اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
في الذكرى الـ35 للجرح الغائر والغادر المتمثل في الغزو العراقي الغاشم على الكويت الآمنة المطمئنة الحاضنة لسلام الشعوب، تطفو على ذاكرة التاريخ ملحمة الصمود والتلاحم وقصة شعب أبي قاوم الاحتلال والتف حول قيادته الحرة رافضاً التفريط في أي ذرة من تراب الوطن، مقدماً كل التضحيات بالدماء والأرواح وبكل ما يملك فداء للكويت وسيادتها على أراضيها.
وتأتي ذكرى الغزو الغاشم باعتباره بين أحد أهم الأحداث في تاريخ البلاد، والذي لم يكن مجرد اعتداء عسكري بل كارثة انسانية لم تشهد المنطقة لها مثيلا وكان بداية محنة وطنية هزت وجدان كل مواطن وتركت في النفوس جرحا لا ينسى وخلفت أثرا مأساويا في الذاكرة الوطنية والعربية والدولية.
لقد كانت تلك الذكرى شاهدة على صمود أبناء الكويت وتلاحمهم وتضحياتهم خلال الغزو الذي مثل انتهاكا صارخا للشرعية الدولية ولجميع المواثيق الإنسانية والدبلوماسية.
وستظل ذكرى ذلك اليوم الأسود في تاريخ البلاد حية في نفوس أبناء الكويت الذين عاشوا مرارة الغزو كما تظل حية في نفوس أبناء الجيل الجديد الذين لم يعيشوا تلك الفترة التي مرت على وطنهم لكنهم يعيشون أحداثه من خلال ذكريات الآباء والأجداد.
فأبناء هذا الجيل من الكويتيين تختلجهم مشاعر مختلطة مع ذكرى الغزو العراقي الغاشم بين مشاعر الحزن والألم مع بدء فصل الاحتلال والدمار في بداية رواية القصة عليهم وبين مشاعر الفرح والاعتزاز والفخر مع هبوب رياح التحرير ودحر الطغيان في نهايتها.
وحدة الصف
ولطالما آمن الكويتيون أن الوطن لا يقاس بمساحته بل بقيمة شعبه وإيمانه وأن وحدة الصف والوفاء للقيادة الحكيمة والثقة بعدالة القضية هي السلاح الحقيقي في مواجهة الظلم والطغيان.
ففي ساعات الفجر الأولى في الثاني من أغسطس عام 1990 اجتاحت القوات العراقية أراضي الكويت في عدوان غادر استهدف احتلال البلاد بالقوة وسلبها حريتها ومحاولة القضاء على الشرعية فيها متبعة أبشع أساليب القتل والاعتقال والتعذيب بحق المدنيين وقصف المواقع المدنية والعسكرية ونهب الممتلكات وترويع الآمنين.
ورغم قساوة الحدث فإن الشعب الكويتي أثبت للعالم أجمع أن حب الوطن لا يهزم وأن الإيمان بالشرعية والوحدة الوطنية أقوى من كل قوة غاشمة، فالوطن لا يمحى وصوت الكويتيين لم يخفت بل دوى في كل مكان يطالب بالحق ويستصرخ العالم لنجدة أرض السلام.
وقد تجلت أروع صور التضحية والبطولة في مقاومة الاحتلال وفي وقوف الشعب خلف قيادته الشرعية فيما بزغ نور المقاومة الكويتية لتوجيه ضربات موجعة للقوات الغازية وبث الذعر والرعب في نفوس عناصرها ورفع معنويات الشعب الكويتي وحمايته وتوجيه رسالة للخارج مفادها أن الشعب الكويتي يرفض الاحتلال العراقي ويقاوم وجوده ويقاتل من أجل حريته وسيادة أرضه مهما كان الثمن.
وأظهر الكويتيون قيادة وشعبا شجاعة منقطعة النظير وأثبتوا أن حب الوطن لا يقاس بالكلمات بل بالأفعال والتضحيات من خلال معركة الصبر والثبات وسطروا صفحات مشرقة في تاريخ الوطن.
دور المرأة
ولا ينسى التاريخ الدور المهم والفاعل للمرأة الكويتية في التصدي للمحتل العراقي، إذ سجلت المرأة الكويتية ملحمة تاريخية في الذود عن تراب الوطن وشاركت في المقاومة بكل صورها وتوصيل المؤن والأسلحة لرجال المقاومة وحتى المشاركة في العمليات العسكرية وأسر جنود العدو وصولا إلى تحرير البلاد.
وبذلت القيادة الحكيمة للبلاد حينذاك جهودا جبارة من أجل حشد التأييد العربي والدولي للوقوف مع قضية الكويت العادلة إضافة إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحرير البلاد وسيادتها وعودة الأمن والأمان إلى ربوعها.
دروس وعبر من محنة الغزو
• التفاف الشعب حول القيادة أكبر سلاح
• التلاحم ووحدة الصف ركيزتان لنصرة الوطن
• تضحيات الشهداء نبراس في ذاكرة الأجيال
• الكويتيون مضرب المثل في العزة والكرامة وإعلاء الثوابت الوطنية
• الكويت أمانة في أعناقنا ونفتديها بأرواحنا
• بناء مستقبل مشرق تحت ظل القيادة الحكيمة