اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
شاركت «الجريدة» ضمن وفد إعلامي عربي وعالمي في فعاليات إحياء الذكرى التاسعة لانقلاب 15 يوليو الفاشل، حيث زار متحف الديموقراطية لذكرى 15 يوليو ومجلس الأمة التركي الكبير، ودائرة الاتصال في الرئاسة التركية بأنقرة، ومتحف الذاكرة لـ15 يوليو، ومحافظة إسطنبول.الفرحة التي ارتسمت على وجوه الأتراك في ذكرى إسقاط الانقلاب مستحقة ومدعاة فخر، كما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى يوم القيامة، بينما حملة تطهير البلاد من الانقلابيين مستمرة حتى الآن، إذ إنه بالتزامن مع مرور 9 سنوات على انقلاب 15 يوليو اعتقلت السلطات التركية 306 أشخاص في عملية أمنية موسعة في 64 ولاية، استهدفت 371 مشتبهاً بالانضمام إلى جماعة فتح الله غولن ودعمها، عن طريق تقديم الدعم المالي لعائلات مؤيدين للحركة.3 محاور لخطاب أردوغان
شاركت «الجريدة» ضمن وفد إعلامي عربي وعالمي في فعاليات إحياء الذكرى التاسعة لانقلاب 15 يوليو الفاشل، حيث زار متحف الديموقراطية لذكرى 15 يوليو ومجلس الأمة التركي الكبير، ودائرة الاتصال في الرئاسة التركية بأنقرة، ومتحف الذاكرة لـ15 يوليو، ومحافظة إسطنبول.
الفرحة التي ارتسمت على وجوه الأتراك في ذكرى إسقاط الانقلاب مستحقة ومدعاة فخر، كما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى يوم القيامة، بينما حملة تطهير البلاد من الانقلابيين مستمرة حتى الآن، إذ إنه بالتزامن مع مرور 9 سنوات على انقلاب 15 يوليو اعتقلت السلطات التركية 306 أشخاص في عملية أمنية موسعة في 64 ولاية، استهدفت 371 مشتبهاً بالانضمام إلى جماعة فتح الله غولن ودعمها، عن طريق تقديم الدعم المالي لعائلات مؤيدين للحركة.
3 محاور لخطاب أردوغان
اختار الرئيس أردوغان البرلمان التركي لإلقاء خطاب ذكرى الانقلاب، في دلالة واضحة على أنه يرمز إلى الإرادة الشعبية التي نجحت في كسر الانقلاب، وتعبيراً عن ثقته بالمؤسسة التشريعية في تنحية الخلافات جانباً، كما فعل في ليلة 15 يوليو ودعم مسيرة الانتصار على الإرهاب في البلاد، قائلاً: «إن شعبنا لم يُفشل محاولات الانقلاب فقط بل أحبط محاولة احتلال».
وارتكز خطاب أردوغان على 3 محاور تمثلت في تركيا خالية من الإرهاب، ورؤية القرن، والدولة القوية، ففي المحور الأول تزامن مع احتفالات يوليو إحراق مجموعة من تنظيم «بي.كي.كي» الإرهابي أسلحتهم، في مدينة السليمانية العراقية، في خطوة رمزية من شأنها إحداث تغييرات مهمة في الشرق الأوسط، وتجعل حلم الانفصال الذي طارد التنظيم طوال 50 عاماً في مهب الريح.
وأعلن أردوغان، خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الـ 32 لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة أنقرة، أن مشروع «تركيا خالية من الإرهاب» يعني أنها دولة متطورة وقوية وأكثر ازدهاراً، وتوفر لمواطنيها مستوى معيشة أرفع، وأشار إلى أن الإرهاب الانفصالي كلف تركيا حوالي تريليوني دولار، كان ينبغي إنفاقها على بناء المدارس والمستشفيات والطرق والمصانع ودعم المزارعين والطلاب والتجار.
وفي المحور الثاني من الخطاب، أكد أن أبواب عصر جديد تُفتح أمام تركيا، وأن هدف «قرن تركيا» يتحقق خطوة بخطوة، ويتسارع أكثر فأكثر، بينما في المحور الثالث شدد الرئيس التركي على أنه في ليلة 15 يوليو، بات مفهوماً مجدداً وبشكل جلي وقوي جداً، حقيقة أن تركيا أكبر من مجرد تركيا، وأن تركيا القوية ستأخذ مكانها الصحيح في مقدمة قطب جديد ضمن عالم متعدد الأقطاب.
تعديل الدستور
وفي موازاة الـ 3 محاور لخطاب أردوغان، يأتي ملف تعديل الدستور الذي لا يقل أهمية في خطة رسم مستقبل تركيا، إذ أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، خلال احتفالات يوليو أيضاً، أن البرلمان بصدد إعداد دستور جديد يعزز عدم التسلط على الشعب، ولا يستطيع أحد إجراء محاولة انتقالية، لاسيما أننا استخلصنا دروساً مهمة من يوم 15 يوليو، على رأسها أن التسلل داخل الدولة لم يكن محض صدفة.
