. ويميل جيل الشباب، تحديدا جيل الألفية الذي يمثل جزءا مهما من الأثرياء وذوي الثروات الكبيرة، نحو تأجير يخت فاخر بدلا من امتلاكه.

وتكمن في هذا الخيار فكرة ثقافة واقتصاد المشاركة الذي نعيشه حاليا، ففي صيف عام 2021، وبمجرد أن أصبحت القيود الصحية أقل حدة وأُعيد فتح الحدود، بدأ العديد من عملاء اليخوت في إجراء حجوزات استئجار، ما جعل سوق الإيجار تعمل بأعلى معاييرها. فضلا عن أن اليخت يمثل أحد أكثر وسائل النقل أمانا، ما يوفر فرصة للتحكم في البيئة المحيطة ويجعل تجربة التأجير أكثر جاذبية.

أغلى اليخوت في العالم

1 - ذا هيستوري سوبريم

4.8 مليارات دولار

تعود ملكية أغلى يخت في تاريخ صناعة اليخوت إلى رجل أعمال ماليزي، وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أنه روبرت نوك، أغنى رجل في ماليزيا. هذا المبلغ المذهل يعود إلى الذهب والبلاتين والمجوهرات المستخدمة في بناء هذا اليخت.

2 - إكليبس

1.5 مليار دولار

الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش هو صاحب يخت إكليبس، ثاني أغلى يخت في العالم.

3 - ستريت أوف موناكو

مليار دولار

هذا اليخت الفاخر الذي لم يكتمل بناؤه بعد، وكما يوحي اسمه هو نسخة عائمة عن موناكو، بشوارعها ومناظرها الطبيعية وكازينوهاتها. كما يضم اليخت مضماراً لسباق الكارتينغ وموناكو غراند بريكس وملاعب تنس وحمامات سباحة.

4 - عزام

650 مليون دولار

لدى هذا اليخت نظام دفاع صاروخي خاص به، وجناح رئيسي مضاد للرصاص، ويمكن أن تصل سرعته إلى أكثر من 30 عقدة، أو 35 ميلاً في الساعة، مما يجعله أحد أسرع اليخوت على هذا الكوكب.

5 - توباز

527 مليون دولار

يحتوى هذا اليخت من ضمن أشياء كثيرة على جاكوزى كبير على السطح الرئيسي، وحمام سباحة، ومنصات هبوط لطائرات الهليكوبتر مزدوجة، وصالة ألعاب رياضية على أحدث طراز، وسينما، وغرفة مؤتمرات.

6 - موتور يخت

440 مليون دولار

يعتقد أن هذا اليخت الفاخر، الذي يبلغ طوله 390 قدماً، مملوك لأندري ميلينشينكو، رجل الأعمال الملياردير الروسي.

7 - دبي

400 مليون دولار

جرى التكليف ببناء اليخت من قبل الأمير جفري بلقيه، الأخ الأصغر لسلطان بروناي، قبل 10 أعوام على إطلاقه في عام 2006، ليجري بعدها شراؤه من قبل «بلاتينيوم ياكتس» لمصلحة أحد أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات.

8 - ريديانت

320 مليون دولار

جرى بناء هذا اليخت الفاخر بواسطة لورسين في عام 2009، وتعود ملكيته إلى المليونير الإماراتي عبدالله الفطيم. يبلغ طول اليخت السوبر 110 أمتار تقريباً، ويضم العديد من حمامات السباحة، ومهبطاً للطائرات العمودية، وغرفة تدليك ومنصة سباحة، ومسرحاً سينمائياً وصالة رياضية وجاكوزي. وتم تجهيزه أيضاً بمدفع مائي قوي للغاية ضد هجمات القراصنة.

9 - آل سعيد

300 مليون دولار

لا يعرف الكثير عن اليخت سوى كونه يضم قاعة للحفلات الموسيقية كبيرة بما يكفي لاستيعاب أوركسترا من 50 عضواً. عند بنائه في عامي 2007 و2008، كان يعتبر ثاني أكبر يخت في العالم. يمكن لليخت استضافة ما يصل إلى 70 شخصاً وطاقم مكون من 154 فرداً لتشغيله.

10 - سيرين

بني هذا اليخت الذي يعد من أضخم اليخوت في العالم عام 2011 لمصلحة الملياردير الروسي يوري شيفلر قبل أن يباع لاحقاً. كان اليخت واحداً من اليخوت المفضلة للاستئجار من قبل الأثرياء، ومنهم بيل غيتس الذي استأجره مقابل مليون دولار في الأسبوع. ويمكن لليخت أن يستضيف ما يصل إلى 24 ضيفاً، و52 من أفراد الطاقم. ويضم حمامات سباحة متعددة ومهبطين للطائرات العمودية وغواصة وغرفة مشاهدة مذهلة لما تحت الماء.