ورفع رئيس البرلمان شعار تطهير مؤسسات الدولة من الانقلابيين، مشيراً إلى أنه تمّت إعادة هيكلة الدولة، حيث إن القوات المسلحة التركية وكل الأجهزة الأمنية دخلت في مراحل تطهير وأصبحت أولوية وطنية.
الذاكرة والمستقبل
وعلى قاعدة أن المستقبل يبنى على أساس الماضي، نظمت دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية ندوة بعنوان «15 يوليو... الذاكرة والعدالة والمستقبل»، بمقرها في أنقرة، تحدث فيها رئيس الإدارة البروفيسور برهان الدين دوران، واصفاً يوم 15 يوليو بأنه «انتصار ديموقراطي مقدس سطر بأحرف من نور في تاريخ بلادنا»، مبيناً أن الشعب التركي أثبت فيه أنه لا يمكن أن تكبل حريته بالأصفاد، وأرسى فيه وعياً سياسياً تمخضت عنه نهضة جديدة، وأضاف أن رؤية «قرن تركيا» تنطلق من هذا الوعي الجديد.
وأوضح دوران أنه رغم مرور 9 سنوات على الانقلاب فإنه مازال محفوراً في الأذهان، إذ إن الذاكرة هي ضمانة المستقبل، لافتاً إلى أن «حب تركيا والنضال من أجلها كان السمة البارزة في هذا اليوم، وأن نضالنا وكفاحنا سيستمر حتى تحييد التنظيم الإرهابي فتح الله غولن»، وشدد على أن «تركيا حققت نهضة وأصبحت أقوى من قبل بكثير، وخالية من الإرهاب، وهذا جزء من هدف بلادنا للتقدم نحو المستقبل، حيث إن الإرهاب استنفد طاقاتنا لمدة تقارب الـ 50 عاماً».
وشدد على أن «تركيا القوية الجديدة قد شرعت أبوابها وباتت دولة رائدة عالمياً في سياستها الإنسانية التي تستند إلى العدالة، وستواصل مسار التقدم والنجاح»، وكشف أن عام 2025 شهد تنظيم 21 ألف مشروع وفعالية عن 15 يوليو، تستهدف رفع الوعي لدى المجتمع التركي عن الإرهاب والانقلاب في الداخل والخارج بـ40 دولة، مؤكداً أن تركيا تتحرك إلى الأمام بقلب رجل واحد ولا يمكن لأحد أن يوقفها.
خيانة عظمى وقوى ظالمة
من جهته، أفاد نائب الرئيس التركي جودت يلماز، خلال كلمته في الندوة، بأن «15 يوليو يذكرنا بالخيانة العظمى والقوى الظالمة التي كانت وراء هذه المحاولة الفاشلة، كما أنه يجعلنا نستخلص منه الدروس في المستقبل»، مشدداً على أن «الانقلاب له ارتباط خارجي ونحن ضد الاحتلال والاستعمار الفكري وعلينا مواجهته».
وأضاف يلماز أن تنظيم غولن الإرهابي مازال على أجندة تركيا في المواجهة داخلياً وخارجياً، من خلال تحالف الشعب والمجتمع، قائلاً: «إن علينا أن نكون على حذر وحزم لتأسيس مستقبل أفضل وأكثر تقدماً ورفاهية، ولتكون تركيا أقوى عبر روح 15 يوليو القوية وبناء المئوية التركية وتعديل الدستور والقوانين».
انتصار الإرادة الشعبية
ومن العاصمة التركية أنقرة إلى عاصمة الإمبراطورية العثمانية إسطنبول، توجه الوفد الصحافي، حيث التقى والي إسطنبول داوود غول، الذي قال إن الإرادة الشعبية انتصرت وهزمت الانقلاب المدبر من قبل حركة فتح الله غولن منذ سنوات قبل التحرك لتنفيذه، إلا أن الأحزاب السياسية والإرادة الشعبية وقفت يداً واحدة في وجه الانقلاب، متمنياً ألا ترى تركيا هذه المأساة مرة أخرى.
وأضاف غول أن «مشكلة تنظيم غولن الإرهابي ليست في بلادنا فحسب بل في دول العالم أجمع عن طريق مسميات وفعاليات مختلفة»، واصفاً التنظيم بأنه «مرض خبيث مازال منتشراً، وعندما تحين له الفرصة سوف يعود مرة أخرى ويبيع الوطن، لذا نحن له بالمرصاد والمواجهة».
هاندا فرات: تاريخ الانقلابات في تركيا أغلق